مقال

منزل جديد ووطن بعيد

ظل مخيم البداوي للاجئين، وهو ثاني أكبر مخيم في شمال لبنان، المأوي الرئيسي لمعظم اللاجئين الفلسطينيين حتى عام 2011. بيد أن ذلك الأمر قد تغير منذ اندلاع الأزمة السورية والركود الاقتصادي الأخير وبات المخيم أيضًا الملاذ الآمن بالنسبة للاجئين السوريين والأسر الفلسطينية اللاجئة من سورية. 

وبرغم ضيق المخيم تجاوز عدد سكانه 30,000  شخص لا سيما بعد فرار نحو 4000 لاجئ من سورية إلى لبنان من أعمال العنف. وفاقم تدفق اللاجئين وارتفاع معدلات البطالة تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي الهش في المخيم.

لذلك، أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع منظمات غير حكومية محلية برنامج " النقد مقابل العمل" في المخيم لدعم الأسر المستضعفة في المخيم وتوفير دخل لها. وتهدف اللجنة الدولية أيضًا إلى تحسين الظروف المعيشية في المخيم من خلال إعادة تأهيل المرافق الأساسية المجتمعية وترميم وتجديد الشقق السكنية محل إقامة الأسر اللاجئة.

وتأتي أسرة محمود أحمد في صدارة العديد من أسر اللاجئين الفلسطينيين من سورية التي انتقلت حديثًا للإقامة في الشقق المجددة حديثًا في مخيم البداوي. كانت الرطوبة في المباني السكنية تمثل في السابق خطرًا على صحة أولاد محمود أحمد الذي بات يأمل تحسين مستقبل أولاده مع الإقامة في الشقة الجديدة وفرصة الادخار التي أتيحت له.