سورية: قرابة عقد من الزمن انقضى في أتون العنف، والاحتياجات العاجلة وطويلة الأمد هائلة

13 آذار/مارس 2020

حلب/جنيف (اللجنة الدولية) – بينما تدخل الأزمة في سورية عامها العاشر، تبقى احتياجات الأشخاص الذين أثقلت الأزمة كاهلهم هائلة ومُعقّدة. فالإحصاءات واضحة بمدلولاتها، إذ تشير إلى أن أكثر من 11 مليون سوري يعتمدون على المساعدات، بينما لا يزال عشرات الآلاف في عداد المفقودين، وأن واحداً من كل مواطنين سوريين نازح، وأن مليوني طفل على الأقل توقفوا عن الدراسة أو لم تتح لهم فرصة بدء التعليم من الأساس.

وإلى جانب تلك الحاجة الماسة لدعم طويل الأمد، فإن ملايين العائلات في سورية تحتاج لمساعدات طارئة وعاجلة. ففي إدلب، اضطر ما يقرب من مليون شخص إلى الفرار منذ شهر كانون الأول/ديسمبر للنجاة بأنفسهم مع احتدام القتال وفي ظروف الشتاء القاسية، ما تسبب في أسوأ موجة نزوح شهدها هذا النزاع. وكثيرٌ ممن فروا من ديارهم ذاقوا مرارة النزوح من قبل مرارًا. والافتقار الحاد إلى سبل وصول العاملين في المجال الإنساني إلى المتضررين يجعل حصولهم على المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها شبه مستحيل.

وفي هذا السياق، قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، السيد "بيتر ماورير"، خلال زيارة قام بها إلى حلب مؤخرًا، حيث تجول في محطة ضخ للمياه بالمدينة، يستفيد منها أكثر من مليوني شخص: "إن إتاحة سبل الوصول من دون عوائق إلى جميع الأماكن التي يحتاج فيها الناس إلى مساعدات عاجلة ضرورة حاسمة، ويمكن أن تغيّر حياة الأشخاص الذين نصل إليهم. وينبغي عدم تسييس مسألة إيصال المساعدات الإنسانية. فهي خطوة مهمة في طريقٍ طويل. ويجب ألا يغيب عن أذهاننا أن الاحتياجات طويلة الأمد في جميع أنحاء سورية هائلة".

وأضاف السيد "بيتر ماورير": "كان من المهم جداً أن أرى بأم العين كيف نعمل مع الهلال الأحمر العربي السوري في محطة ضخ المياه في حلب. فالمدينة لا تكاد تصلها مياه الشرب لولا هذا العمل المشترك. ويبيّن هذا كم إن قدرتنا على المحافظة على برامجنا في سورية أمر حيوي بالنسبة لملايين الناس في هذ البلد.

ويحتاج عدة ملايين من الأشخاص في جميع أنحاء سورية إلى الدعم لإعادة بناء حياتهم واستعادة سبل كسب عيشهم. ويتعين توفير الخدمات الأساسية مجددًا وإعادة بناء المستشفيات والمدارس. ويتعين أيضاً تطهير المنازل والأراضي من الذخائر غير المنفجرة. كما ينبغي إيجاد فرص عمل ومصادر أخرى للدخل وضمان استمرارها. ويحتاج الناس إلى المساعدة للتعامل مع التبعات البدنية والنفسية المترتبة على ما قاسوه من مِحن.

وفي مجتمع مزقته سنوات من العنف، تبقى قضية المفقودين اليوم، كما في المستقبل، ركيزة أساسية من ركائز المصالحة. فعشرات الآلاف على الأقل فُقدوا من جراء النزاع. وفي هذا السياق، تناشد اللجنة الدولية أطراف النزاع كافة الوفاء بالتزاماتها في البحث عن المفقودين والتعامل مع الجثث بشكل منهجي وبالاحترام الواجب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن للعائلات الحق في معرفة مصير أحبائها.

وتواصل اللجنة الدولية زيارة جميع المحتجزين أو تسعى لضمان الوصول إليهم، سواء كانوا سوريين أو عراقيين أو مواطني بلدان أخرى. وشهدنا منذ العام الماضي أيضًا عشرات الآلاف من الأشخاص - معظمهم من النساء والأطفال الذين تقطعت بهم السبل - يقبعون في مخيمات في شمال شرق البلاد. وهم أيضاً يستحقون إيجاد حلول مستدامة وإنسانية لمحنتهم.

وتقف اللجنة الدولية، في إطار تعاونها مع الهلال الأحمر العربي السوري وبدعم من شركائها الآخرين في الحركة، على أهبة الاستعداد لزيادة مستوى استجابتها لتلبية الاحتياجات الهائلة في جميع أنحاء سورية، وهي حثّت الأطراف كافة على السماح بوصول هذه الجهات إلى المتضررين، ومنحها الضمانات الأمنية اللازمة حتى يتسنى لها تلبية الاحتياجات الهائلة على جانبي خطط المواجهة تلبية ملائمة.

 

للحصول على المزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع المتحدثين باسمنا:

السيدة "إنجي صدقي"، بعثة اللجنة الدولية في سورية، عن طريق تطبيق واتساب فقط، الهاتف: 993177769 963+ ،isedky@icrc.org
السيدة "سارا الزوقري"، اللجنة الدولية، بيروت، الهاتف:53  83 13  3 961+،salzawqari@icrc.org
السيدة "Ruth Hetherington"، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 3726 447 79 41+،rhetherington@icrc.org 

ويُرجى من الراغبين في مشاهدة وتنزيل آخر أخبار اللجنة الدولية المصورة بالفيديو بالنوعية الصالحة للبث زيارة موقع الأخبار بالفيديو:

www.icrcvideonewsroom.org