مقال

نداء إلى الحكومات: ضعوا أيديكم معًا لإيقاف الهجمات السيبرانية على قطاع الرعاية الصحية

أضاف السيد بيتر ماورير اسمه، يوم الثلاثاء، إلى قائمة تضم أكثر من 40 من القادة الدوليين تدعو حكومات العالم إلى اتخاذ إجراء عاجل وحاسم لمنع وإيقاف الهجمات السيبرانية التي تستهدف المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية والمؤسسات البحثية والهيئات الدولية التي تقدم الرعاية الملحة والإرشادات في خضم جائحة كوفيد-19 الجارية.

ينتمي الموقعون إلى خلفيات حكومية وصناعية، ومنظمات دولية وغير حكومية، وأوساط أكاديمية، ويطالبون الحكومات بالعمل معًا، بما في ذلك على مستوى الأمم المتحدة، لإعادة التأكيد على القواعد الدولية التي تحظر ارتكاب هذه الأفعال، وتجديد الالتزام بها.

يأتي النداء في أعقاب هجمات سيبرانية، في الأسابيع الأخيرة، استهدفت مرافق طبية في بلدان منها جمهورية التشيك وفرنسا وإسبانيا وتايلند والولايات المتحدة، ومنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية وغيرها من الهيئات الصحية.

ويلوح هذا التهديد الإضافي للمرافق الطبية في وقت سجلت فيه اللجنة الدولية أكثر من 200 حادث عنف مادي ضد العاملين الصحيين والمرافق الصحية على صلة بجائحة كوفيد-19 في أكثر من 30 بلدًا منذ بداية الأزمة. وهذه هي الهجمات التي نعلم عنها فقط، أما الأعداد الفعلية فيُحتمل أن تكون أعلى بكثير.

نداء إلى الحكومات: ضعوا أيديكم معًا لإيقاف الهجمات السيبرانية على قطاع الرعاية الصحية

نحن الموقعين أدناه ندعو حكومات العالم إلى اتخاذ إجراء عاجل وحاسم لإيقاف جميع أشكال الهجمات السيبرانية على المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية والمنشآت البحثية الطبية، وكذلك الطواقم الطبية والمنظمات الدولية للصحة العامة. وتحقيقًا لهذه الغاية، ينبغي للحكومات العمل معًا، بما في ذلك على مستوى الأمم المتحدة، لتعيد التأكيد على القواعد الدولية التي تحظر ارتكاب هذه الأفعال، وتجدد التزامها بها.

لقد رصدنا خلال الأسابيع الماضية هجمات استهدفت مرافق ومنظمات طبية تعمل في الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة كوفيد-19. أدى هذا إلى تعريض أرواح البشر للخطر بسبب إعاقة قدرة هذه المؤسسات الحيوية على العمل، وإبطاء وتيرة توزيع المستلزمات الأساسية ونشر المعلومات، وتعطيل تقديم الرعاية إلى المرضى. وفي الوقت الذي لقي فيه مئات الآلاف حتفهم وأصيب ملايين البشر حول العالم بالعدوى، تكتسب الرعاية الصحية أهمية أكثر من أي وقت مضى، ولن تكون هذه آخر الأزمات الصحية. وعليه ينبغي للحكومات أن تؤكد على نحو قاطع أن العمليات السيبرانية التي تستهدف مرافق الرعاية الصحية الآن ومستقبلاً غير مشروعة ومرفوضة.

وإذ كنا لا نتسامح مع الهجمات على البنية التحتية للخدمات الصحية في العالم المادي، فحريٌّ بنا ألا نتسامح مع تلك الهجمات في الفضاء السيبراني، سواء أكان ذلك في وقت السلم أو فترات النزاع. وإننا نقف صفًا واحدًا مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دعوتها لحماية الخدمات الطبية أو المرافق الطبية من الهجمات السيبرانية أيًّا كان نوعها. وندعو الحكومات إلى العمل معًا وحشد القوى مع المجتمع المدني والقطاع الخاص لضمان احترام المرافق الطبية وحمايتها وإخضاع الجناة للمساءلة. والأهم من كل ذلك، ينبغي للحكومات اتخاذ إجراءات في هذا الصدد وإيقاف الهجمات السيبرانية على المستشفيات والمرافق الطبية. لا بد من التحرك الآن وليس غدًا.

تتنوع الهجمات ما بين عمليات برامج الفدية الضارة، التي تهدف إلى تعطيل شبكات الرعاية الأولية والعاجلة للحصول على مبالغ مالية، وبين حملات التضليل التي تهدف إلى تقويض وتعطيل العناصر الأوسع التي تندرج تحت الاستجابة للجائحة، بما في ذلك مرافق الاختبارات وأبحاث اللقاحات. وتعيق هذه الهجمات حال نجاحها تقديم الرعاية الصحية، وتكبد مقدمي الرعاية الصحية تكاليف إضافية. وتسلط هذه الهجمات الضوء على ضعف هذا القطاع أمام الهجمات السيبرانية في وقت تمس فيه الحاجة إلى الرعاية الطبية أكثير من أي وقت مضى.

وتؤكد الهجمات السيبرانية الأخيرة على المرافق الطبية على المخاوف التي أبدتها اللجنة الدولية في السابق؛ أن المرافق الطبية عرضة بصفة خاصة للعمليات السيبرانية العدائية أو الضارة. وفي أوقات الأزمات الصحية – الجوائح أو النزاعات المسلحة – تمس الحاجة إلى المستشفيات أكثر من أي وقت مضى.

إن العمليات السيبرانية التي تعطل أجهزة الكمبيوتر بالمستشفيات، أو سلاسل التوريد الطبية، أو الأجهزة الطبية، تهدد بوقف تقديم الرعاية الصحية، وتشكل خطرًا داهمًا على الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية. وإذا لم تعد المستشفيات قادرة على العمل، فلن تتاح الخدمات العلاجية المنقذة للحياة.

تقع حماية المرافق الطبية خلال النزاعات المسلحة في صميم القانون الدولي الإنساني. ولم تدع اتفاقيات جنيف مجالاً للشك؛ فقد نصت على وجوب احترام وحماية المرافق الطبية والعاملين فيها. كما يجب على المتحاربين عدم اللجوء إلى العمليات السيبرانية للإضرار بالبنية التحتية، وتوخي الحذر الشديد لتجنب الأضرار العرضية التي تسببها هذه العمليات.

وفي ظل موجة التحول الرقمي التي تمر بها المجتمعات، أضحت العمليات السيبرانية أمرًا واقعًا في النزاعات المسلحة الراهنة. ويُتوقع أن ترتفع وتيرة العمليات السيبرانية مع تزايد عدد الدول التي تطور قدرات سيبرانية لأغراض عسكرية. فلا بد من التعامل مع التهديد الذي يتعرض له قطاع الرعاية الصحية خلال الجائحة الحالية كجرس إنذار ينبه إلى ضرورة التصدي لتهديدات الهجمات السيبرانية التي قد تحدق بمرافق الرعاية الصحية في المستقبل.

الموقعون:

  • دابو أكندي، أستاذ القانون الدولي العام، جامعة أكسفورد
  • مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة
  • بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة
  • الأخضر الإبراهيمي، وزير خارجية الجزائر الأسبق
  • جون بروتون، رئيس وزراء أيرلندا الأسبق
  • فرناندو إنريكي كاردوسو، رئيس البرازيل الأسبق
  • مارغريت تشان، المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية
  • إيفا تشين، الرئيسة التنفيذية لشركة تريند مايكرو
  • ستيفان دوغوين، الرئيس التنفيذي لمعهد "سايبر بيس"
  • محمد البرادعي، المدير العام الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية (حائز على جائزة نوبل للسلام)
  • بياترس فين، المديرة التنفيذية للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (حائزة على جائزة نوبل للسلام)
  • ميخائيل غورباتشوف، الرئيس السابق للاتحاد السوفيتي (حائز على جائزة نوبل للسلام)
  • غرو هارلم برونتلاند، المديرة العامة السابقة لمنظمة الصحة العالمية
  • زيشيونغ هوانغ، أستاذ القانون الدولي، جامعة ووهان
  • إيغور إيفانوف، وزير خارجية روسيا السابق
  • إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة (حائزة على جائزة نوبل للسلام)
  • يوجين كاسبرسكي، الرئيس التنفيذي لشركة كاسبرسكي
  • كو بوون هوي، رئيس الإنتربول السابق
  • لاري كريمر، رئيس مؤسسة ويليام وفلورا هيوليت
  • ريكاردو لاغوس، رئيس تشيلي الأسبق
  • دوريس ليوتار، الرئيسة السابقة للاتحاد السويسري
  • أدريان لوفيت، الرئيس والرئيس التنفيذي لمؤسسة وورلد وايد ويب
  • سوزانا مالكورا، وزيرة خارجية الأرجنتين السابقة
  • بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر
  • دانييل ميتوف، وزير خارجية بلغاريا السابق
  • إدواردو مونتياليغري، وزير خارجية نيكاراغوا السابق
  • مارتي ناتاليجاوا، وزير خارجية إندونيسيا السابق
  • ناندان نيليكاني، الرئيس غير التنفيذي لشركة إنفوسيس
  • نجوزي أوكونجو إيويالا، وزيرة مالية نيجيريا السابقة
  • مايا بانجيكيدزه، وزيرة خارجية جورجيا السابقة
  • زيد رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان سابقًا
  • السير/ ريتشارد جون روبرتس، رئيس الموظفين العلميين بشركة نيو إنغلند بيولابس (حائز على جائزة نوبل في الطب أو الفسيولوجيا)
  • فرانشيسكو روكا، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
  • خوليو ماريا سانغوينيتي، رئيس أوروغواي الأسبق
  • خوان مانويل سانتوس، رئيس كولومبيا السابق (حائز على جائزة نوبل للسلام)
  • سمير ساران، رئيس مؤسسة أبحاث الرصد
  • مارييتجي شاكي، عضوة سابقة في البرلمان الأوروبي
  • مايكل شميت، أستاذ القانون الدولي، جامعة ريدينغ
  • ويندي شيرمان، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية سابقًا
  • براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت
  • هيلي تورنينغ شميدت، رئيسة وزراء الدانمرك السابقة
  • ديزموند توتو، رئيس الأساقفة الفخري في كيب تاون (حائز على جائزة نوبل للسلام)
  • دانيلو تورك، رئيس سلوفينيا السابق
  • ليخ فاونسا، رئيس بولندا الأسبق (حائز على جائزة نوبل للسلام)
  • السير/ غراهام واتسون، عضو سابق في البرلمان الأوروبي عن المملكة المتحدة
  • هارولد ف. وولف الثالث، الرئيس التنفيذي لجمعية أنظمة المعلومات والإدارة للرعاية الصحية
  • إرنستو زيديلو، رئيس المكسيك الأسبق