اللجنة الدولية: 600 حادثة عنف مرتبطة بكوفيد-19 ضد مقدمي الرعاية الصحية

18 آب/أغسطس 2020
اللجنة الدولية: 600 حادثة عنف مرتبطة بكوفيد-19 ضد مقدمي الرعاية الصحية
صورة من عنبر نسائي لحالات كوفيد-19 في هراة في أفغانستان. تصوير: كيانا هاييري – اللجنة الدولية

جنيف (اللجنة الدولية) - سجلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) أكثر من 600 حادثة عنف أو مضايقة أو وصم ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى والبنية التحتية الطبية في ما يتعلق بحالات كوفيد-19 في الأشهر الستة الأولى من تفشي الجائحة.

ومن بين 611 حادثة وقعت في أكثر من 40 بلد، انطوى أكثر من 20% منها على اعتداءات جسدية، و15% حوادث تمييز على أساس الخوف، و15% اعتداءات أو تهديدات لفظية. وما يثير القلق أن هذه الأرقام تعبر عن الحوادث المعروفة فقط، ومن المحتمل أن يكون عدد الحوادث الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

 وافق صدور هذه البيانات الجديدة "اليوم العالمي للعمل الإنساني" الذي يحل يوم 19 آب/أغسطس، والذي نحيي فيه ذكرى العاملين في الحقل الإنساني الذين بذلوا أرواحهم أو أصيبوا في سبيل أداء مهمتهم، ونكرّم فيه العاملين في المجال الصحي، الذين يقدمون دعمًا وحماية لإنقاذ أرواح الناس الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة.

وقال رئيس "مبادرة الرعاية الصحية في خطر" التابعة للجنة الدولية، السيد "ماسيج بولكوفسكي": "لقد جعلت هذه الأزمة العاملين في مجال الرعاية الصحية معرضين للأذى في وقت احتياج الناس إليهم احتياجًا ماسًّا. تعرض الكثيرون منهم للإهانة والمضايقة والعنف الجسدي. ومناخ الخوف هذا، الذي غالبًا ما يصاحبه ندرة معدات الحماية الشخصية الملائمة، يثقل صحتهم الجسدية والنفسية وصحة أسرهم بضغوط كبيرة. وهذه الهجمات لها أثر مدمر على الوصول إلى الرعاية الصحية وإتاحتها في وقت تعرُّض العديد من النظم الصحية لضغوط وإنهاك."

ولا شك أن للخوف من انتشار فيروس كوفيد-19 دور مهم في ارتكاب أفراد المجتمع المحلي هذه الحوادث. فعندما كان المرضى أو أقاربهم وراء ارتكاب هذه الأفعال، كان الإحساس بالكمَد المرتبط بوفاة أحد الأقارب أو الخوف من وفاته هو أبرز الدوافع. كما دفع عدم القدرة على تنفيذ طقوس مثل الدفن بسبب القيود التي فرضها كوفيد-19 بعض الأقارب إلى انتهاج سلوك عدواني ضد موظفي الرعاية الصحية أو المرافق الصحية.

بعض الأمثلة على الحوادث التي وقعت في نيسان/أبريل وأيار/مايو تشمل:

 -      في أفغانستان، أُغلق مركز العزل الرئيسي لمرضى كوفيد-19 لمدة نصف يوم بسبب مشاجرة بين أقارب مريض توفي والعاملين الصحيين.

-      في بنغلاديش، قُذف منزل طبيب بالحجارة بعد أن ثبتت إصابته بالفيروس، في محاولة لإجباره هو وعائلته على مغادرة المنطقة.

-      في جمهورية أفريقيا الوسطى، اعتدى أقارب أحد المتوفين على العاملين الصحيين جسديًا، إذ أصيب الأقارب بإحباط لعدم تمكنهم من استعادة الجثة بسبب القيود التي فرضها الفيروس.

-      في كولومبيا، منع السكان سيارات الإسعاف من دخول بلدتهم لإجراء مسحات طبية للكشف عن حالات الإصابة بكوفيد-19، واطّلعوا على سجلات طبية غير مسموح بالكشف عنها وعلى أسماء الموظفين والمرضى.

-      في باكستان، تعرض الأطباء في مستشفى لاعتداء لفظي وجسدي بعد وفاة مريض بكوفيد-19. دخل أقارب المتوفى منطقة عالية الخطورة وهم يصرخون بأن فيروس كورونا إن هو إلا خدعة.

-      في الفلبين، أُجبر عامل في مجال الصحة وأبناؤه على مغادرة المنزل بعد تعرضهم للمضايقة والتمييز وقطع التيار الكهربائي عنهم من جيرانهم.

ومن بين الحوادث التي وقعت ضد أفراد، استهدف 67٪ منها عاملين في مجال الرعاية الصحية، واستهدف 22.5٪ جرحى ومرضى (بما في ذلك المشتبه في إصابتهم بالفيروس)، بينما استهدف 5٪ نازحين داخليًّا أو لاجئين.

وتدعو اللجنة الدولية الحكومات والمجتمعات المحلية إلى التصدي للمعلومات المضللة التي تشكل وقودًا لهذه الحوادث، وكفالة بيئة عمل آمنة لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وحوادث العنف ضد الرعاية الصحية ليست حتمية. إذ يمكن اتخاذ تدابير ملموسة لتقليل مخاطر تعرض العاملين الصحيين أو المرضى أو المرافق الطبية للاعتداءات.

وقالت رئيسة قسم الشؤون الصحية في اللجنة الدولية، الدكتورة "إسبيرانزا مارتينيز": "الخوف من الإصابة بالمرض ونقص المعرفة الأساسية بشأن كوفيد-19 هما غالبًا السببان وراء أعمال العنف ضد موظفي الرعاية الصحية والمرضى." وأضافت قائلة:

لحماية موظفي الرعاية الصحية والمرافق الطبية والمرضى من العنف، من المهم للغاية نشر معلومات دقيقة بشأن منشأ كوفيد-19 وطرق انتقاله والوقاية منه. يجب عدم وصم العاملين في مجال الرعاية الصحية أو المرضى أو مجموعات معينة أو إلقاء اللوم عليهم بشأن وجود الفيروس أو انتشاره. نحن بحاجة إلى تقوية إحساسنا الجماعي بالإنسانية إذا أردنا تجاوز هذ الجائحة.

 

* وقعت 611 حالة عنف ومضايقات ووصم في الفترة ما بين 1 شباط/فبراير و31 تموز/يوليو 2020. يستند هذا الرقم إلى الروايات المباشرة التي جمعتها اللجنة الدولية، وبيانات من منظمات أخرى ترصد حوادث الرعاية الصحية، وتتبّع التقارير الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي عبر 40 بلد في أفريقيا والأمريكتين وآسيا ومنطقتي الشرق الأدنى والأوسط.

 

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

السيدة Anita Dullard، البريد الإلكتروني: adullard@icrc.org، الهاتف: 0041795741554

 

لمشاهدة وتنزيل آخر أخبار اللجنة الدولية المصورة بالفيديو بالنوعية الصالحة للبث، يرجى زيارة: https://www.icrcnewsroom.org/

للاطلاع على جهود اللجنة الدولية لوضع حد للاعتداءات على المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية، يرجى زيارة: www.healthcareindanger.org/ar

تابعوا صفحتي اللجنة الدولية على فيسبوك و تويتر