وتعتبر أفريقيا القارة الأعلى في عدد حالات المفقودين، والأعلى في عدد الأطفال غير المصحوبين بذويهم، والأعلى في عدد حالات لمّ الشمل العائلي وفق بيانات الحالات المسجلة لدى اللجنة الدولية بنهاية شهر حزيران/يونيو.
وقال المدير الإقليمي لأفريقيا باللجنة الدولية، السيد "باتريك يوسف": "تظل قضية المفقودين، ومنهم أشخاص اختفوا قسرًا، إحدى أشد التداعيات الإنسانية ضررًا وأطولها أمدًا للنزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى، على جميع أفراد العائلات المتضررة، من زوجات في انتظار عودة ازواجهن أو أبناء تحطمت قلوبهم، فخلف كل مفقود فصول لا تنتهي من المعاناة والآلام وانعدام اليقين. وتطال تداعيات هذه المأساة الإنسانية التي تعانيها تلك العائلات المجتمع بأسره."
أدت النزاعات المسلحة الممتدة في أفريقيا إلى اختفاء آلاف البشر. وتعاني القارة كذلك هشاشة في مواجهة الكوارث الطبيعية، التي يتفاقم بعضها بسبب تغير المناخ، بينما تزيد رحلات الهجرة المحفوفة بالمخاطر احتمالات تعرض أفراد من الفئات المستضعفة للتشتت والاختفاء.
ويساعد اليوم الدولي للمختفين، الذي يُحتفل به في 30 آب/أغسطس، في التوعية بمحنة المفقودين وتخليد ذكراهم وتسليط الضوء على المحنة العاطفية التي تعانيها العائلات المتضررة، كما يساعد في تركيز بؤرة الاهتمام على الحاجة إلى العمل لمنع اختفاء الأشخاص والاستجابة لقضية المفقودين.
وتدعو اللجنة الدولية إلى بذل جهود دولية أكثر عزمًا لمنع اختفاء الأشخاص والاستجابة لقضية المفقودين، مهما كانت الظروف. فالإرادة السياسية خطوة لا غنى عنها لتأمين الموارد اللازمة للاستجابة لهذه القضية، ويشمل ذلك التعاون بين السلطات المعنية، سواء أكان تعاونًا على المستوى الوطني أو عابرًا للحدود.
وأضاف السيد "يوسف": "في النزاعات المسلحة، قد يدخل المدنيون والمقاتلون على حد سواء في عداد المفقودين. وقد يختفون حال توقيفهم، أو وقوعهم في الأسر، أو احتجازهم أو عزلهم عن الاتصال بالعالم الخارجي. ربما يكونون على قيد الحياة، لكن لا يملكون ببساطة الوسائل اللازمة للاتصال بذويهم."
يضع القانون الدولي الإنساني على عاتق السلطات الحكومية المسؤولية الأساسية عن الكشف عن مصير المفقودين وأماكن وجودهم. إلا أن هذه السلطات ربما تفتقر إلى الموارد أو المعرفة الفنية أو الإرادة السياسية لأداء هذا الدور. وهنا يمكن أن تضطلع اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية بدور حاسم.
ففي المنطقة الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، على سبيل المثال، دأب متطوعون من جمعية الصليب الأحمر لجمهورية الكونغو الديمقراطية على العمل في مراكز الاتصال الهاتفي التي أنشأتها اللجنة الدولية بغرض توفير خدمة سريعة ومجانية لكثير من النازحين الذين فقدوا الاتصال بعائلاتهم. أما في السودان، فتوفر اللجنة الدولية بالشراكة مع جمعية الهلال الأحمر السوداني خطًا ساخنًا لمساعدة العائلات المتضررة والأطفال المنفصلين عن عائلاتهم بسبب النزاع الدائر، من أجل استعادة الاتصال بذويهم.
* ملاحظة للمحررين:تمثل الأرقام المذكورة في البيان فقط حالات المفقودين التي سجلتها اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر حتى نهاية شهر حزيران/يونيو 2024، ولا تمثل العدد الكلي للمفقودين في أفريقيا. وقد بلغ إجمالي عدد المفقودين الذين سجلتهم اللجنة الدولية في أفريقيا 40,708 أشخاص بنهاية عام 2019. وتسجل اللجنة الدولية أي شخص في عداد المفقودين اعتبارًا من تاريخ تسجيل أحد أفراد عائلته له تحت صفة مفقود وحتى إغلاق الحالة، سواء من قبل اللجنة الدولية أو فرق الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، أو بناءً على بلاغ من العائلة المعنية لفرقنا يفيد بالعثور على قريبها المفقود.