جاء عمر صالح إلى اليمن منذ 20 عامًا، فارًا من بلده في الصومال بسبب اندلاع الحرب الأهلية في 1991. يقول عمر: "أجبرني النزاع على الفرار من بلدي بحثًا عن الأمان وكل أملي السفر إلى الخارج عبر اليمن لكن عبثًا. وفي النهاية ألفت العيش في اليمن بعد الزواج وتذوق الشعور بالأمان. بيد أن الأمور انقلبت رأسًا على عقب بكل أسف الآن وأخاف فقدان أحد أبنائي الخمسة في هذا النزاع. أتمنى أن أعود إلى بلدي."
"كانت رحلة صعبة جدًا. لقد اضطررت إلى مغادرة بلدي بصحبة زوجي وابنيَّ". فقدت "برانا" كل أثر لزوجها وأحد ابنيها أثناء الرحلة. تقول: "لا أعلم أي شيء عنهما حتى اليوم".
قدم واكد مع والده إلى اليمن في 1994 حيث درس وتزوج وعمل منذ سنوات طويلة. عاش حياة لا يعكر صفوها شيء إلا أنها "أصبحت معقدة جدًا حاليًا". وبالإضافة إلى النزاع في سورية، فاقم النزاع في اليمن الأوضاع بسبب عدم وجود سفارة لنا. وبات كذلك من الصعب بالنسبة لنا كمهاجرين الحصول على الاحتياجات الأساسية بشكل يومي".
بعد وفاة شقيقها في إثيوبيا، قررت منى مغادرة البلاد بصحبة ابنيها. تذكرت رحلتها الطويلة إلى اليمن على متن قارب صغير وكيف كسرت ساقها خلالها. "قضيت ثلاث ساعات أعاني من الألم في ساقي على الشاطئ. ولا أستطيع المشي ثانية منذ ذلك الحين. "
اختفى بعد ذلك أحد أبناءها. وعن ذلك تقول: "انقطعت أخباره. الآن، لا أملك سوى الانتظار والأمل في أن يكون ابني الكبير يعيش في سلام وحياة أفضل".
كان عباس بحاجة إلى اكتساب مهارات متعددة جديدة ليواجه الحياة. قال: "عملت كممثل وكسيناريست وكإعلامي والآن أعمل كحلاق". يرى عباس أن "الحياة" علمته الكثير. واعترف قائلًا: "لقد عشت حياة طيبة في اليمن فيما عدا العشرين شهرًا الأخيرة التي كانت الأسوأ في حياتي. فقد مات أخي وكذلك زوجتي، ماتا في العراق وعجزت عن حضور مراسم الدفن". وبسبب النزاع "عليَ الانتقال من مكان لآخر في اليمن بحثًا عن الأمان". ومع ذلك، لا زلت أعيش على أمل أن تنتهي جميع النزاعات في الشرق الأوسط في يوم ما".
"كل أملي هو الحصول على تذكرة عودة إلى بلدي". هكذا بدأ علي عبده يحكي قصته شارحًا المصاعب التي واجهته أثناء رحلته إلى اليمن والقلق الذي يخيم على حياته هناك. "أنا بلا عمل وبلا منزل وبلا حيلة. علىَّ العيش في غرفة مساحتها 6x5 أمتار يتجاوز عدد سكانها أحيانًا 30 شخصًا فروا من بلدانهم بحثًا عن فرص أفضل. إلا أن أحلامنا تحطمت على صخرة الواقع".
"ذهبت كل أحلامي في حياة آمنة أدراج الريح. كنت أظن وزوجتي وولداي أثناء رحلتنا الطويلة أننا في سبيلنا إلى حياة أفضل، لكننا صدمنا بما وجدناه على أرض الواقع. ماتت زوجتي في النزاع وأصبحنا عالقين هنا لا نملك سوى انتظار حدوث تغير. إلا أن البؤس والشقاء يخيمان على حياتنا. يا ليتنا نعود إلى بلادنا".
"أتمسك بأحلامي برغم كل المصاعب. فأنا أريد إتمام دراستي الجامعية وبناء مستقبلي. لن أستسلم أبدًا". تحاول حمدة نشر الوعي بين أفراد مجتمعها داخل مركز اللاجئين وذلك بشكل تطوعي. وهي تعاني ووالدتها للحصول على حياة أفضل في اليمن. وبرغم محاولات الأم طمأنة ابنتها بأن العودة إلى الوطن ستأتي يومًا، تفضل حمدة العيش في اليمن حيث شبت.
جاء علي إلى اليمن منذ 20 عامًا. تخرج في جامعة بغداد وعمل مدرسًا ثم محاسبًا. أشار قائلًا: "الأوضاع في اليمن تزداد صعوبة. بيد أن أفراد الجالية الإريترية يحاولون مساعدة بعضهم بعضًا، إذ إن عددهم كبير بسبب المعاناة اللانهائية التي تعيشها بلادنا". وأضاف: "برغم استقبال اليمن لنا، أود العيش في بلد أكثر أمانًا أقيم فيه حتى نهاية العمر".
"أتى والداي وشقيقي إلى هنا منذ 20 شهرًا. توفيت أمي أثناء النزاع في اليمن. أفتقدها كثيرًا". محمد لا يذهب إلى المدرسة وعن ذلك يقول: "أتمنى لو كان بإمكاني أن أدرس وأصبح طيارًا. لكن للأسف لا يملك والدي المال الكافي لذلك".
أدى النزاع في اليمن إلى زيادة الاستضعاف الذي يعيشه المهاجرون هناك. فقد طال الضرر حياتهم وسلامتهم الشخصية ويحلم الكثيرون شأنهم شأن اليمنيين جميعًا بالعيش في سلام وبحياة أفضل.
تسعى اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تخفيف حدة معاناة المهاجرين المستضعفين من خلال مساعدتهم على استعادة الروابط العائلية. فخلال عام 2016، جمعت 2229 رسالة من رسائل الصليب الأحمر ووزعت 2313 رسالة أخرى، بالإضافة إلى 926 رسالة شفهية "نحن بأمان وبصحة جيدة".