مقال

جناح اللجنة الدولية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي: معالجة الجروح تنقذ ساقًا وتجدد الأمل لمستقبل إنسان

حضر عدنان حماد، سوري يبلغ من العمر 47 عامًا، للخضوع لإجراءات العناية بالجروح والفحوصات الروتينية في جناح اللجنة الدولية بمستشفى رفيق الحريري الجامعي، في العاصمة اللبنانية بيروت.

عندما كان عدنان في السابعة والعشرين من عمره، أصيب بمرض السكري من النوع الثاني، لكن لم يأخذ إصابته على محمل الجد. "كنت أواظب على تناول الأدوية، وعندما أشعر أن معدل السكر في الدم طبيعي أتوقف عن تناول أقراص الدواء، وألتهم كميات كبيرة من الكعك والحلوى والمشروبات الغازية، وعندما يعاود سكر الدم الارتفاع، أواظب مجددًا على الدواء."

ولكن قبل شهر دخل عدنان، الذي يعيش مع شقيقه في بيروت، في غيبوبة سكري وفقد وعيه، وأفاق منها ليجد نفسه في جناح اللجنة الدولية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي.

تشرح رولا منتوفه، التي تعمل ممرضة ومسؤولة اتصال لدى اللجنة الدولية "خضع عدنان لعملية عاجلة لبتر إحدى أصابع قدمه اليسرى. وعندما أفاق، أجرى الأطباء بعض التحاليل الطبية التي أظهرت ارتفاع مستوى الإصابة وحاجته إلى إجراء بتر كامل لساقه."

عندما أُخبر عدنان بضرورة بتر ساقه بالكامل، أخذ يتوسل للأطباء كي ينقذوا ساقه ويجروا أي تدخل طبي لمنع بترها. "لو بُترت ساقي كنت سأفقد عملي وقدرتي على الحركة، وستُدمر حياتي. فأنا لا زالت صغيرًا بعدُ على الاعتماد على أخي في الحركة."

وهنا تدخلت ممرضات اللجنة الدولية بكل ما يتمتعن به من خبرة طويلة في معالجة الجروح الناجمة عن الحروب، وطلبن من الأطباء إرجاء عملية البتر واللجوء إلى تقنيات التعامل مع الجروح التي قد تنقذ ساق عدنان.

تشرح مونيكا ماير، إحدى الممرضات في اللجنة الدولية "شرعنا في استخدام تقنية التضميد التفريغي التي تقوم على استخدام الضغط لشفط العدوى وإخراجها تمامًا من القدم، ثم نتركها لمدة أربعة إلى خمسة أيام لمساعدة الجرح على الالتئام. خرج عدنان من الجناح بعد خمسة أيام، وبدأنا في تنفيذ خطة علاجية معه في قسم العيادات الخارجية."

يأتي عدنان إلى العيادة الخارجية التابعة للجنة الدولية بالمستشفى أيام الإثنين والأربعاء والجمعة لفحص الجرح. ولقد شارف جرحه على الالتئام اليوم، ولم يعد لزامًا على الأطباء بتر ساقه.

تقول مونيكا: "تحسنت حالته العقلية والنفسية بمجرد علمه بأن ساقه قد لا تُبتر، رغم أن هذا الوعد لم يكن قاطعًا. أعددنا معًا نظامًا غذائيًا، وأحلناه إلى أخصائي نفسي أجرى معه ثلاث جلسات علاجية، وعاد سكر الدم في جسمه إلى المعدل الطبيعي."

أشترى عدنان الأنسولين الذي يحتاج إليه وجهازًا لقياس سكر الدم. ويتابع الآن معدل سكر الدم يوميًا ويلتزم بنظامه الغذائي. "بعد هذه التجربة وعندما شعرت أني وصلت إلى نقطة اللاعودة، أخذت على نفسي عهدًا بأن أراعي حالتي الصحية بجدية وأحمي ساقي الأخرى من مضاعفات مرض السكري."