أفغانستان: لمُّ شمل طفل مفقود منذ عامين بعائلته بعدما فقدت الأمل في عودته حيًا

بعد أكثر من عامين من انفصال على هذا الفتى الصغير عن عائلته، بدا لمُّ شمله بعائلته كما لو كان حلمًا. تسربت مشاعره إلى أقربائه ففاضت دموعهم فرحًا، فلم يكن يتصور أحد أن يراه حيًا مرة أخرى.

يقول ضياء الحق، عم حكيم الله، الذي سافر من إيران إلى مدينة قندهار الأفغانية في أوائل شهر آذار/مارس لرؤية الفتى واصطحابه إلى بيته: "ظننا جميعًا أنه مات، بل وأقمنا له مأتمًا ومجلس عزاء حسب التقاليد. فرحتنا برؤيته حيًا تفوق الوصف."

في كانون الأول/يناير، أحضر شخص لم يُكشف عن هويته حكيم الله إلى مستشفى مرويس الإقليمي في قندهار، الذي تدعمه اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية). كان يسير على ساق اصطناعية وعاجزًا عن النطق أو إطعام نفسه، وفي حالة بدنية ونفسية تستدعي رعاية عاجلة. فأُودع في المستشفى وتلقى رعاية أولية على مدار ثلاثة أشهر حتى تستقر حالته.

أدرك فريق اللجنة الدولية في أثناء العلاج أن الفتى الصغير انفصل عن عائلته في غمار العنف، ولا يوجد بصحبته شخص مسؤول عن رعايته في المستشفى. فكلَّف الفريق ثلاثة أشخاص برعاية حكيم الله في مناوبات مختلفة؛ لإطعامه وتنظيفه وإعطائه الأدوية. وبدأ الفريق بالتزامن مع ذلك البحث عن أدلة تقود إلى العثور على عائلته. لكن حكيم الله لم يعطهم أي أسماء أو يدلهم إلى أماكن أو يلمح إلى أي شيء، فلم يتمكنوا من تحقيق تقدم يُذكر في البداية.

لاحظ أحد موظفي اللجنة الدولية في أحد الأيام ملصقًا قديمًا وباهتًا على الساق الاصطناعية التي يرتديها حكيم الله، يحمل رقمًا كوديًا. التقط الفريق هذا الدليل، واتصلوا بالمنظمة التي قدمت هذه الساق الاصطناعية للفتى، فتوصلوا إلى أنه من مديرية كيزاب التابعة لولاية أوروزجان. والتمس فريق اللجنة الدولية المساعدة من شيوخ المجتمعات المحلية في تلك المنطقة للبحث عن عائلة الفتى.

ويقول محمد عمر أغا، وهو موظف في برنامج إعادة الروابط العائلية التابع للجنة الدولية في قندهار، واشترك في جهود لمِّ شمل الفتى بعائلته: "ينعدم وجود شبكة هاتف في المنطقة تقريبًا، فأرسل الشيوخ أفرادًا على دراجات نارية لنشر الخبر في القرى. أثمر هذا في النهاية عن الوصول إلى عائلة حكيم الله في قرية نيكوزاي النائية."

لم تصدق العائلة عندما تناهى إليها خبر العثور على حكيم الله. يضيف ضياء الحق، عم حكيم الله:

انتظرنا وقتًا طويلاً حتى فقدنا الأمل، فعندما اتصل بنا موظف من اللجنة الدولية، لم نتوقع أن نراه بحالة صحية جيدة. وعندما رأيناه في المستشفى لم أستطع حبس دموعي وهرولت إليه.

تساعدنا خدمات إعادة الروابط العائلية في البحث عن أفراد العائلات المنفصلين عن ذويهم بسبب النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى، أو الكوارث الطبيعية أو الهجرة أو الاحتجاز. كما تساعد هذه الخدمات في استعادة الروابط العائلية والحفاظ عليها، وتسهيل لمِّ شمل الأطفال مع أفراد عائلاتهم إذا لزم الأمر. وقد تمكنت اللجنة الدولية في 2021 من استجلاء مصير 511 شخصًا مفقودًا وأماكن وجودهم.

إذا فقدت الاتصال بأي شخص من ذويك، نرجو منك الاتصال بـ:
Abdul Hakim Barakzai
المسؤول الميداني عن إعادة الروابط العائلية – أفغانستان:
0093729140567