مقال

زلزال تركيا وسورية: العائلات في سورية بحاجة ماسّة إلى مساعدتكم

ضرب زلزالان عنيفان مناطق جنوبي تركيا وشمال غربي سورية يوم السادس من شباط/فبراير، وأسفرا عن انهيار آلاف البنايات وإزهاق عشرات الآلاف من الأرواح.

  تعجز الكلمات عن وصف مشهد العائلات التي اضطرت إلى مغادرة منازلها في هذا البرد القارس للاحتماء في شوارع غير آمنة في منتصف الليل، وهي في الأصل عائلات نزح معظمها أكثر من مرة.

منطقة عصفت بها الحرب

في شمال غربي سورية، ضرب الزلزال منطقة أثخن فيها النزاع المسلح الدائر منذ 12 عامًا، الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية إلى مستويات مفزعة.

وتشير التقديرات إلى أن 90 بالمائة من سكان شمال غربي سورية البالغ تعدادهم 4.6 ملايين نسمة يعتمدون حاليًا على المساعدات الإنسانية.

أكثر من نصف المرافق الصحية في البلاد دُمرت حتى قبل أن تضرب الزلازل البلاد، بينما أدى النزاع الدائر في سوريّة إلى ارتفاع أسعار السلع الضرورية مثل الأغذية والأدوية والوقود فوق طاقة كثير من السكان.

ثم حلَّ عليها مؤخرًا وباء الكوليرا الذي تفشت عدواه المميتة وأصابت أكثر من 85,000 إنسان، دون توافر الرعاية الصحية أو الخدمات الأساسية، وانخفضت إمدادات المياه بالبلاد بنسبة تتراوح من 30% إلى 40%.

وأجبر النزاع كذلك عائلات كثيرة – تشكل أكثر من نصف السكان – على الفرار من ديارها. وتكافح أعداد كبيرة من أجل البقاء في مخيمات مرتجلة تتفشى فيها ظروف معيشية شديدة البؤس.

بعد هذين الزلزالين، حتى هؤلاء الذين كانوا مستقرين في منازل لهم لا يجدون مكانًا يأوون إليه.

منظومة مياه تكافح من أجل التأقلم

تعرضت منظومة المياه في مدينة حلب - التي تقادمت لدرجة أن قطع غيارها لم تعد متوفرة - إلى ضغوط متزايدة، بدايةً من النزاع الدائر منذ اثني عشر عامًا، ثم أجهز عليها الزلزال الآن. أصبح المزيد من السكان يعتمدون على المنظومة ذاتها لتلبية احتياجاتهم من المياه بعد أن فقدوا منازلهم في الزلزال. كما أن الضرر المباشر الذي لحق بمرافق البنية التحتية قلل من كفاءة المنظومة وزاد من خطر تلوث المياه.

بالإضافة إلى ذلك، دمر الزلزال العديد من خزانات المياه الموجودة فوق أسطح المنازل، ما زاد الضغط على شبكات المياه. وانهارت أجزاء من شبكة الصرف الصحي في المدينة، التي لحقت بها أضرار بالغة من قبل خلال النزاع، ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات في بلد تكافح لمواجهة آثار نزاع تجاوز عقدًا من الزمان.

وقال فابريزيو كاربوني، مدير عمليات اللجنة الدولية لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط والذي كان يشرف على عمليات الاستجابة الإنسانية لتداعيات الزلازل:

"إن زيادة احتمال حدوث عواقب وخيمة على قطاع الصحة العامة كأثر غير مباشر للزلزال أمر مفزع، فظهور أي تداعيات صحية جديدة مثل انتشار الأمراض المعدية سيكون كارثة تحل بالبلد".

ويمثل الوصول إلى مياه الشرب الآمنة تحديًا يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سورية؛ فقبل عام 2010، كان 98٪ من سكان المدن و92٪ من سكان المجتمعات الريفية يحصلون على المياه الصالحة للشرب بصورة مستدامة. أما اليوم، فلا يعمل بشكل منتظم سوى 50٪ من منظومة المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء سورية.

K. Khasaia/اللحنة الدولية

استجابة اللجنة الدولية

تقدم اللجنة الدولية للسكان في سورية دعمًا ضروريًا لإنقاذ الأرواح منذ عام 1967. ولقد كثفت أنشطتها من أجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة والملحّة في شمال غربي سورية على إثر الزلزال المدمّر. وتعمل اللجنة الدولية في إطار تعاون وثيق مع جمعية الهلال الأحمر التركي وجمعية الهلال الأحمر العربي السوري اللذَين كان متطوّعوهما في صدارة المستجيبين لهذه الكارثة، رغم كونهم ضحايا أيضًا.

جهود اللجنة الدولية منذ لحظة وقوع الزلزالين:

  • نشر فرق لتقييم الوضع الإنساني وإيصال المساعدات الضرورية لإنقاذ الأرواح إلى من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في حلب واللاذقية وطرطوس.
  • تزويد 3 مستشفيات بالمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج المصابين.
  • إصلاح 24 مكان إيواء تقيم بها عائلات متضررة.
  • ترتيب عملية طارئة لنقل المياه بالشاحنات لمدة 10 أيام من أجل تلبية احتياجات العائلات المقيمة في 6 أماكن الإيواء.
  • تقديم مواد الإغاثة الأساسية إلى العائلات المتضررة، ومنها: 115,000 عبوة مياه، و3,500 سلة أغذية معلبة، و1,000 مجموعة من مجموعات مستلزمات النظافة الصحية، و5,000 فراش للنوم.

وما زلنا نرسل المزيد من التجهيزات الطبية ومواد الإغاثة الضرورية لتلبية احتياجات آلاف العائلات الأخرى التي فقدت منازلها من جرّاء الزلزالين.

مساعدة السكان للصمود على المدى المتوسط

نهدف إلى مساعدة الناس على تخطي الأسابيع القادمة، لذلك نعتزم في خطتنا:

  • توزيع مساعدات نقدية على ما يصل إلى 40,000 أسرة بما يساعدها على سد احتياجاتها الأساسية.
  • تدعيم قدرة المستشفيات لإجراء عمليات جراحية، وإمدادها بالمستلزمات الطبية لضمان استمرارية العمليات المنقذة للأرواح.
  • توفير جلسات صحة نفسية لمساعدة 10,000 طفل على تجاوز الآثار النفسية الناجمة عن الكارثة.

لمّ شمل العائلات المشتتة بذويها عن طريق برنامج إعادة الروابط العائلية

العائلات في سورية تحتاج إلى مساعدتكم

 

تبرع الآن

ضمان استدامة أنشطة الاستجابة

لن تتوقف أنشطة الاستجابة الطارئة في الأشهر القليلة القادمة، وستستمر جهودنا الرامية إلى مساعدة الفئات المستضعفة في سورية لتواصل حياتها وترنو إلى المستقبل، وسنستعين في هذا السبيل بالإجراءات التالية:

  • توزيع مساعدات نقدية، ودعم سبل كسب العيش على المدى الطويل.
  • دعم خدمات الرعاية الصحية والتوسع في خدمات إعادة التأهيل البدني من أجل مساعدة ذوي الإعاقة.
  • إصلاح المدارس المتضررة لضمان انتظام الأطفال في العملية التعليمية.
 

كيف يمكنكم مساعدتهم

الناس في سورية يحتاجون الآن إلى المساعدة.يمكنكم إحداث فرق في حياة الناس الأشد ضعفًا،ودعمكم سيوفر المستلزمات الضرورية لإنقاذ الأرواح وسيأخذ بأيدي السكان ويبعث الحياة في ديارهم من جديد.

تبرع الآن