مقال

مقابلة مع مسؤول كبير: الصليب الأحمر يعزز المساعدات المقدمة لسورية في ظل اتفاقات هدنة محلية

جنيف - (رويترز) . ذكر مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس الماضي أن السلطات والمعارضة السورية سمحتا للجنة الدولية بإيصال كميات متزايدة من المساعدات في ظل اتفاقات هدنة محلية وذلك منذ شهر آب/ أغسطس الماضي، الأمر الذي يُبشر بإمكانية تحقيق مصالحة في الحرب الأهلية.

وذكر السيد "بوريس ميشيل" رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية المنتهية ولايته في مقابلة مع وكالة رويترز، أنه قد أجريت خمس زيارات لأربعة سجون تديرها الحكومة وذلك خلال العام الماضي، وهي تعتبر الأولى من نوعها منذ أيار/ مايو 2012.

وأضاف السيد "ميشيل": "ثمة تطورات إيجابية في تزايد مستمر وأيضًا من خلال عملية المصلحة المحلية".

واستطرد قائلاً: "إن وقف تصاعد النزاع يبدأ من المستوى المحلي وبناءً على اتفاقات هدنة وترتيبات محلية الهدف منها تحقيق استقرار الوضع في ظل حالة الإنهاك التي يعيشها السكان مع أربع سنوات من النزاع وارتفاع محصلة الخسائر البشرية له ارتفاعًا هائلاً".

ويعمل مع اللجنة الدولية في سورية 300 موظف من بينهم 51 موظفًا أجنبيًا وذلك في مقابل 35 موظفًا في العام الماضي.

وأضاف السيد "ميشيل": "شهدنا تطورًا إيجابيًا خلال السنة، فقد زاد عدد تأشيرات الدخول التي حصلنا عليها زيادة كبيرة وتمكنا من عبور مزيد من خطوط المواجهة (الجبهات) بالإضافة إلى فتح المزيد من المكاتب التابعة لنا".

واستطرد قائلاً: "كان القصد هو التفاوض بشأن الوصول إلى الضحايا من الداخل. ونجحنا في إقناع السلطات بتوسيع نطاق إمكانية الوصول إلى الضحايا لذا تمكنا من إيصال مزيد من المساعدات الإنسانية وفقًا للنهج القائم على أساس الاحتياجات، ومن ثم عبور خطوط المواجهة في جميع أنحاء سورية".

وقال السيد "ميشيل": "نحن نعمل بشكل متزايد من أجل دعم عملية المصالحة وتقديم الخدمات لتحقيقها (اتفاقات الهدنة). وهذا في إطار الجهود المبذولة من أجل مستقبل أفضل لسورية بغض النظر عن النتائج السياسية".

وكان للمنظمة دور في ما يتعلق باتفاقات الهدنة في كل من برزة والمعضمية واليرموك ويلدا وبابيلا بالقرب من دمشق والوعر في حمص.

وقال السيد " ميشيل ": "لقد وصلنا إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف: "يمكن الوصول إلى هذه المناطق ولكن في ظل قيود وصعاب كثيرة، لكننا نريد الوصول إليها لأنه يوجد فيها الكثير من الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة".

زيارات السجون

تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإصلاح عيادة طبية في برزة على خط الجبهة لخدمة الناس على الجانبين.

وقال السيد "ميشيل": "العيادة قائمة في مكانها لكن اتفاقات الهدنة هشة. ولا يحتاج الأمر لأكثر من طلقة واحدة حتى تنهار جهود الهدنة كلها".

وأضاف السيد "بوريس ميشيل": "نجحنا في توفير المساعدات الجراحية في مناسبات عديدة، وسلمنا لعشرات المستشفيات في الجانبين مساعدات جراحية، وهو تقدم غير مسبوق".

ومن خلال استئناف الزيارات للسجون، تساعد اللجنة الدولية في البحث عن المفقودين وإعادة الروابط العائلية ومناقشة ظروف الاحتجاز مع السلطات.

ولم تزر اللجنة الدولية الأشخاص الذين تحتجزهم قوى المعارضة بسبب مشكلات تتعلق بالأمن. ويقول السيد "ميشيل" في هذا الشأن: "لكننا على الأقل وصلنا إلى مرحلة يمكننا فيها تقديم طلبات في هذا الشأن ونحاول أن نحصل على إجابات، وهي بالفعل خطوة أولى في هذا الاتجاه" .

وتابع السيد "ميشيل" قائلاً: "تضاعف عدد أفراد الطاقم المعني بالمياه والصرف الصحي التابع للجنة الدولية منذ بداية عام 2014. ولدينا حوالي 450 مشروعًا في الوقت الحالي عبر أرجاء البلاد والمناطق كافة تخدم 15 مليون شخص بتوفير المياه النظيفة لهم.
وهناك كثير من محطات الطاقة ومحطات معالجة المياه موجودة في مناطق المعارضة. وقد تمكّنا من عبور الخطوط حيث توجد المحطات وأقنعنا كلا من القوات الحكومية وقوات المعارضة بأن قطع المياه أو التسبب في مشكلات تعوق إمدادات المياه لن يصب في مصلحة أي طرف".

ومنذ اندلاع شرارة النزاع السوري في عام 2011 لقي أكثر من 200000 شخص مصرعهم.

- نشر هذا التقرير على وكالة رويترز للأنباء. يمكنكم قرءاة المقابلة باللغة الإنجليزية من خلال هذا الرابط.