العراق: عائلات المفقودين تتأرجح بين الأمل واليأس، بينما تتواصل عمليات البحث عن المفقودين

العراق هو أحد البلدان التي تضم أكبر عدد من المفقودين في العالم. مئات الآلاف من المفقودين تركوا خلفهم عائلات تعيش في حالة من عدم اليقين وهي في صراع بين الأمل واليأس بانتظار سماع أخبار عن مصير أحبائها وقد يطول الأمر في بعض الأحيان لعقود.   

 "غالبًا ما يُهمل المفقودون وتنسى معاناة عوائلهم، واصبح هذا الأمر بمثابة قصة لا نهاية لها. تترك الصدمة الناتجة عن الفقدان الغامض جروحًا عميقة لا تندمل والتي قد تمنع العائلات من المضي قدمًا في حياتها وتعيق جهود المصالحة" يقول جان جيروم كازابيانكا، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق.  

 عائلات المفقودين بحاجة إلى إجابات وإيقاف عمليات البحث عنهم لا يعد خيارًا. كما أن احتياجات هذه العائلات تتفاقم بمرور الوقت. يفرض هذا الواقع الجديد على العائلات العيش في ظل غياب الأجوبة ذات الصلة بمصير أبنائها إلى جانب حالة من عدم اليقين ويحتم عليها البحث بشكل مستمر عن معلومات تتعلق بمصير المفقود ومكان تواجده بالإضافة إلى مجموعة كاملة من الاحتياجات الجديدة التي تنشأ بعد اختفاء أقربائها. وتواجه هذه العائلات مصاعب اقتصادية وتعاني من مشاكل نفسية وهي معرضة لمخاطر من الناحية القانونية.

 "عندما تسألني حفيداتي عن والدهن، أظهر لهن صورته. لقد كن صغارًا عندما فُقِد. أسوأ ما في الأمر هو عندما نتذكرهم أثناء تناول الطعام ونبدأ بالبكاء." تقول وحيدة أحمد التي فقدت ثلاثة من أفراد عائلتها في عام 2016 بضمنهم زوجها وابنها البالغ من العمر 25 عامًا. 

 وتنظر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق إلى قضية المفقودين على أنها أحد المسائل ذات الأولوية وهي تساعد العائلات في البحث عن اقربائها المفقودين من خلال تنفيذ الأنشطة وتقديم الدعم إلى السلطات في مختلف المجالات. وتتبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر نهجًا متعدد الاختصاصات في التعامل مع احتياجات العوائل والتي تستدعي تقديم الدعم من النواحي النفسية، والنفسية الاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية. في عام 2021، أطلقت اللجنة الدولية برنامج المرافقة في كل من قضاء الصقلاوية التابع لمحافظة الأنبار وقضاء سنجار في محافظة نينوى وفي محافظة دهوك.

 "في هذا العام، تلقت اللجنة الدولية 769 طلبًا للبحث عن مفقودين وهذا الأمر يزيد من الضغط الهائل للطلبات التي نستلمها كل عام. نحن ندرك أن هذه الأرقام مجرد غيض من فيض ولا تمثل الواقع الحقيقي لهذه القضية. وفي هذا العام، تمكنّا من تقديم الدعم لإيضاح مصير 423 شخصًا حتى الآن وسنواصل جهودنا لمساعدة العوائل في إغلاق ملفات مفقوديهم على النحو الذي يستحقونه" تقول بريشيلا عبسي التي تشغل منصب نائب منسق قسم الحماية وهي مسؤولة عن ملف المفقودين في بعثة اللجنة الدولية.  

 وبالإضافة إلى ذلك، تقدم اللجنة الدولية الدعم إلى السلطات العراقية بهدف تعزيز الدور الذي تلعبه الجهات التحقيقية ودائرة الطب العدلي والتي تضطلع بمسؤولية البحث عن المفقودين. وتقع المسؤولية الرئيسية لمنع الفقدان وإيضاح مصير وأماكن تواجد المفقودين على عاتق السلطات الحكومية. لذا يتعين على الدول تبني تطبيق الإجراءات التي من شأنها تلبية الالتزامات الدولية إلى جانب بذل كافة الجهود لمنع اختفاء الأشخاص والبحث عن المفقودين وتحديد هويتهم وتلبية احتياجات عائلاتهم. 

 ملاحظات للمحررين:

• على مستوى العالم، تقدم اللجنة الدولية حاليًا الدعم إلى 170,000 ملف خاص بالمفقودين.
• تواصل اللجنة الدولية عملها مع السلطات وأصحاب المصلحة المعنيين في العراق منذ 1991 لمعالجة ملف المفقودين.
• تدعم اللجنة الدولية السلطات في جهودها للبحث عن المفقودين جراء الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج. خلال النصف الأول من عام 2022، وبرعاية اللجنة الدولية، ساعدت اللجنة الثلاثية في استعادة 108 مجموعة من الرفات البشرية من قبل إيران و22 مجموعة من الرفات البشرية من قبل العراق.