فنزويلا: 365 يومًا من العمل الإنساني
يعيش غالبية السكان العاملين في مجال التعدين في بلدة «إل كالاو» الواقعة شرقي فنزويلا في مستوطنات تُقام في الهواء الطلق حيث مكان عملهم، ما يجعلهم عُرضة للإصابة بمرض الملاريا. وفي الفترة ما بين حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2019، وفرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) نحو 50,000 ناموسية للسكان، وضاعفت جهودها من أجل الوقاية من الإصابة بمرض الملاريا وتشخيصه ومعالجته، بالتعاون مع السلطات الصحية بولاية «بوليفار». كما نفّذت اللجنة الدولية دورة تدريبية حول كيفية التشخيص السليم للإصابة بالملاريا لـ 16 اختصاصي معامل جدد، وتبرعت بإمدادات طبية لعلاج أكثر من 45,000 شخص متضرر. «خورخي» أحد أفراد المجتمع المحلي في «إل كالاو»، يُرينا كيف يستخدم هو وأقرانه هذه الناموسيات للوقاية من المرض.
خلّفت حوادث انقطاع الكهرباء التي أصابت مناطق كبيرة من البلاد في أثناء عام 2019 أثرًا مباشرًا على حياة الفنزويليين كافة، وعلى الخدمات الصحية العامة بشكل خاصّ. وفي إطار الاستجابة لحالة الطوارئ هذه، تبرعت اللجنة الدولية وركّبت أجهزة دعم احتياطي للكهرباء في تسعة مستشفيات في «كراكاس» و«لا غوايرا»، و«ميراندا»، و«أراغوا». وستوفر هذه المولدات إمدادات الكهرباء التي تحتاج إليها تلك المستشفيات من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية التي يستفيد منها آلاف الناس يوميًا، لحل مشكلة انقطاع الكهرباء. عملت «مارييلي» والزملاء العاملون في مجال المياه والصرف الصحي على مدار العام من أجل التأكد من أن المولدات التي تبرعت بها اللجنة الدولية وصلت وجرى تركيبها، وأنها تُستخدم على النحو الصحيح.
كان «أبراهام» يعاني من سعال شديد ظل يلازمه لأسابيع عندما وصل إلى العيادة الطبية، في أثناء إحدى تدخلات الصحة العامة التي نفذتها اللجنة الدولية على مقربة من منزله في «بيتاري». ولحسن الحظ، تلقى «أبراهام» العلاج في الوقت المناسب على يد طبيبة اختصاصية، وأُعطي جميع الأدوية اللازمة لعلاج حالته وتيسير تماثله للشفاء، وكل ذلك مجانًا. مدت اللجنة الدولية يد العون للمجتمعات المحلية الضعيفة في «كراكاس» و«تاتشيرا» و«زوليا»، بالتعاون مع الصليب الأحمر الفنزويلي والسلطات الصحية المحلية من أجل توفير الرعاية الصحية الأوّلية والوقائية لأكثر من 4,400 مريض.
تدعم اللجنة الدولية حول العالم جهود سلطات السجون الوطنية من أجل تحسين الظروف المعيشية للأشخاص المحرومين من حريتهم، وتسعى في الوقت ذاته إلى تحسين فرص حصول المحتجزين على الرعاية الصحية الأوّلية، بل وتعزيز تصميم السجون إذا اقتضت الضرورة. ذهب زميلانا «آنا ماريا» و«ألفريدو» لتفقّد أحد السجون الثمانية التي زارتها اللجنة الدولية في فنزويلا خلال عام 2019. وقد زار مندوبو اللجنة الدولية قُرابة 8000 محتجز منذ شهر آذار/مارس. وحصل المحتجزون كذلك على مجموعات مستلزمات النظافة الصحية، وتلقوا مساعدة لاستعادة اتصالهم بذويهم عبر رسائل الصليب الأحمر وخدمة المكالمات الهاتفية التي تقدمها اللجنة الدولية.
تنفد بطاريات كثير من المسافرين والمهاجرين وتنقطع إشارة الاتصال عن هواتفهم المحمولة بعد ساعات طوال من السفر بالحافلة. وبعضهم لا يملك جهاز هاتف يتواصل عبره مع الأقارب ليبلغهم بمكان وجوده وأحواله. ولمساعدتهم على استعادة الاتصال بذويهم، فقد قدم متطوّعو الصليب الأحمر الفنزويلي نحو 12,900 خدمة في مجال الاتصالات، ما أتاح شحن الهواتف المحمولة، وإجراء المكالمات، والاتصال بالإنترنت، وذلك في ستة عشر موقعًا في أنحاء البلاد. علاوة على ذلك، تلقّى زُهاء 75,000 مسافر رسائل تحتوي توجيهات في مسائل تتعلق بالحماية والرعاية الذاتيتين بُغية تمكينهم من إكمال رحلاتهم بأمان.
لم تدخّر اللجنة الدولية جُهدًا على مدار عام 2019 من أجل تحسين البنية التحتية لخدمات الطوارئ وصيانتها في المستشفيات العامة، حيث درّبت كذلك 950 اختصاصيًّا صحيًّا في مجال رعاية المرضى ذوي الإصابات الخطيرة. وعندما سُئل الدكتور «أرماندو ريكو» عن التغير الذي لمسه في المستشفى الذي يعمل به عقب التدريب والدعم الذَين قدمتهما اللجنة الدولية أجاب بقوله: "أَكسبَنا التدريب الذي قدمته لنا اللجنة الدولية مسار عمل مناسبًا يمكن انتهاجه عند رعاية المرضى الذين يصلون إلى قسم الطوارئ".
«خوان مانويل» و«أرانتسا» و«سوزيت» و«آريان»، أربعة أطفال من 1000 طفل يحصلون على وجبة واحدة في اليوم من مقصف مدرستهم في «بيتاري»، إحدى أشد المناطق تأثرًا في «كراكاس». ومع نهاية عام 2019، زُوِّد هذا المقصف و29 مطبخًا جماعيًا غيره في منطقة العاصمة وفي ولايات «بوليفار» و«تاتشيرا» و«زوليا» بأدوات طهيٍ وتجهيزات من قبيل الثلاجات والخلاطات والأطباق ومواقد الكيروسين، التي تُستخدم لإطعام 7,658 شخصًا يوميًا.
تحرص اللجنة الدولية على إقامة حوار مع هيئات إنفاذ القانون من أجل ضمان إحاطتها بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وتطبيقهما في العمليات التي تضطلع بها. ففي عام 2019، درّبت اللجنة الدولية 2,261 من ضباط الجيش والشرطة في كل من «كراكاس» و«ميراندا» و«تاتشيرا» و«زوليا» و«بوليفار» في مجال القانون الدولي لحقوق الإنسان والمعايير الدولية بشأن الاستخدام التدريجي للقوة في العمليات الرامية إلى الحفاظ على القانون والنظام.
2019 كان عامًا حافلًا بالعمل والإنجاز بالنسبة بنا. فقد وسّعنا أنشطتنا في فنزويلا، وقدمنا المساعدة لأكثر من 300,000 شخص في أرجاء البلاد. وشملت أنشطتنا مجالات عديدة، منها الصحة، والمياه والصرف الصحي، والاحتجاز، واستعادة الاتصال بين أفراد العائلات التي شتتتها الهجرة، ونشر القانون الدولي الإنساني والدولي لحقوق الإنسان بين أوساط قوات الجيش والشرطة، وغير ذلك. تُبرز هذه الصور بعضًا من الأنشطة التي يشترك في تنفيذها موظفو اللجنة الدولية ومتطوعو الصليب الأحمر الفنزويلي. بفضل الجهد الذي يبذله كل فرد، وبالاسترشاد بمبادئنا الراسخة: الحياد وعدم التحيز والإنسانية، نتمكن من الاستجابة لأشد احتياجات الشعب الفنزويلي إلحاحًا.