طلاب مدرسة تونس بقطاع غزة ينصتون باهتمام إلى عرض دمى للتوعية بمخاطر مخلفات الحرب القابلة للإنفجار في إطار برنامج التوعية بمخاطر الألغام الذي تنفذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
طلاب مدرسة تونس بقطاع غزة ينصتون باهتمام إلى عرض دمى للتوعية بمخاطر مخلفات الحرب القابلة للإنفجار في إطار برنامج التوعية بمخاطر الألغام الذي تنفذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
يؤدي محمد بسام (11 عامًا) دورًا في عرض الدمى.
يقول محمد، قبل أن يشرع في أداء دوره في هذا العرض التمثيلي: "أستمتع بأداء دور في هذه المسرحية لأنني أساهم في توعية زملائي بمخاطر مخلفات الحرب القابلة للانفجار. أنبّههم إلى ضرورة عدم لمس الأجسام الغريبة لأنها قد تكون خطيرة وربما تؤذينا أو تقتلنا أو تتسبب في بتر أطرافنا".
عصام أبو عبده (32 عامًا)، الذي يمارس مهنة التدريس في مدرسة تونس منذ 8 سنوات، يشرح لطلابه التصرف الأمثل في حالة عثورهم على جسم من مخلفات الحرب القابلة للإنفجار، وهي توعية قد يتوقف عليها حياة أو موت. عصام هو واحد من بين 87 معلمًا من 43 مدرسة في غزة تشارك في برنامج التوعية بمخاطر الألغام الذي تنفذه اللجنة الدولية.
دميتان تساعدان عصام في توضيح المعلومات للأطفال بشأن التصرف الأمثل في حالة عثورهم على جسم من مخلفات الحرب القابلة للانفجار، وهي توعية قد يتوقف عليها حياة أو موت.
مع أن ثلاث سنوات تقريبًا انقضت على آخر حرب اندلعت في قطاع غزة إلّا أن أجسامًا كثيرة من مخلفات الحرب القابلة للانفجار ما تزال متناثرة في أرض القطاع. وما تزال هذه المسألة واحدة من تبعات الحرب التي تؤثر على سكان القطاع، مع وجود أطفال كثيرين من بين من تبدّلت حياتهم إلى الأبد بسبب مخلفات الحرب غير المنفجرة.
يقول عصام: "يعاني بعض الطلاب من الأرق ويخاف آخرون من البرق والرعد لأنهما يعيدان للذاكرة أصوات القصف بالقنابل التي يعرفون دويّها من خبرتهم بالحرب". كما يضيف أن: "طلاب كثيرون في مدارسنا أُضيروا بسبب الذخائر غير المنفجرة، لا سيما من يقيمون قرب المناطق الحدودية التي قُصفت مرات عديدة أثناء الحرب الأخيرة".
يؤدي يوسف فتوح (12 عامًا)، الطالب بمدرسة تونس، دور دمية. وقبل أن ينزع قناع الشخصية التي يؤديها قال يوسف: "يسعدني أن أؤدي دور هذه الدمية لأن أصدقائي يتعلمون من خلالها تجنّب الاقتراب من الأجسام الخطرة وضرورة إبلاغهم شخصًا بالغًا بما عثروا عليه".
الطلاب يلعبون إحدى الألعاب التي تهدف إلى تعليمهم التمييز بوضوح بين الأجسام الخطرة والأشياء المألوفة.
على بعد بضعة كيلومترات من المنطقة الحدودية تقع مدرسة بيسان للبنات. وفي هذه المدرسة تتلقى الطالبات، غالبيتهن في سن المراهقة، معلومات بشأن مخاطر الذخائر غير المنفجرة عن طريق جلسات نشر المعلومات، وتدريبات جماعية، وأغانٍ.
تقول المعلمة إيمان عبد المنعم التي تشارك في برنامج التوعية بمخاطر الألغام الذي تقدمه اللجنة الدولية: "هؤلاء الطالبات اللاتي يعشن قرب المناطق الحدودية يتعرضن أكثر من غيرهن للقصف والعمليات العسكرية."
طالبات يغنين أغنية عن مخلفات الحرب القابلة للانفجار. ويقدم برنامج التوعية بمخاطر الألغام أنشطة مسلية لجذب انتباه الطالبات وتوعيتهن بالتصرف الأمثل إذا ما صادفن جسمًا غريبًا.
غالبية الطلاب والطالبات عايشوا حروبًا عديدة، وكان حتمًا عليهم أن يتحملوا الآثار النفسية المرتبطة بمثل هذه الأحداث.
نَجَم عن العمليات العسكرية الكثيرة في القرن الماضي تَلَوُث مساحات كبيرة من أراضي إسرائيل والأراضي المحتلة بمخلفات الحرب القابلة للانفجار.
وبحسب تقديرات "دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام"، منذ النزاع الذي وقع عام 2014 مع إسرائيل، فإن قرابة 6000 جسم من الذخائر غير المنفجرة ربما لا تزال مطمورة تحت الأرض أو فوقها في قطاع غزة. وقد قُتل 16 شخصًا وأصيب 97 آخرون من ضمنهم 48 طفلاً، بسبب مخلفات الحرب القابلة للإنفجار .
في إطار برنامج التوعية بمخاطر الألغام الذي تنفذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر قُدِّم عرض الدمى في غزة. يهدف البرنامج إلى زيادة التوعية في أوساط الطلاب والمعلمين وترويج السلوك الآمن، لا سيما بشأن مخلفات الحرب القابلة للإنفجار.
ومع أن ثلاث سنوات تقريبًا انقضت على آخر حرب اندلعت في قطاع غزة إلّا أن أجسامًا كثيرة من مخلفات الحرب القابلة للانفجار ما تزال متناثرة في أرض القطاع. وما تزال هذه المسألة واحدة من تبعات الحرب التي تؤثر على سكان القطاع، مع وجود أطفال كثيرين من بين من تبدّلت حياتهم إلى الأبد بسبب مخلفات الحرب غير المنفجرة.
سيستغرق تطهير قطاع غزة من هذه الأجسام سنوات عديدة، وواقعيًا سيبقى مستوى تلوث معين على الدوام في المكان. ومع ذلك، يمكن لأطفال غزة أن يواصلوا استمتاعهم باللعب وفي الوقت نفسه يتعلمون دروسًا يمكن أن تنقذ حياتهم عن طريق أنشطة مثل برنامج التوعية بمخاطر الألغام.