ينعكس شروق الشمس في "آيل" على صفحة مياه المحيط ليكسبها لمعة ذهبية. يبدأ يوم العمل في الساعة الرابعة والنصف صباحًا حيث يبحر الصيادون بعد صلاة الصباح مباشرة. فالصيد هو المهنة الأساسية لمعظم سكان البلدة.
ينعكس شروق الشمس في "آيل" على صفحة مياه المحيط ليكسبها لمعة ذهبية. يبدأ يوم العمل في الساعة الرابعة والنصف صباحًا حيث يبحر الصيادون بعد صلاة الصباح مباشرة. فالصيد هو المهنة الأساسية لمعظم سكان البلدة.
ثمة مصاعب تواجه صيد السمك خارج موسم الصيد في الفترة من أيار/مايو إلى أيلول/سبتمبر، وذلك بسبب الأمواج العارمة والرياح العاتية. بيد أنه توجد فرص صغيرة أثناء ساعات النهار الأولى لإبحار القوارب وجلب أكبر كمية ممكنة من الأسماك. لذلك، وزعت اللجنة الدولية على الصيادين في "آيل" محركات قوارب لتعزيز إنتاجهم. ومن شأن توفير مزيد من القوارب تعزيز فرص الإبحار.
بعض أصحاب الأنشطة التجارية من الرجال والنساء ينتظرون بصبر عودة الصيادين بحصيلتهم اليومية من السمك. وفي ضوء المخاطر التي تسببها الرياح الشديدة للقوارب الصغيرة المصنعة يدويًا، لا يبحر بها سوى القليل من الصيادين المحنكين.
"ميرا محمد"، صياد في "آيل" يبيع بعضًا من حصيلة صيد اليوم للنساء على الشاطئ ويحتفظ بالكمية المتبقية لفندقه في البلدة. فالمجمِّدات التي تعمل بالطاقة الشمسية التي توفرها اللجنة الدولية جعلت من السهل على الصيادين تخزين الأسماك وخفض مستوى الفاقد منها.
"ميرا" يعمل على تنظيف صيده من الأسماك بإزالة القشور والأحشاء لكي يبيعها لزبائنه الذين ينتظرونه على الشاطئ. تباع غالبية الأسماك محليًا خلال موسم الصيد، بينما يُصدر بعضها، مثل القروش المجففة، إلى بلدان أخرى.
"ميرا"، 34 عامًا، يزيل الرمال العالقة بصيده. برغم انتهاء موسم الصيد، يواصل الصيادون رحلاتهم لصيد الأسماك أثناء فترات الهدوء القليلة في الصباح. وتساعد المجمِّدات التي تعمل بالطاقة الشمسية والتي توزعها اللجنة الدولية على تخزين الأسماك والحيلولة دون فسادها.
"محمد جما" صياد في "آيل" منذ 40 عامًا. يُلقي شباك الصيد ويجمع حصيلتها في اليوم التالي. وهو يعمل مع "ميرا" جنبًا إلى جنب، ويبيعان الأسماك إلى السكان المحليين.
مع عقارب التاسعة صباحًا تنتهي أوقات الصيد، ويفرغ الصيادون قواربهم ويرسونها على الشاطئ. وتمكن العوامات شباك الصيد من أن تطفو رغم ثقل ما تحمله من صيد.
تجمع روح التعاون والانتماء بين الصيادين، إذ يساعد بعضهم البعض في تفريغ القوارب من حمولتها من المعدات، وتحريك القوارب الثقيلة إلى الشاطئ.
تقول "عشة عبد الكريم" وهي تتطلع إلى حلول موسم الصيد في تشرين الأول/أكتوبر: "هذا البحر هو هبة من الله". تبلغ "عشة" 45 عامًا، وتعمل في مجال الصيد في "آيل" منذ عام 1999، وهي إحدى أعيان المجتمع المحلي.
عدد قليل من النساء يمارس مهنة الصيد مثل "عشة عبد الكريم" التي لا تخاف من العمل في مجال يهيمن عليه الذكور عادة، وهي شغوفة بالبحر كل الشغف.
"عشة" تحمل سرطان بحر جلبته من أحد الصيادين. لم تبحر اليوم كالمعتاد، إذ كان عليها الاهتمام ببعض الشؤون الخاصة ببيت ضيافة لها. بفضل الصيد، تمكنت "عشة"، وهي أم مُعيلة من إلحاق أطفالها الثلاثة بالمدرسة.
كانت "آيل" منذ ما يقرب من عقد من الزمان، "مركزًا للقراصنة"، ومصدر إلهام لكتاب وفيلم رائع بعنوان "كابتن فيليبس". وفي الماضي، وتحديدًا في مطلع القرن العشرين، كانت البلدة بمثابة معقل لقوات السيد محمد عبد الله حسن (المعروف باسم "الملا المجنون"). وتتميز البلدة بالعديد من الحصون المشيدة في تلك الفترة. وهي اليوم بلدة تحمل عبق التاريخ وتتمتع بشواطئ ذهبية جميلة. وعلى مر الزمن، كانت مهنة الصيد هي المهنة الرئيسية للسكان المحليين.
تعد "آيل" واحدة من بين ثلاث بلدات ساحلية في الصومال تعمل فيها اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع المجتمع المحلي الصغير الذي يمارس صيد الأسماك، لمساعدته على تعزيز إنتاجه منها. وتشمل المساعدة توفير معدات الصيد، ومحركات القوارب، والمجمِّدات التي تعمل بالطاقة الشمسية.