أوكرانيا: اللجنة الدولية تقدم مساعدات حيوية للمدنيين قرب باخموت

ومع اقتراب القافلة من «كوستيانتينيفكا» و«شاسيف يار» و«سيليدوف» تكشّف حجم الدمار الذي أصاب المنطقة. إذ لحق ضرر بالغ بالمنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق البنية التحتية، وأصبح الوضع الإنساني للسكان الذين لم يغادروا مأساويًا للغاية، ويحول استمرار الأعمال العدائية دون حصولهم على أبسط الخدمات.

يقول «دانيل»، الذي يبلغ من العمر 19 عامًا ويقيم في قرية مجاورة: "هناك الكثير من كبار السن وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة، لا سيما وأن معاشاتهم ضئيلة. هذه المساعدة حيوية جدًا، وقد ارتفعت أسعار منتجات النظافة الصحية كثيرًا بما يفوق قدرة أصحاب المعاشات على شرائها، هذا فضلًا عن عدم توافر السلع في متاجر مناطقنا. وكذلك ليس لدينا فرصة لزيارة البلدة المجاورة، فلا توجد حافلات تذهب إلى هناك".

لا تفتأ الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في محيط جبهة القتال تتزايد كنتيجة مباشرة للأعمال العدائية الدائرة، وقد أُجلي معظم الناس الذين كان بمقدورهم المغادرة. وفي حين أن نحو 10% من سكان «كوستيانتينيفكا» هم نازحون داخليًا من قرى مجاورة استوطنوا المدينة بشكل مؤقت، لم يتبق من سكان «شاسيف يار» سوى 1,500 مدني، ونحو 800 في «سيليدوف». وهؤلاء في الأساس إما من كبار السن أو أشخاص ذوو قدرات حركية محدودة أو ذوو إعاقة، وإما أشخاص رفضوا مغادرة ديارهم أو نازحون من قرى تقع على خطوط المواجهة.

وقد جلبت قافلة مساعدات اللجنة الدولية إلى «كوستيانتينيفكا» والقرى المجاورة أكثر من 1,500 مجموعة من مجموعات مستلزمات النظافة الصحية تحتوي على مستلزمات أساسية مثل الصابون والشامبو ومعجون الأسنان وفُرش الأسنان وفوط صحية وأدوات حلاقة، بالإضافة إلى 800 مصباح شمسي ومئات البطانيات للسكان والنازحين. كما أوصلت إلى «سيليدوف» 17 طنًا من المواد الغذائية تشمل الأرز والمعكرونة والأغذية المعلبة وإمدادات أخرى، وطنًا من مستلزمات النظافة الصحية. ويقدر مسؤولون محليون أن الإمدادات الغذائية كافية لتلبية احتياجات المدنيين المتبقين في هذا المجتمع مدة شهر. إضافة إلى ما سبق، قدمت اللجنة الدولية 6,000 لتر من مياه الشرب إلى «شاسيف يار»، وتتوقع السلطات المحلية أن تلبي هذه الكمية احتياجات الناس هناك مدة 10 أيام.

وتدعم اللجنة الدولية مراكز الخدمات الإنسانية في كل من «كوستيانتينيفكا» و«شاسيف يار» التي يمكث فيها النازحون من «باخموت» والمدن الأخرى الواقعة على خطوط المواجهة قبل مواصلة رحلتهم إلى مناطق أكثر أمانًا. وقد أمدت اللجنة الدولية هذه المراكز منذ أيلول/سبتمبر الماضي بسلال غذائية ومجموعات مستلزمات نظافة صحية وخزانات مياه ومستلزمات تدفئة ومولدات كهرباء من أجل ضمان تجهيز هذه الأماكن بشكل ملائم لاستقبال الفارّين من جبهة القتال المتحركة.

واللجنة الدولية تشعر بقلق بالغ بشأن الوضع في «باخموت» والمجتمعات القريبة منها في محيط جبهة القتال، وإزاء المعاناة الشديدة التي يكابدها المدنيون من جرّاء استمرار العمليات العسكرية. وقال «نيكولاي»، أحد سكان «فيروليبيفكا»: "الوضع صعب جدًا هنا؛ أصوات القصف مدوّية ومرعبة. بالأمس مر صاروخ فوق رؤوسنا. نحن هنا لا نعيش وإنما نحاول التشبث بالحياة".

وتناشد اللجنة الدولية الأطراف المتحاربة احترام القانون الدولي الإنساني، لا سيما عبر السماح بدخول المساعدات الإنسانية وضمان حصول المدنيين في مناطق سيطرتهم على المساعدات، وحماية الأفراد الذين ليسوا طرفًا في القتال وعدم استهدافهم بالهجوم أينما كانوا.