مقال

جيبوتي: دعم العمل الإنساني في اليمن

يعود تاريخ وجود اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جيبوتي إلى أربعة وعشرين عامًا خلت، ولم تتوقف جهود مكتب اللجنة الدولية هناك -الذي يدخل ضمن نطاق تغطية البعثة الإقليمية للّجنة الدولية في نيروبي- في إعادة الاتصال بين أفراد العائلات التي تشتت شملهم بسبب النزاع المسلح في اليمن. ونتيجة لاستمرار النزاع، فقد اتُخذت جيبوتي هذا العام مركزًا ميدانيًا استراتيجيًا لتنفيذ أنشطة اللجنة الدولية في اليمن. "أوليفييه شاسو"، مدير "مكتب دعم اليمن" في جيبوتي، يلقي الضوء على الدعم الذي يقدمه فريقه.

لماذا يتمركز فريق "دعم اليمن" في جيبوتي؟ ومنذ متى أنتم هناك؟

منذ اندلاع الأزمة في اليمن في نهاية آذار/ مارس من العام الجاري، ونتيجة لما ترتب على ذلك من إغلاق مؤقت لمطارات اليمن، وتعليق الرحلات الجوية التجارية إليها، بدأت اللجنة الدولية في الاعتماد على مكتبها في جيبوتي بشكل أكبر. ولضمان استمرار عملياتها في اليمن في ظل انعدام أي أفق لانتهاء الأزمة هناك عمدت اللجنة الدولية إلى إنشاء هيكل رسمي للدعم أُطلق عليه "مكتب دعم اليمن"، واتخذ من مكتب اللجنة الدولية في جيبوتي مقرًا له، وذلك نظرًا لقربها نسبيًا من اليمن، وإمكانية الوصول إليها بحرًا باستخدام المركب عبر خليج عدن.

هذا بالإضافة إلى أن مكتب اللجنة الدولية في جيبوتي حقق قيمة مُضافة تمثلت في تيسير بعض الأعمال الإدارية التي تتطلب التنسيق مع السلطات التي تربطه بها علاقات جيدة.

ما الدعم الذي يقدمه فريق "دعم اليمن" لليمن؟

فريق "دعم اليمن" معنيّ بتقديم الدعم اللوجستي لعملية اللجنة الدولية في اليمن. بدأ الأمر بإرسال مركبٍ أعِدّ لنقل طاقمٍ للّجنة الدولية ضمّ فريقًا جراحيًا ومعدات طبية إلى عدن. ولم يمض وقت طويل حتى انضمت إلى قوة الفريق طائرة خاصة باللجنة الدولية متمركزة في جيبوتي، وتقوم بثلاث رحلات في الأسبوع إلى العاصمة اليمنية صنعاء. وتضم المواد الرئيسية التي تُنقل من جيبوتي الإمدادات الطبية المنقذة للحياة مثل مجموعات إسعاف جرحى الحرب ومعدات تقنية المعلومات الأساسية.

ويُستخدم مكتب جيبوتي كذلك كمحطة عبور لموظفي اللجنة الدولية الذين يجري نقلهم إلى اليمن أو منها. كما عيّنت اللجنة الدولية مؤخرًا أخصائي صحة عقلية في مكتبها في جيبوتي مهمته تقديم الدعم النفسي الاجتماعي لموظفي اللجنة الدولية. ولا شك أن هذا الدعم يكتسب أهمية خاصة لدى الموظفين الذين يعملون لأول مرة في مناطق النزاع، وكذلك لموظفي اللجنة الدولية المُتمرّسين الذين تعرضوا لظروف معيشية صعبة في اليمن نتيجة الضغط النفسي الناجم عن الغارات الجوية، والاشتباكات، والحرمان من النوم، وضغوط العمل وغير ذلك. بالتأكيد إن وجود أخصائي للرعاية الصحية العقلية يمنحهم جميعًا الفرصة للإدلاء بمعلومات حول بعض ما عايشوه من تجارب وتقييمها.

ما الآلية المُتّبعة في تقديم الطلبات التي تضمن وصول مواد المساعدة المطلوبة في الوقت المحدد؟

تُرسَل الطلبات من بعثة اليمن في صنعاء موجّهة إلى مرافق الدعم اللوجستي للّجنة الدولية في عمّان، أو جنيف، أو نيروبي. تُرسَل مواد المساعدة بحرًا عن طريق المركب وعادة عبر عُمان أو جوًا إلى جيبوتي وذلك بحسب نوع المواد ووزنها ومدى إلحاح الحاجة إليها. وما أن تصل مواد المساعدة المطلوبة إلى جيبوتي، يتولى فريق "دعم اليمن" متابعة إنهاء الإفراج الجمركي عنها وإيصالها فورًا إلى اليمن.

ما التحديات التي واجهها الفريق أثناء أدائه مهمته؟

واجهنا عددًا من التحديات كان أبرزها يتعلق بالنقل والأمور اللوجستية، إذ إن ضمان الإفراج عن الشحنات في حينها لشحنها على المركب الذي يبحر أسبوعيًا مثّل تحديًا كبيرًا. إضافة إلى ذلك، فإن سوء الأحوال الجوية في البحر لا سيما خلال موسم هبوب الرياح الموسمية يفرض قيودًا على تحركاتنا. ولأن أفراد الفريق الجراحي التابع للجنة الدولية يمكثون في عدن لمدد تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع عادةً، فلا بد من تقليص مدة الانتظار في جيبوتي إلى الحد الأدنى.