مقال

اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر 2017

من أجل الجميع في كل مكان

بيان مشترك لكل من السيد تاداتيرو كونوي، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والسيد بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

تزداد الأزمات في جميع أنحاء العالم تعقيداً، وتتزايد الاحتياجات الإنسانية، وتُزهق المزيد من الأرواح بسبب النزاعات المسلحة والعنف وتغير المناخ. وحين تضرب الكوارث الطبيعية، فإنها تكون أكثر حدّةً وتحصد عدداً هائلاً من الأرواح.

 إن الديناميات الجديدة المعقدة العاملة في أثناء الكوارث الطبيعية أو خلال النزاعات أو أحداث العنف، تجعل عمل متطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر وموظفيهم أكثر أهميةً من أي وقت مضى.

واليوم، ونحن نحتفل باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يوافق 8 أيار/مايو، فإننا نُقرّ بالمساهمات والإنجازات العظيمة لملايين المتطوعين والموظفين حول العالم، الذين يحافظون على التزامنا تجاه الإنسانية في كل يوم.

وبصفتينا رئيسَي المنظمتين، فإننا نرى الأثر الكبير الذي يُحدثه موظفو الصليب الأحمر والهلال الأحمر من جميع أنحاء العالم في المجتمعات الكبيرة والصغيرة كل يوم. ونحن ننحني تقديراً لهم.

من سورية إلى الصومال ومن نيبال إلى نيجيريا، نرى شجاعة طواقمنا ومتطوعينا، الذين غالباً ما  يعرضون حياتهم للخطر من أجل مساعدة المحتاجين، وفي بعض الأحيان يضحون بآخر نفس في سبيل تأدية واجبهم الإنساني. نحن فخورون بهم وممتنون لعملهم من أجل إنقاذ وتغيير حياة الآخرين، حتى في ظل أخطر الظروف وأصعبها، ونثمن عالياً الفرق الذي يُحدثونه في جميع أنحاء العالم.

منذ أيام مؤسسنا الأوّل هنري دونان، كانت الشراكة عنوان عملنا طوال تاريخ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. ذلك أن القضايا الإنسانية المستعصية التي يواجهها عالمنا لا يمكن للمنظمات وحدها أن تحلها، وإنما تحتاج أيضًا إلى أشخاص يتحدون معاً، متسلحين بالعزيمة والحماسة للتخفيف من المعاناة الإنسانية. هذه هي الحركة. هذا أنتم.

يبذل متطوعو وموظفو الصليب الأحمر والهلال الأحمر ما لا يبذله غيرهم ليضمنوا عدم ترك أي محتاج بلا مساعدة، ويرافقون الناس منذ خطواتهم الأولى نحو التعافي. فهم يؤدون دوراً بالغ الأهمية في توفير المساعدة العاجلة المنقذة للحياة، وكذلك في العمل مع المجتمعات المحلية لمساعدتها على التعافي، ولتصبح أكثر أمناً وقوة وأقدر على الصمود في مواجهة الأزمات التي قد تطرأ مستقبلاً.

وفي أماكن النزاعات والكوارث، يتكيف متطوعونا وموظفونا ويجدون طرقاً إبداعية ومبتكرة للوصول إلى المحتاجين ولمساعدتهم على مواجهة هذه التحديات.

ويستخدمون حلولاً محلية لتلبية احتياجات المستضعفين، أياً كانوا، وأينما كانوا، ومهما كانت احتياجاتهم. وهم موجودون فعلياً على الأرض إلى جانب المجتمع المحلي؛ يعيشون مع أفراده، ويعملون معهم، ويفهمون ثقافتهم ولغاتهم واحتياجاتهم، وهم أفضل من يبتكر الحلول المحلية بفضل عضويتهم العالمية في الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

رأينا موظفي ومتطوعي الصليب الأحمر والهلال الأحمر يديرون مزرعة للثعابين ليثقفوا الناس حول الثعابين ويستخلصوا الترياق لعلاج لدغاتها، ورأيناهم وهم يشكلون فرق كرة السلة للمقعدين على الكراسي المتحركة ليمنحوا ضحايا الألغام الإحساس بالغاية وروح الجماعة، كما رأيناهم يستخدمون الكلاب المدربة لأغراض علاجية لرسم البسمة على وجوه المُهمّشين والمنبوذين اجتماعياً والذين يعانون الوحدة والترفيه عنهم. كما أنهم وبطبيعة الحال، يعملون في المجالات التي نعتمد عليهم فيها؛ ألا وهي الإسعافات الأولية وخدمات الإسعاف والتبرع بالدم وخدمات الطوارئ.

لكل فرد من متطوعينا وموظفينا نقول: لولاكم ما كان باستطاعة الحركة أن تُحدث هذا الفرق الكبير في حياة الناس حول العالم، ولذا فإن اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمرهو يومكم، فهنيئاً وشكراً لكم.