مقال

الصين: مفاجأة تنتظر شقيقين جُمع شملهما بعد مرور 74 عامًا

أربعة أجيال، السيدة "لوي" وشقيقها وأولادهما وأحفادهما وأولاد الأحفاد يحتفلون جميعًا بلم الشمل. ©Hong Kong Red Cross

وعبر السيد "لوي شي غانغ" الذي يبلغ من العمر 88 عامًا إذ جمع شمله بأخته عن مشاعره قائلًا: "شعرت باندفاع الدم في عروقي عندما وقع نظري أخيرًا على شقيقتي مرة أخرى، فقد اجتاحتني المشاعر إذ ظننت أنني لن أراها من جديد أبدًا".

نشأت شقيقته السيدة "لوي ياو شون" التي تبلغ الآن 90 عامًا في هونغ كونغ حيث عاشت مع والديها و12 من الإخوة والأخوات. غادرت السيدة "لوي" هي وزوجها هونغ كونغ في عام 1937 للعيش في "فوشان" في الصين حيث أقاما مشفى هناك. وحافظت "لوي" على تواصلها مع أسرتها من خلال تبادل الرسائل. إلا أن الاتصال بين البر الرئيسي للصين وجزيرة هونغ كونغ قد انقطع بسبب الحرب الصينية - اليابانية التي تلتها الحرب الأهلية الصينية وانقطع معه الاتصال بين السيدة " لوي" وأسرتها في هونغ كونغ.

جهود مشتركة

بدأت السيدة "ليانغ غو بيغ" حفيدة السيدة "لوي" مساعدة جدتها في بحثها عن أسرتها بعد مرور سنوات وتحديدًا في عام 2008. تشرح السيدة "ليانغ" ذلك قائلة: "هرمت جدتي وكنت أعرف أن أمنيتها الأخيرة هي أن ترى من جديد أسرتها التي فقدتها منذ زمن طويل. فعاهدت نفسي أن أحقق لها هذه الأمنية".

أرشدت السيدة "ليانغ" جدتها إلى قسم البحث عن المفقودين التابع للصليب الأحمر في هونغ كونغ لتسجيل بياناتها في أغسطس/ آب عام 2011 وذلك بعد أن خانها الحظ عندما خاطبت الجهات المعنية بخدمات البحث عن المفقودين داخل البر الرئيسي للصين. وطلب الصليب الأحمر من الإدارات الحكومية ذات الصلة المساعدة ونشر إعلانًا في الصحف. وسرعان ما أتى البحث بثماره إذ اتصلت سيدة بالصليب الأحمر في هونغ كونغ وعرفت نفسها بأنها قريبة لأسرة "لوي". ولاح لم الشمل في الأفق!
اكتشاف غريب
هكذا كان لقاء أربعة أجيال، السيدة "لوي" وشقيقها الأصغر "لوي شي أنغ" وأولادهما وأحفادهما وأولاد الأحفاد وقد بلغ عدد أفراد الأسرة 16 فردًا تجمعوا في "فوشان" في الصين في أحد أيام نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2011. وامتلأ المكان بالضحك ودموع الفرح، وبثت السيدة "ليانغ مشاعرها قائلة: "الأحلام تتحقق. غمرت السعادة كل أسرتي بسبب هذا الحدث الرائع".
واتضح أن السيد "لوي شي" شقيق السيدة "لوي" كان قد حذا حذو شقيقته وغادر هونغ كونغ في نفس الوقت. وأنه فضلًا عن ذلك كان يعيش هو أيضًا في منطقة "فوشان" خلال فترة الانفصال الطويلة. فلم يكن الشقيقان يدريان أنهما جيران. علق السيد "لوي شي" قائلًا: "كان عمري 14 عامًا فقط عندما رأيت شقيقتي آخر مرة. ولم أكن أتصور أن شقيقتي التي فقدت أثرها طوال ذلك الوقت كانت تسكن مع أسرتها بجواري. إنه لشيء ساحر حقًا".

أضافت السيدة "لوي" والابتسامة تعلو وجهها:" نعم، ويمكننا الآن احتساء الشاي سويًا في كل وقت".