مقال

السودان: رحلة مسيرة سبعة اشهر

قال الحاج جبريل (32 عامًا)، وهو أب لعشرة أطفال وصل إلى السودان في أوائل هذا العام: "جئت من بامباري في رحلة استغرقت مسيرة سبعة أشهر."

والحاج جبريل واحد من آلاف الأشخاص الذين فروا من العنف في شمال جمهورية إفريقيا الوسطى ليبدأ حياة جديدة في الردوم، وهي قرية نائية في جنوب دارفور.

ويضيف الحاج جبريل: "كنت راعي ماشية. والآن أعمل معالجًا باستخدام الأعشاب، لكن من الصعب جني الأموال هنا لأن المجتمع المحلي يعيش في فقر."

الحاج جبريل في مركز توزيع بدارفور في السودان

عندما وصل اللاجئون إلى الردوم، كانوا يعانون الجوع والإرهاق ولم يتمكنوا من الوصول إلى الغذاء أو المأوى، فقد كانت المنطقة قد دمرت بسبب عقود من النزاع المسلح. ولعدة أشهر عاش الناس في العراء حتى بدأوا بتصنيع خيام من المواد المحلية واستقروا فيها. ويعدّ العثور على المياه مهمة صعبة إذ يضطر الأفراد إلى السير أربع ساعات على الأقل للوصول إلى أقرب مصدر مياه، الذي تستخدمه الحيوانات أيضًا.

وبالإضافة إلى ذلك، فالوصول إلى الرعاية الصحية أمر صعب أيضًا، فأقرب عيادة صغيرة مجاورة تفتقر إلى الأدوية والمعدات الطبية الأساسية.

ولكن بالنسبة للكثيرين، فإن القلق الأكبر الذي يثقل كاهلهم هو عدم وصول أخبار من أحبائهم. فلا يوجد اتصال بشبكة هاتف في المنطقة، وخلال موسم هطول الأمطار تغمر المياه الطرق ويصبح المكان منعزلًا.

يقول الحاج: "ليس لدي أدنى فكرة عن مصير عائلتي، خاصة والديّ".

آمل أن يكون أفراد عائلتي في مكان آمن، لكن لم تصلني أي أخبار عنهم منذ شهور.

ينتمي اللاجئون والمجتمع المضيف إلى قبيلة الرعاة نفسها ويشتركون في التقاليد والعادات واللغة. وقد رحب مجتمع الردوم بالحاج ورفاقه وأمكنهم العمل واستخدام مصادر المياه. ومع ذلك، لم يتلق هؤلاء سوى القليل من الدعم؛ لأن الموارد المتاحة للسكان قليلة.

تطوع الحاج لمساعدة فريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في توزيع المستلزمات المنزلية الأساسية على 2000 عائلة لاجئة، وكذلك على السكان الذين عادوا إلى المنطقة بعد النزوح، في سبع مناطق بولاية جنوب دارفور في السودان.

كانت هذه استجابة سريعة لمساعدة الأشخاص الذين فقدوا منازلهم بسبب الحرب، قبل موسم الأمطار.

لا يزال مجتمعي يعاني ولا يحصل على المساعدة التي يحتاج إليها.

"لذلك قررت التطوع مع اللجنة الدولية للمساعدة في توزيع المواد الغذائية ومواد المأوى."