مقال

روبير مارديني: "يجب إعلاء مصلحة الشعب الأفغاني فوق أي اعتبارات سياسية"

أطلق المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) ثلاث دعوات أمام اجتماع منظمة التعاون الإسلامي من أجل الحيلولة دون تفاقم المعاناة في أفغانستان. الأولى: حماية العمل الإنساني في البلاد بما يكفل إنقاذ الأرواح. الثانية: اتخاذ خطوات نحو ضخ قدر أكبر من السيولة في الاقتصاد الأفغاني. الثالثة: حماية الأفغان النازحين ودعمهم أينما كانوا.

بيان من المدير العام للّجنة الدولية للصليب الأحمر خلال الدورة الاستثنائية السابعة عشر لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي - 19 كانون الأول/ديسمبر 2021.

أصحاب المعالي،

أتقدم بالشكر لحكومتي جمهورية باكستان الإسلامية والمملكة العربية السعودية على عقد هذه الجلسة الاستثنائية.

يواجه ملايين النساء والرجال والأطفال في أفغانستان صعوبات جمة ومعاناة تنوء بها الجبال. فقد ارتفعت أسعار الغذاء والوقود والدواء، الأمر الذي يعرقل الحصول على الخدمات الأساسية. 

وقد جُمّدت المساعدات فعليًا، وتوقف صرف رواتب الموظفين، في الوقت الذي تكافح فيه المصارف لكي تؤدي عملها. فالقيود المفروضة و"الآثار المُثبِّطة" للعقوبات تضرب في العمق وتخلف تبعات عميقة وواسعة النطاق تطال الكثير من العوامل، وتتجلى عواقبها الوخيمة في أرض الواقع.

ويأتي هذا على خلفية عقود من النزاع، وأشهر من الجفاف، وجائحة عالمية. ومع حلول فصل الشتاء، يخيم على البلاد شبح جوع حادٍ يتربص بنحو نصف السكان. هذا فضلًا عن أن العديد من اللاجئين الأفغان عبر الحدود بحاجة ماسّة إلى المساعدة والحماية.

لم تتوان اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) عن تقديم الدعم للشعب الأفغاني منذ أكثر من 30 عامًا. ورسالتنا الرئيسية اليوم ستظل الرسالة التي لطالما وّجهناها: يجب إعلاء مصلحة الشعب الأفغاني فوق أي اعتبارات سياسية.

ونحن نعمل من أجل التعجيل بتكثيف عملياتنا في ربوع البلاد؛ ولدينا حاليًا ما يزيد على 1,800 موظف يقدمون أشكالًا متنوعة من المساعدة الإنسانية، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الأفغاني والشركاء الآخرين في الحركة. وهذا يشمل دعم المجتمعات المحلية التي تجاهد لتأمين أبسط احتياجاتها الأساسية، ودعم الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية.

وقد بدأت اللجنة الدولية، الشهر الماضي، تنفيذ مشروع كبير لدعم 23 مستشفى إقليميًا ومستشفى بالولايات، في سياق تكميل الجهود التي تبذلها منظمات أخرى. ومن الجدير بالذكر أننا نتعاون بشكل وثيق مع وزارة الصحة الأفغانية، التي تربطنا بها شراكة راسخة منذ عهد بعيد. فالشراكات من هذا النوع لا غنى عنها لتحقيق نتائج مستدامة.

وهذا يقودني إلى إطلاق ثلاث دعوات أوجهها إليكم جميعًا اليوم:

الأولى: حماية العمل الإنساني في البلاد بما يكفل إنقاذ الأرواح. هذا لا يعني فقط توفير التمويل اللازم لتقديم المساعدات التي تمسّ الحاجة إليها، وإنما كذلك ضمان إمكانية الاستفادة الفعلية من هذا التمويل في بيئة تكبّلها العقوبات وتشريعات مكافحة ما يُعرف بالإرهاب. نحتاج بشكل عملي إلى وضع استثناءات إنسانية دائمة ذات إطار محكم حتى يتسنى لنا الاستمرار في الاضطلاع بالمهمة التي عهدت إلينا الدول بأدائها.

الثانية: اتخاذ خطوات نحو ضخ قدر أكبر من السيولة في الاقتصاد الأفغاني. هذا أمر لا غنى عنه للمحافظة على عمل الخدمات العامة الحيوية، وللحد من تفاقم الاحتياجات الإنسانية، وللحيلولة دون تبدد المكاسب الإنمائية التي حُققت على مدى العقود الماضية. ولعل أول خطوة بالغة الأهمية في هذا الشأن هي سداد رواتب زهاء نصف مليون موظف في القطاع العام.

الثالثة: حماية الأفغان النازحين ودعمهم أينما كانوا. هنا يمثل الكرم المعهود لباكستان والبلدان في المنطقة شريان حياة لمئات الآلاف من اللاجئين الأفغان، فهؤلاء بحاجة إلى ظروف معيشية كريمة ولا بد من كفالة سلامتهم. في هذا الصدد، أذكّر الدول بأهمية مبدأ عدم الإعادة القسرية وأناشدكم عدم قطع الطرق أمام طالبي اللجوء الذين يلتمسون الحصول على حماية دولية.

واللجنة الدولية تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع جميع الجهات المعنية، داخل أفغانستان وخارجها، من أجل ضمان حصول الشعب الأفغاني على الحماية والمساعدة التي يحتاج إليها في مختلف الأحوال.

شكرًا.

Last month, the ICRC started a large project supporting 23 regional and provincial hospitals, complementing the efforts of other organizations. Importantly, we are working closely with our long-standing partner, the Afghan Ministry of Health. Partnerships of this kind are crucial to achieve sustainable results.

This leads me to make three calls to all of you today:

First, safeguard humanitarian action so that lives can be saved. This means providing funds for much-needed assistance, but also ensuring those funds can actuallybe used in an environment constrained by sanctions and counter-terrorism legislation. Concretely, we need standing, well-framed humanitarian exemptions so that we can continue carrying out the mission that states have entrusted us with.

Second, take steps towards ensuring greater liquidity within the Afghan economy. This is key to maintain the functioning of critical public services, to stem humanitarian needs, and to prevent the rapid loss of development gains made in past decades. A first significant step is the payment of salaries for half a million public sector servants.

Third, protect and support displaced Afghans wherever they are. The generosity of Pakistan and other countries in the region is a critical lifeline for hundreds of thousands of Afghan refugees. They need dignified living conditions and their safety must be ensured. In this regard, I remind states of the importance of the principle of non-refoulment and call on you to maintain avenues for asylum seekers to access international protection.

The ICRC stands ready to work with all stakeholders, within and outside of Afghanistan, to ensure that Afghan people have the protection and assistance they need, in all circumstances.

Thank you.