مقال

كيف تدعم الخدمات اللوجستية العمل في السودان؟

مقابلة مع شازيا نواز، مديرة دائرة الشؤون اللوجستية في الخرطوم

تقدم شعبة الشؤون اللوجستية دعمًا متخصصًا لأنشطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) المتنوعة والمعقدة، بتقديم حلول إدارة سلسلة إمداد تتسم بحسن التوقيت ومناسبة التكلفة، وتكييفها حسب كل حالة على حدة، مع ضمان الجودة، والامتثال والمساءلة، والالتزام بمعايير أخلاقية عالية.

تحدثت مديرة دائرة الشؤون اللوجستية في بعثة اللجنة الدولية في الخرطوم، السيدة شازيا نواز عن الدعم اللوجستي لعمليات المنظمة في السودان.

ما هي الشؤون اللوجستية؟

هي عملية الإعداد المسبق للمواد والحصول عليها وتسليمها في الوقت المناسب إلى نقاط الاحتياج المعينة. ولأن اللجنة الدولية منظمة إنسانية، تضع خدماتنا اللوجستية أولئك الذين نعتزم خدمتهم على رأس قائمة العمل.

لدى دائرة الشؤون اللوجستية في بعثتنا في السودان 35 متخصصًا موزعون على مواقع العمليات الرئيسية في كل من الجنينة، ونيالا، وزالنجي. ولدينا مستودع إقليمي في الفاشر، إضافةً إلى مستودعنا الرئيسي في الخرطوم.

كيف تمكنت اللجنة الدولية من توفير الاحتياجات الطبية للمستشفيات أثناء احتجاجات الخرطوم بالرغم من الوضع الأمني المتقلب؟

"قام موظفونا بعمل رائع وتمكنوا دائمًا من الحضور إلى العمل، رغم القيود والقلق الأمني

تمكنا من توفير المستلزمات الطبية للمستشفيات أثناء المظاهرات في الخرطوم لأننا توقعنا أن الوضع الأمني قد يعيق الحركة، فأحضرنا بعض هذه المستلزمات إلى مقر بعثتنا. وجعلنا السائقين على أهبة الاستعداد وجاهزين لأي احتمال. وما حدث هو أن موظفي جمعية الهلال الأحمر السوداني تمكنوا من المجئ إلى بعثتنا لأخذ المستلزمات المخصصة لاستخدام الجمعية. أما المستشفيات التي لم تستطع الحضور، وتقع بالقرب من "باري" فقد أخذت مستلزماتها من هناك، حيث إن مستودعنا يوجد في المنطقة.

قام موظفونا بعمل رائع وتمكنوا دائمًا من الحضور إلى العمل، رغم القيود والقلق الأمني. لقد أظهروا الروح الحقيقية للإنسانية.

ما الدور الذي لعبته دائرة الشؤون اللوجستية أثناء عملية توزيع البذور والأدوات على 138,000 شخص في دارفور؟

بدأنا في الإعداد لهذه المهمة الكبيرة من تشرين الثاني/نوفمبر 2018. كان علينا اكتساب معرفة جيدة بالسوق والموردين من خلال تقييم للسوق قمنا به. وزرنا الموردين في كانون الأول/ ديسمبر 2018. تحققنا من المنتجات الجيدة، وكفلنا الحصول على خدمات شركات التفتيش لتقييم جودة المواد الغذائية التي نحتاج إلى الحصول عليها. شرعنا بعد ذلك في عملية المناقصة التي استغرقت أسبوعين، ومع تقدمنا في العمل وفق خططنا، ظهرت تهديدات من تحديات عديدة لم تكن متوقعة. إحداها كان نقص الوقود في البلاد، والذي كان أسوأ حالًا في دارفور حيث ستتم عمليات التوزيع.

 

تفريغ أجولة مواد غذائية، وبذور وأدوات في جبل مرة بدارفور، قبل توزيعها)CC BY-NC اللجنة الدولية / شيماء أحمد

كما واجهنا تحديًا آخر وهو الحصول على التصاريح المطلوبة في الوقت المحدد قبل توريد المواد إلى المواقع. ومن جانب آخر، أثَّر الوضع الاقتصادي في السودان سلبًا على طريقة الدفع للموردين، ما تسبب في حدوث بعض التأخير. ورغم ذلك، تمكنا من الوفاء بالموعد النهائي الذي حددناه سلفًا، وبتوقعات الزملاء الذين سينهضون بعملية التوزيع. وأود أن أقول إنه رغم تزامن بعض عمليات التوزيع مع فترة شهر رمضان، عمل فريقنا بكرم وعطاء أثناء فترة الصيام.

 

ماذا يمكنك أن تقولي عن الدعم اللوجستي للحصول على اللقاحات وتخزينها وتوزيعها في إطار عملية التحصين الجارية لما يقدَّر بنحو 800,000 رأس ماشية؟

في الواقع إننا اشترينا اللقاحات من الوزارة المختصة في الدولة، ولكننا استوردنا بعضًا من عبوات الثلج من كينيا. جعلنا الفاشر مقرنا الرئيسي المستخدَم للتخزين والتوزيع حيث إنها في موقع مركزي بالنسبة لجميع المناطق الأخرى التي من المزمع إجراء التحصينات فيها.

(أطباء بيطريون من اللجنة الدولية ومن وزارة الثروة الحيوانية يقومون بتحصين الماشية أثناء حملة تحصين في وادا، شمالي دارفور). CC BY-NC/ اللجنة الدولية/ شيماء أحمد.

وللحفاظ على سلامة اللقاحات، اشترينا مولدات كهربائية في الميدان لكل وحدة من وحدات التخزين. باختصار، كان مخزوننا الميداني لحملة التحصينات عبارة عن اللقاحات، وصناديق التبريد، وعبوات الثلج، ومولدات كهربائية محمولة. واستُخدمت حاويات مبردة لنقل الأدوية من الخرطوم إلى مكاتبنا في دارفور. ويجب أن أذكر إنه حتى الأدوية كانت بحاجة لأن توضع في الصناديق الباردة أيضًا، لذا أعددنا جيدًا قبل البدء في حملة التحصين التي لا تزال جارية.