مقال

أصوات من الداخل: عقد من جراحة الحرب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

تطلق اليوم الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة الدولية) "أصوات من الداخل: عقد من جراحة الحرب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وهو تقرير يلقي الضوء على أهمية جراحة الحرب والبرامج ذات الصلة في المساعدة على تقليل الإصابات وتيسير تعافي المصابين.

وتلقي القصص الواردة في التقرير الضوء على بعض أنشطة الحركة الدولية ومشاريعها ذات الصلة بجراحة الحرب، على لسان المختصين في الرعاية الطبية الذين عملوا في غزة واليمن والعراق وسورية وليبيا ومصر ولبنان على مدار السنوات العشر الماضية. لقد تدخلت الحركة الدولية مرارًا في البلدان التي مزقت أوصالها الحروب لتسد الفراغ في منظومات الرعاية الصحية ولكي تحول دون انهيار تلك المنظومات الصحية. وفي بعض الحالات قدمت الحركة الدولية للمستشفيات القائمة دعمًا فنيًا ولوجيستيًا فضلًا عن إيفاد طواقم طبية. وأقامت الحركة الدولية مستشفيات مؤقتة بكاملها، في حالات أخرى.

ويبرز التقرير أيضًا كيف طورت الحركة الدولية حياة الناس بل وأنقذت أرواحهم في بعض الأحيان، كما أن التقرير هو بمثابة تحية عرفان وتخليد لذكرى موظفي العمل الإنساني الذين أصيبوا أو خُطفوا أو قُتلوا في أثناء أداء مهماتهم الإنسانية.   

لقد اضطرت النزاعات المندلعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعدادًا متزايدة من الناس إلى طلب الرعاية الطبية، ما شكل عبئًا أكبر على منظومات الرعاية الصحية المنهكة. ففي الفترة الممتدة من عام 2014 إلى عام 2017 أبلغت مرافق الرعاية الصحية المدعومة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المنطقة عن زيادة مطَّردة في أعداد الجرحى في الحرب، إذ يمثل جرحى الحروب بالمنطقة ثلثي جميع حالات جرحى الحرب لدى اللجنة الدولية، و90% منهم مدنيون.    

وتتألف الحركة الدولية من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة الدولية)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الحمر والهلال الأحمر. ومهمة الحركة الدولية الحيلولة دون وقوع المعاناة الإنسانية وتخفيف حدتها أينما وقعت، وحماية الأرواح والصحة، وكفالة صون الكرامة الإنسانية (لا سيما في زمن النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الأخرى)، والحيلولة دون الإصابة بالأمراض وتعزيز الصحة والرفاه الاجتماعي، وتشجيع الخدمة الطوعية والاستعداد الدائم لتقديم المساعدة، وأخيرًا، غرس حس عالمي بالتضامن من أجل جميع البشر الذين هم في أمس الحاجة لعون الحركة الدولية والحماية التي تقدمها.