الأمن الاقتصادي: حماية حياة البشر والحفاظ على سبل كسب العيش

تؤدي الحروب لصعوبات اقتصادية عديدة، وتسبب تكاليف بشرية ومادية كبيرة، ويتأثر بها بشكل خاص الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع. يؤثر النزاع المسلح على قدرة الأفراد على توفير الغذاء والملبس والمأوى وحماية أسرهم من الأذى.

Despite the severe drought, a woman saves up her food to feed a lamb milk from a bottle in an internally displaced persons camp in Somalia.
تعريف الأمن الاقتصادي

تُعرِّفُ اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأمن الاقتصادي على أنه قدرة الأفراد والعائلات والمجتمعات على تلبية احتياجاتهم الأساسية بشكل مستدام وبكرامة. ويجب مراعاة أن هذا التعريف قد يختلف حسب احتياجات الفرد والوضع البيئي الذي يعيش فيه، فضلاً عن المعايير الثقافية المتبعة.

تعريف الأمن الغذائي

يُعرَّف الأمن الغذائي يتوفر الأمكانات المادية والاجتماعية والاقتصادية لحصول الناس كافة في منطقة ما في كل الأوقات على غذاء كافٍ وآمن ومُغذٍ يُرضي أذواقهم ويفي باحتياجاتهم الغذائية اللازمة للنمو الطبيعي، والتطور، وممارسة حياة نشطة صحية.

الأمن الاقتصادي

تواجه الدول التي تعاني من الأزمات الإنسانية، وخصوصًا تلك التي تعاني من الحروب وعدم الاستقرار منذ سنوات طويلة، مشكلات كبيرة تتعلق بالفقر وأزمة الغذاء العالمية. وتتسبب النزاعات والأزمات في تدمير البنية التحتية ونزوح السكان، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم الاستقرار الاقتصادي. وغالبًا ما تتأثر حياة الناس وقدرتهم على كسب العيش بشكل كبير جراء هذه الحالات.

 

يُعَّدُ الأمن الاقتصادي من الأمور الحيوية للإنسان، حيث يمكن للنقص في الغذاء أن يؤثر سلبًا على السكان المدنيين الذين يعانون من الحروب والنزاعات. فعدم توفر الغذاء الكافي يزيد الأعباء الجسمانية والنفسية على الأشخاص المتضررين، الذين اضطروا للنزوح عن أوطانهم ومجتمعاتهم بسبب الظروف الصعبة. وتشهد الملايين حول العالم صعوبات كبيرة في تأمين ما يكفي من الغذاء لأسرهم، وذلك بسبب الحروب والنزاعات وتغيرات المناخ وتأثير الصدمات الاقتصادية على أنظمة الغذاء والطاقة والاقتصاد.

مواجهة تحديات انعدام الأمن الاقتصادي

ندرك في اللجنة الدولية أن النزاعات المسلحة تُعرِّض المدنيين لمعاناة شديدة تفوق قدراتهم على التحمل. نحن نعمل على مكافحة انعدام الأمن الغذائي وتوفير الدعم الطارئ والمستدام للمتضررين الذين يحتاجون إلينا، خصوصًا في حالات النزاعات المسلحة والأزمات الأخرى. وتتنوَّع مبادراتنا الإنسانية لدعم المجتمعات المتأثرة بهذه المواقف، حيث نأخذ بعين الاعتبار العوامل المتنوِّعة التي تسهم في انعدام الأمن الاقتصادي والجوع وسوء التغذية في كل أزمة على حدة. نسعى أيضًا لتحديد ما إذا كان الأشخاص المتأثرون بأشكال مختلفة من النزاعات قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال مراقبة عدة مؤشرات رئيسة لقياس جودة سبل كسب العيش. ونراقب ما إذا كان الغذاء يفي بالمتطلبات الغذائية الأساسية، وما إذا كان متاحًا، وما إذا كان يتوفر بأسعار مناسبة، وما إذا كانت العائلات قادرة على حماية أنفسها من العواقب السلبية لعدم توفر السكن المناسب. إذا كانت الإجابة على هذه الأسئلة هي النفي، فإننا نتدخل لتوفير المساعدة اللازمة.

دفع الضرر والحد من المخاطر

تُصَمَّمُ برامجنا على نحو يهدف إلى تحقيق الأمن الاقتصادي وتقليل المخاطر وتوفير الحماية للمتضررين من النزاعات المسلحة وأشكال العنف الأخرى. ويحافظ دعمنا للأمن الاقتصادي على سبل كسب العيش ويقلل من عوامل النزوح ويحمي نظم الدعم الاجتماعي ويقلل من عوامل الخطر المرتبطة بالعنف الجنسي، والحصول على التعليم وانفصال أفراد العائلة عن بعضهم بعضًا.

المساعدات الإنسانية

نوَّفرُ في اللجنة الدولية المساعدة العاجلة للأشخاص الذين يتضررون من النزاعات، ونضمن أن يحصلوا بأمان على الغذاء والمأوى والرعاية الطبية وغيرها من الاحتياجات الأساسية. وتساهم هذه المساعدات في منع ترديهم إلى مستويات أدنى من الفقر وتخفيف معاناتهم على المدى القصير.

الحصول على الغذاء خلال الأزمات

نعمل في اللجنة الدولية على توفير الطعام المغذي للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ولاسيما النازحين وهؤلاء الذين يعيشون في المناطق النائية. قد يتضمن عملنا توزيع حصص غذائية، أو تقديم وجبات ساخنة، أو تقديم المساعدة المالية للأشخاص لشراء الطعام في مواطنهم.

الوقاية من سوء التغذية وعلاجه

نعمل  في اللجنة الدولية على الوقاية من سوء التغذية والحد منه من خلال التعاون مع المجتمعات المحلية لتحسين الوصول إلى الغذاء الصحي وتعزيز الممارسات الغذائية الصحية، ولاسيما بالنسبة للأطفال والحوامل والمرضعات، والأشخاص المحرومين من حريتهم. وبما أن أسباب سوء التغذية تتعدى قضية استهلاك الطعام، فإن جهودنا للوقاية تشمل بناء علاقات وثيقة مع مجموعة من الخدمات الأخرى كالمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم. وعندما ترتفع معدلات سوء التغذية، نقدم الرعاية والعلاج من خلال المراكز الصحية أو المستشفيات، وخاصة في حالات سوء التغذية الحادة مثل الهزال والتقزم.

لقراءة المزيد عن آثار سوء التغذية على المجتمعات.

أنشطة دعم سبل كسب العيش

نقدم في اللجنة الدولية الدعم والمساعدة في سبل كسب العيش، فنساعد الأفراد والمجتمعات المحلية، بمن فيهم المزارعون وأصحاب الأعمال الصغيرة والعاملون في وظائف ثابتة، من خلال توفير الدعم المالي والمادي وتدريبهم على المهارات اللازمة. ويهدف دعمنا إلى مساعدة المجتمعات في استعادة قدرتها على التعافي بعد الأزمات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على المساعدات الإنسانية

رابط لقراءة المزيد عن استراتيجية الأمن الاقتصادي (بالإنجليزية)

الدعم الزراعي

نعمل بالتعاون مع المجتمعات المحلية من أجل دعم قطاع الزراعة بهدف تحسين سلاسل توريد الغذاء وتوفير مصدر دخل للأسر. ونقدم مساعدة متنوِّعة تشمل توفير البذور والمعدات الزراعية (أو المساعدة المالية لاقتنائها) وتدريب المزارعين على استخدام أساليب زراعية مستدامة تتكيف مع المناخ وتزيد من إنتاجية المحاصيل وتحسن جودتها. ندعم أيضًا بنوك البذور والتعاونيات الزراعية، ونعمل جنبًا إلى جنب مع وزارات الزراعة لتحسين نوعية البذور وتعزيز أنظمة الزراعة على نطاق واسع.

دعم تربية الماشية

ندعم ملاك الماشية بتوفير الرعاية البيطرية مثل التلقيح، وتقديم خدمات علاجية وخدمات إنسال وتربية الحيوان، وتوفير الغذاء وغيره من الموارد التي تحفظ القطعان، وتضمن مددًا مستمرًا من الغذاء. كذلك نعمل عن قرب مع العاملين في مجال صحة الحيوان والوزارات ذات الصلة كي نسهل الوصول إلى الخدمات الصحية في المناطق المتضررة بالنزاع المسلح.

الدعوة إلى خدمات مُحسَّنَة

نعلم أنَّ العمل الأهم يتمثل في استدامة أثر عملنا، ولذلك فإنَّنا نعزز قدرات المؤسسات المحلية الرئيسة حتى يتسنى لها أن تستثمر في البنية التحتية التي تدعم وظائف الأشخاص وسبل كسب معيشتهم، ومثال ذلك الأسواق الفاعلة والخدمات المالية. ويشمل عملنا حصول الناس على الخدمات الأساسية الأخرى مثل المياه، والرعاية الطبية، والتعليم. ونجمع إلى هذه الأنشطة دعم سبل كسب المعيشة لتعظيم النتائج.

المياه والصرف الصحي

نعمل من أجل التحقق من حصول الناس على مياه نظيفة وتدابير صرف صحي جيدة، وهو الأمر الذي يوفر الوقاية من سوء التغذية وغيره من التحديات التي تهدد الصحة.