العراق...حيث المدارس ليست كالمدارس
في العراق يوجد 2.5 مليون طفل لا يحصلون على التعليم بشكل مستمر
ولكن حتى الحصول على هذا القدر القليل من التعليم يتخلله الكثير من المشاق
ففي محافطة ديالى، التي كانت يومًا ما سلة برتقال العراق، يعيش حوالي 150 عائلة في مخيم لن تسمع عنهم الكثير في شريط الأخبار
صعوبات هذا المخيم لا تُعد ولا تُحصي
نشاهد بعضها في مدرسة تركت الحرب بصمتها عليها وعلى أطفالها
الذين لولا الحرب لحظوّا بتعليمٍ أفضل ومستقبلٍ أفضل
يبدأ الطريق إلى هذه المدرسة بوحل يجعل الوصول إليها صعب
لكن هؤلاء الأطفال أعمارهم من عمر الحرب ولم يعرفوا الطرق الممهدة بعد.
في درجة حرارة وصلت 9 درجات مئوية ووسط مطرٍ كاد أن يُغرق خيامهم الهزيلة
تذهب ليلى وطيبة وتبارك ونورس وحمودي وغيرهم من عشرات الأطفال إلى مدرستهم في هذه الملابس والأحذية المفتوحة التي لا تقيهم من بردٍ أو مطرٍ.
مدرستهم ليست كمدرسة أطفالك، أليس كذلك؟
ففي مدرستهم، فصول دراسية لا يوجد بها الكثير
مقاعد لا تكفي الجميع
نوافذ تخترقها سكاكين البرد الذي يحتمون منه وراء ألواح خشبية ضعيفة وملابس قليلة
ومراحيض المدرسة تكاد لا تصلح للاستخدام الأدمي.
الوضع في هذه المدرسة صعبٌ بالفعل ولكن...
خلال جولتنا وقبل أن يُحبطنا كل ما واجهناه من صعاب سرعان ما رأينا نورًا يضئ هذه العتمة بكل صعابها
ليلى.. طالبة نجيبة أضاءت عتمة الصعاب بكتابها الذي تحبه وتصحبه في كل مكان ونشيدها الذي حفظته عن ظهر قلب.
ليلى وصديقاتها يتنازعن طوال الوقت مع صبية المخيم حول من فيهم الأمهر في القراءة
والآن نترك الحكم لكم...
شعرنا بالتواضع أمام مثابرة ليلى وصبرها على تحصيل التعليم وكأن كل هذه الصعاب غير موجودة من الأساس
وهذه العتمة أضاءها فريقٌ متحمسٌ من الأطفال ينافس بعضه البعض ويزعم كل منهم أنه نجم الكرة القادم.
هم يصدقون ذلك ونحن أيضًا...