الصومال: المحتجزون في حاجة ماسّة للمياه النظيفة

22 آذار/مارس 2015
الصومال: المحتجزون في حاجة ماسّة للمياه النظيفة
غاروي، بونتلاند. أحد المحتجزين في مركز شرطة يغسل يديه في مياه الصنبور. تولت اللجنة الدولية بناء نظام المياه والصرف الصحي في هذا المركز وإعادة تأهيله. CC BY-NC-ND/ICRC/Miraj Mohamud

كما لو أن سنوات النزاع في الصومال تواطأت مع الطبيعة لحرمان الناس من الوصول إلى المياه، التي تعد عصب الحياة. وتسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاهدة لتخفيف حدة معاناة السكان هناك بتوفير المياه للمجتجزين والمدنيين المتضررين بسبب النزاع، وتحسين مرافق الصرف الصحي.

ويصعب على السكان الحصول على المياه بسبب المناخ الجاف وندرة سقوط الأمطار هناك. وأسفر عقدان من النزاع المسلح في البلاد عن إنهاك تام للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي. ولم تستثنِ هذه المشكلة الممتدة أماكن الاحتجاز مثل السجون ومراكز الشرطة. 

لكن إمداد أي مكان من أماكن الاحتجاز بالمياه بكميات كافية هو أحد الخدمات الأساسية التي يجب أن توفَّر دون انقطاع. فالمياه ضرورية للشرب وتحضير الوجبات والحفاظ على النظافة الشخصية وكذلك للتخلص من الصرف الصحي. وتشرح السيدة "مي موسى" المسؤولة عن أنشطة اللجنة الدولية في مجال المياه والسكن في الصومال، في هذا الصدد إن المحتجز الواحد يحتاج كمية تتراوح من 10 إلى 15 لترًا من المياه كحدٍّ أدنى يوميًا لسد احتياجاته من الشرب وتحضير الغذاء والنظافة الشخصية.

ولا يعمل برنامج المياه والسكن التابع للجنة الدولية في الصومال لإمداد مراكز الاحتجاز بالمياه وحسب بل أيضًا لتلبية احتياجات قرابة 300000 شخص من المياه عبر أرجاء البلاد، وذلك للمساعدة على تخفيف وطأة المشكلات التي أسفر عنها النقص الحاد للمياه.

غاروي، بونتلاند. يواجه السكان في الصومال تحديًا كبيرًا للحصول على المياه بسبب المناخ الجاف وندرة سقوط الأمطار هناك. وأسفر عقدان من النزاع المسلح في البلاد عن إنهاك تام للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي جعلها تعمل بالكاد. CC BY-NC-ND/ICRC/Miraj Mohamud

إغاثة المحتجزين

يقول المحتجزون في مركز شرطة في بلدة "غاروي" الواقعة في إقليم "بونتلاند": "تحسَّنَ الوضع بصورة جذرية منذ نجاح المسؤولين التابعين للجنة الدولية في بناء مراحيض مجهّزة وخزان مياه كبير. يكفي أن ينظر المرء إلينا ومن حولنا. ملابسنا تغسل، والنظافة ملحوظة في الزنازين ومحيطها. والأهم على الإطلاق أننا بتنا في صحة جيدة، والفضل في ذلك يرجع إلى مستوى النظافة الشخصية الجيد المتوفر لنا".

ويعلّق أحد المحتجزين في مركز شرطة على وضع المياه قبل مدّ الصليب الأحمر يد العون، فيقول: "لم يكن لدينا مياه هنا، بل كانت تأتي إلينا من الخارج لذا فقد كانت تأتي بكميات ضئيلة. كان من الصعب الحفاظ على مستوى لائق من النظافة الشخصية."

وتشرح السيدة "مي موسى" في معرض حديثها عن الحاجة الخاصة لضمان وصول المياه إلى الأشخاص القابعين خلف أسوار السجون، بقولها: "تعمل اللجنة الدولية على تحسين الظروف المعيشية في أماكن الاحتجاز. إذا كان المرء ينعم بحرية الحركة فبإمكانه جلب المياه لنفسه، لكنّ المحتجزين لا ينعمون بمثل هذه الرفاهية. وسرعان ما تؤثر ندرة المياه ورداءة نظام الصرف الصحي في أماكن الاحتجاز على صحة المحتجزين. وتعدّ الأمراض المنقولة بالمياه إحدى تبعات ندرة المياه النظيفة وعدم وجود نظام صرف صحي ملائم".

زيارت السجون عبر أرجاء العالم

تزور اللجنة الدولية سنويًا أكثر من 2500 مركز احتجاز يقبع فيها قرابة نصف مليون شخص في حوالي 70 بلدًا حول العالم. وتمكّن هذه الزيارات اللجنة الدولية من تقييم احتياجات المحتجزين من المياه والرعاية الصحية والصرف الصحي، وتستخدم المنظمة ما تتوصل إليه كأساس عند الضرورة لتحسين ظروف الاحتجاز والطريقة التي يُعامَل بها المحتجزون.