بيان صحافي

السودان: رئيسة اللجنة الدولية تحذر من عواقب وخيمة إذا استمرت الحرب بلا هوادة للعام الثالث

People flee their neighbourhoods amid clashes between the Rapid Support Forces and the Sudanese Armed Forces in Khartoum on April 19, 2023, following the collapse of a 24-hour truce

تصريح صحفي صادر عن رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، السيدة "ميريانا سبولياريتش"، بمناسبة مرور عامين على اندلاع  النزاع المسلح في السودان. وستلقي "سبولياريتش" كلمة في الاجتماع الوزاري رفيع المستوى حول السودان، الذي سيُعقد في لندن في 15 نيسان/أبريل، وستتحدث عن عواقب النزاع على المدنيين والمخاطر التي تهدد البلاد إذا استمر العنف بلا هوادة.

"على مدار عامين، تركت الحرب الأهلية الطاحنة ندوبًا عميقة في حياة ملايين السودانيين. فقد اجتاح النزاع جميع أنحاء البلاد، وامتد إلى المناطق الريفية والمراكز الحضرية، تاركًا المدنيين عالقين في كابوس لا يزول من الموت والدمار.

شهدنا، خلال العامين الماضيين، نمطًا خبيثًا من تجريد الناس من إنسانيهم في أسلوب إدارة الحرب. يُقتل المدنيون ويُصابون، وتُنهب بيوتهم، وتُدمر سبل عيشهم. كما يتفشّى العنف الجنسي، مخلفًا وراءه صدمات نفسية عميقة قد تمتد آثارها لأجيال. والأسوأ من ذلك، أن العاملين في المجال الإنساني والمستجيبين الأوائل يتعرضون لاعتداءات متعمدة في أثناء قيامهم بمهامهم المنقذة للحياة.

ويزداد النزاع فتكًا مع الهجمات المتعمدة على البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء. وإذا نجا المدنيون من القتال، فإنهم يواجهون خطر الموت بسبب غياب المستشفيات العاملة أو عدم الحصول على مياه شرب آمنة.

لا ينبغي أبدًا اعتبار الفظائع التي يتعرض لها المدنيون في السودان نتيجة حتمية للحرب. فالتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار من شأنه أن يمنح الناس فرصة لالتقاط الأنفاس وفسحة من الراحة هم بأمسّ الحاجة إليها، لكن احترام قوانين الحرب يظل واجبًا، حتى لو لم يتوقف القتال. لقد كان بالإمكان تفادي قدر كبير من المعاناة التي شهدناها خلال العامين الماضيين لو كان هناك التزام بقواعد الحرب. بل إن هذه الأوضاع المأساوية تتفاقم في ظل تراجع تمويل العمل الإنساني.

ومع دخول النزاع عامه الثالث، أدعو أطراف النزاع إلى الوفاء بالتزاماتهم التي تعهدوا بها في جدة، بالتمسك بالقانون الدولي الإنساني، واتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين. فأي خطوات تحيد عن هذا المسار لن تتمخص عن شيء سوى تأجيج العنف وإيقاع مزيد من القتلى والدمار، وهي أوضاع تفوق قدرة السودان - بل والعالم - على احتمالها."