تُعد الحروب الدائرة في مدن كل من العراق وسورية واليمن من أعتى الحروب وأشدها فتكًا في عالمنا المعاصر. إذ أصبحت الأحياء السكنية بل وأعتاب المنازل، والشوارع والمدارس والمستشفيات حاليًّا جزءًا من ساحة القتال. وشاع فرض الحصارات، التي تجعل المجتمعات المحلية عالقة بين نيران المقاتلين. هذا فضلًا عن الرعب الذي تسببه الأسلحة المتفجرة المُدمّرة للجميع، كبارًا كانوا أم صغارًا. ويمثل العنف ومرارة الفقد التي يتجرّعها الناس يومًا بعد يوم، في مدن لم تعد قادرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية، سببين رئيسيين لنزوحهم إما داخل هذه البلدان أو خارجها.
من خلال قصص يرويها من عايشوها من سكان مدن مثل حلب في سورية، والموصل في العراق، وتعز في اليمن، يستكشف تقرير "رأيت مدينتي تحتضر" عواقب هذه النزاعات على المجتمعات المحلية، وعلى المدن، وعلى بلدان بأسرها. يطوف التقرير في أحداث الحاضر، ويغوص في الماضي مستحضرًا تجربة مدن مثل بيروت في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عامًا وما بعدها، ليقدم توصيات واضحة وعاجلة حول الخطوات التي تستطيع، بل ولا بد أن تتخذها القوات العسكرية والمجموعات المسلحة والحكومات وغيرهم على الفور وعلى المدى الطويل، للمساعدة في تخفيف المعاناة الإنسانية وتجنبها.
يرجى ملاحظة أن الآراء التي يبديها مساهمون من خارج اللجنة الدولية تعبر عنهم وحدهم ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر اللجنة الدولية.