مقال

إعلان الفائزين بجائزة اللجنة الدولية للصحافة الإنسانية 2020 "تأثير كوفيد-19 على الصحة النفسية لفئة لشباب"

تعلن بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل و الأراضي المحتلة عن الفائزين بجائزة الصحافة الإنسانية للعام 2020. و التي ركزت هذا العام على "تأثير كوفيد-19 على الصحة النفسية لفئة لشباب"

لقد غيّر كوفيد-19 مجرى الحياة في جميع أنحاء العالم، ولم تكن الأراضي الفلسطينية مستثناة من ذلك التغيير. فبالإضافة إلى القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، جاءت جائحة كورونا لتفاقم مشاعر العزلة بين المواطنين، الذين خضع الكثير منهم للحجر لفترات زمنية غير مؤكدة. إنّ الشعور بالانزعاج والقلق، والضعف والخمول، وقلة الصبر، وانخفاض القدرة على تحمل الضغط، وصعوبة التركيز، وغياب التشجيع والحافز، كلها أمور شائعة، لا سيما بين الشباب.

الجائزة الأولى و قيمتها 700 دولارا أمريكيا : حصل  عليها الصحافي يحيى اليعقوبي عن تقريره " من الحصار لقيود كورونا، عماد المجتمع يَهرمونَ في عزِّ شبابهم"

حيث سلط التقرير الضوء على الصعوبات التي يواجهها الشباب في حياتهم من تقييد لحركة السفر، وانتشار البطالة والإغلاق لفترات طويلة بفعل جائحة كوفيد-19 . لقد نكأت الجائحة جراحا غير مرئية للشاب عمر الذي فقد الحركة بعد إصابته في مسيرات العودة، والشابة أنسام التي فقدت أمها في حرب صيف 2014 و أصبحت تخشى المرور بتجربة الفقد مرة أخرى بعد إصابة أختها و خالتها بفيروس كورونا.

اقتبس يحيى اليعقوبي كلمات أنسام ""لقد فقدت أمي وبيتي في الحرب التي اندلعت عام 2014م، أذكر أننا بقينا بمراكز الإيواء لأكثر من شهر، ولم نخرج من ذلك المكان، ولم نخالط أحدًا من كثرة وجعنا من الفقدان، وهذا أشبه بما أعيشه الآن، فأنا حبيسة البيت لا أخرج،وازداد خوفي كثيرًا بعد إصابة خالتي وشقيقتي بفيروس كورونا، فقد انتقل إليهما من أحد أقاربنا، فماذا لو فقدت أحد أفراد عائلتي؟ هل ستُعاد سلسلة الفقد لدينا؟!".

الجائزة الثانية و قيمتها 500 دولارا أمريكيا: حصل عليها فادي الحسني عن تقريره "غزة: فيروس كورونا أكل الوقت وترك آثاره على أظافر الشباب"

يلقي التقرير الضوء على حياة الشاب عمر خريج العلوم المالية والمصرفية من مخيم الشاطئ لللاجئين في قطاع غزة و الذي يعمل بنظام المداومة بأجر  زهيد  في مقهى يكاد لا يكفي متطلبات أسرته. حاول عمر الهجرة من غزة ولم ينجح. مع بدء الجائحة أغلقت السلطات المقاهي والأماكن العامة للحد من انتشار الفيروس وبقي عمر كآلاف غيره لا يستطيع تحمل ضغوط الحياة عليه و بدأ بقضم أظافره.

ينقل فادي الحسني عن عمر قوله "لقد أصبحت أفتعل المشاكل بشكل متواصل مع زوجتي وأصرخ نتيجة مواقف لا تستحق، ولم أعد أحتمل حتى سماع صوت أطفالي، فكرة أن تكون أباً وأنت عاجز عن أن تشكل مأمن لأطفالك وزوجتك، هي فكرة مؤذية".

الجائزة الثالثة و قيمتها 300 دولار أمريكيا : حصل عليها نبيل سنونو عن تقريره " معارك نفسية بين شباب محجورين و كورونا، من ينتصر؟

تناول التقرير قصص شباب يعالجون في مستشفى غزة الأوروبي وهو المستشفى الذي حددته وزارة الصحة لعلاج المصابين بفيروس كورونا، والمعارك النفسية التي يخوضونها يوميا نتيجة لتغير حياتهم الصعبة أصلا، و قلقهم من الوصم و فقدان العمل. و روى نبيل سنونو قصة المعالج النواجحة الذي يقدم الدعم النفسي للمرضى في المستشفى، و ما يبذله من جهود للتخفيف من شعورهم بالقلق و  الذنب في بعض الأحيان على حد قول المعالج النفسي النواجحة "تتشابه الظروف بين الحالات من فئة الشباب، ويغلب عليها صعوبة أن يجدوا أنفسهم في مكان مغلق، بينما هم يحبون الحركة وممارسة حياتهم بلا قيود إن الحجر الصحي المفروض ليس أمرا سهلا ولا يستهان به، فهو استثنائي وغير مسبوق بالنسبة لهم، أيضا يتزايد قلقهم  قلقهم على أفراد أسرهم لأن أغلبهم كانوا متواجدين في البيت وقت إبلاغهم بأنهم مصابون بالفيروس، وهو ما ولّد لديهم شعورا بتأنيب الضمير".

استقبلت اللجنة الدولية 40 مشاركة من صحافيات و صحافيين فلسطينيين، و قامت لجنة تحكيم  بتقييم المشاركات بناء على المعايير التي نشرت في اعلان المسابقة. تألفت لجنة التحكيم من الأستاذة زينب غصن، نائب مركز الإعلام الإقليمي التابع للجنة الدولية، والصحافي محمد دراغمة من الضفة الغربية و الصحافي فتحي صباح من قطاع غزة

 سيتم نشر التقارير الفائزة على مواقع اللجنة الدولية باللغة العربية في الأيام القادمة.