غوانتانامو: على سلطات الاحتجاز مواءمة استجابتها لاحتياجات المحتجزين في شيخوختهم

 عشرون عامًا انقضت منذ زيارتي الأخيرة إلى معسكر خليج غوانتانامو في 2003، وكنت آنذاك مترجمًا للغة الباشتو في بداية انضمامي للجنة الدولية. ومع عودتي إلى غوانتانامو مؤخرًا في واحدة من الزيارات المنتظمة للجنة الدولية دُهشتُ على وجه الخصوص لتسارعِ زحفِ أعراض الشيخوخة على المحتجزين هناك وتفاقمِها من جرَّاء الآثار التراكمية لحياتهم في المعسكر وسنوات الاحتجاز. عشرون عامًا انقضت وما يزال موقف المحتجزين هناك بلا حسم ولا فصل. وفي هذه الأثناء، تتزايد احتياجاتهم الجسدية والنفسية وتتفاقم تعقيداتُها يومًا بعد يوم.

ومع أن السلطات القائمة على الاحتجاز تقدم بعض الحلول المؤقتة إلا أن الأوضاع يلزمُها انتهاج نهجٍ أكثر شمولًا إن كانت الولايات المتحدة ستواصل احتجاز هؤلاء لسنوات أخرى قادمة. إذ يجب أن يحصل جميع المحتجزين على رعاية صحية ملائمة تأخذ بعين الاعتبار حالاتهم الصحية والنفسية الآخذة في التدهور، سواء في معسكر غوانتانامو أو ما سواها، ويشمل ذلك حالات الطوارئ الطبية. وفي الوقت نفسه، يجب إيلاء الاهتمام لمواءمة البنية التحتية تلبيةً لاحتياجات المحتجزين المتغيرة وإعاقاتهم البدنية، بالإضافة إلى القواعد التي تحكم تفاصيل حياتهم اليومية.

وأحد جوانب النهج الأكثر شمولًا هو تحسينُ اتصال المحتجزين بعائلاتهم، لا سيما في تكرار المكالمات الهاتفية ومدتها، مع الأخذ في الاعتبار الحرمان التام من الزيارات الشخصية المفروض عليهم.

وغني عن البيان أنه كلما سارعت الولايات المتحدة بالتغلب على الجمود السياسي والإداري من أجل نقل المحتجزين المؤهلين إلى خارج المعسكر وتحديد مصير جميع من سواهم، كان ذلك أفضل بالنسبة إلى الخطط المطلوبة أيا ما تكون. 

ونحن ندعو الإدارة الأمريكية والكونغرس الأمريكي إلى العمل سويًا للوصول إلى حلول ملائمة ومستدامة لمواجهة هذه المشكلات. فلا بد أن تكون لسرعة التحرك في هذا الملف أولوية. فحتى إذا كانت هناك احتمالية لاستمرار احتجاز عدد قليل من الناس في غوانتانامو لفترة  أطول، فلا مجال لتأجيل التخطيط لصالح المحتجزين الذين زحفت عليهم الشيخوخة المتسارعة.