تحديث ميداني بشأن سورية: مواصلة دعم الأشد ضعفًا في زمن كوفيد-19 والاستعداد للاحتياجات المتزايدة
تواجه سورية الجائحة العالمية "كوفيد-19" بموارد شحيحة في الوقت الذي تحل فيه الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع النزاع، بينما تعاني في الوقت ذاته من تدهور كبير في الأوضاع الاقتصادية. ودفعت الزيادة الحادة في الأسعار أكثر من 9 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي نحو الفقر، والاعتماد على المساعدات. كما تضرر عدد لا يحصى من العائلات بفقدان وظائفهم أو تقلص مصادر دخلهم بشكل كبير.
أدت العمليات القتالية في شمال غربي البلاد في وقت سابق من هذا العام إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وعمليات نزوح هائلة للسكان وأضرار في البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المراكز الصحية. وقد نزح ملايين الأشخاص بالفعل في جميع أنحاء البلاد ويعيشون في مخيمات ومبانٍ مؤقتة ومنازل مدمرة جزئيًا. كما أدت العمليات القتالية الأخيرة في جنوب إدلب وشمال حماة إلى تجدد حالات النزوح.
ولا يزال شمال شرقي البلاد يستضيف أكثر من 100,000 نازح فروا من المناطق المتضررة من العمليات القتالية، بالإضافة إلى اللاجئين من العراق منذ مدة طويلة والنساء والأطفال الذين تقطعت بهم السبل. ولا تزال الظروف المعيشية في المخيمات بالغة الصعوبة، حيث يعد ثلثا سكانها من الأطفال.
وقد أعادت اللجنة الدولية النظر في استجابتها الإنسانية بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، للتكيف مع الوضع السريع التغير بعد وصول الجائحة العالمية "كوفيد-19" للبلاد، لضمان استمرار الأنشطة ذات الأولوية التي تقدمها واللازمة لإنقاذ الأرواح. ولا تزال هذه الأنشطة جارية في الوقت الذي يتسع فيه نطاق الجائحة وتزداد آثارها.
وفي حين أدت القيود المفروضة على حرية التنقل إلى زيادة الصعوبة أمام المنظمات الإنسانية في الاضطلاع بعملها، ستواصل اللجنة الدولية التفاوض بشأن ظروف استمرار برامجها، وتأمين قنوات الشراء، والإبقاء على القوى العاملة لديها داخل البلاد بكامل قوتها التي يبلغ قوامها 700 شخص من الموظفين المحليين والدوليين .
تواصل برامجنا واسعة النطاق، في مجالات المياه والإسكان والصحة والأمن الاقتصادي والحماية الإنسانية، تلبية الاحتياجات ذات الصلة بالنزاع، وبسبب تركيزها على المجتمعات المستضعفة بشكل خاص، تلعب أيضًا دورًا مهمًا في تحسين الصرف الصحي والوضع الغذائي والصحي لملايين الأشخاص في سورية في الوقت الذي يواجهون فيه جائحة كوفيد-19 والتدهور الاقتصادي.
ومن المقرر تقديم المزيد من المساعدات للمستفيدين المدعومين سابقًا الذين جرى مساعدتهم على زراعة أراضيهم أو إنشاء مشاريع تجارية صغيرة، حتى يتمكنوا من تعزيز مشاريعهم ودعمها. كا نجري أيضًا تقييمًا لإمكانيات تقديم المساعدة الإضافية للفئات المستضعفة الأخرى من السكان مثل العاملين بأجر يومي والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي وذوي المهن الحرة.
وتواصل اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري العمل في جميع أنحاء سورية لتقديم خدمات حيوية لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا، وإجراء إصلاحات عاجلة للبنية التحتية الحيوية للمياه، وتوزيع الغذاء والوجبات الساخنة اليومية على الفئات الأكثر ضعفًا، ودعم خدمات الرعاية الصحية في المجتمعات والمخيمات.
التحديث الميداني للفترة من كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو 2020
الحد من انتشار جائحة كوفيد-19
دعمنا الهلال الأحمر العربي السوري وعملنا معًا للحد من انتشار جائحة كوفيد-19 بين الفئات المستضعفة من خلال توزيع أدوات النظافة الصحية لمدة ثلاثة أشهر على المجتمعات المستضعفة والنازحة . لقد قدمنا أيضًا المواد الكيميائية والمستهلكات والمعدات اللازمة لأنشطة الهلال الأحمر العربي السوري للوقاية من العدوى ومكافحتها بالإضافة إلى الأنشطة الإعلامية. كما استمر المستشفى الميداني في مخيم الهول في تقديم الخدمات الطبية الحيوية لسكان المخيم.
بالإضافة إلى ذلك، دعمنا قدرة العاملين في المجالين الصحي والإنساني والمتطوعين على الاستجابة من خلال حمايتهم من التعرض للإصابة بجائحة كوفيد-19 ومواصلة زيادة توزيع المُطهرات ومعدات الحماية الشخصية. كما قدمنا المساعدة ذاتها للعاملين في مرافقة صحية عامة مختارة التي تستهدف الفئات المستضعفة.
قدمت اللجنة الدولية مستلزمات النظافة الصحية إلى 20,000 محتجز من خلال مجموعات النظافة الصحية، وقدمت لسلطات الاحتجاز مُطهرات من اجل تعقيم المباني. بالإضافة إلى ذلك، تقدم معدات الحماية الشخصية لموظفي السجون والموظفين الصحيين، مع تقديم المساعدة الفنية بشأن كيفية استخدامها.
المساعدات الغذائية وتوفير سبل كسب العيش
نظرًا لأن مئات الآلاف من الأشخاص سيحتاجون إلى دعم إضافي في الأشهر المقبلة وربما في السنوات القادمة، تظل أولويتنا الأساسية هي مساعدة الناس في الحفاظ على سبل كسب العيش والحفاظ على الأمن الغذائي. استفاد أكثر من 600,000 شخص منذ بداية عام 2020 من برامج المساعدات والمواد الغذائية التي نقدمها.
استفاد أكثر من 260,000 شخص من الفئات المستضعفة، من بينهم المسنون وذوو الإعاقة، من المساعدة الغذائية الطارئة التي قدمتها اللجنة الدولية، بينما قدمت المطابخ الجماعية وجبات لأكثر من 70,000 شخص يوميًا. كما قدمت اللجنة الدولية مستلزمات منزلية أساسية، لتحسين الظروف المعيشية للعائلات المستضعفة، لنحو 77,000 شخص شهريًا. وفي ظل استمرار ارتفاع أسعار مستلزمات النظافة الصحية، قدمت اللجنة الدولية المستلزمات الضرورية للصرف الصحي والنظافة الصحية لأكثر من 200,000 نازح.
كما قدمت اللجنة الدولية المعدات اللازمة للمخابز الواقعة في المناطق المتضررة وأعادت تأهيلها لزيادة قدرة خطوط الإنتاج، إذ يستفيد منها نحو 330,000 شخص يوميًا. نواصل دعم القدرة الشرائية للعائلات المستضعفة التي تكافح بسبب الوضع الاقتصادي، وتزويدها بالمواد الأساسية لدعم مشروعاتها الصغيرة وكذلك إمداد المزارعين بالبذور والأسمدة ومستلزمات الري.
الصحة
في ظل توقف نصف المرافق الصحية في سورية تمامًا عن العمل أو عملها بشكل جزئي؛ يكافح ما تبقى من هذه المرافق في تقديم الخدمات للتصدي لقلة عدد العاملين والأدوية والإمدادات. كما يتعرض النازحون القابعون في مساكن مؤقتة أو مخيمات بشكل خاص لمضاعفات صحية. ولا يزال ينصب محور اهتمامنا في حصول أكثر الفئات ضعفًا على الرعاية الصحية في المناطق المتضررة من النزاع.
استفاد 650 ألف سوري من الدعم الذي قدمته اللجنة الدولية للمستشفيات العامة، بما في ذلك إعادة تأهيل مرافق المستشفيات، وإجراء الإصلاحات الطارئة، فضلاً عن توفير المعدات والأدوية. وأجريت أكثر من 127 ألف استشارة في مراكز مكافحة مرض السكري وداء الليشمانيات المدعومة من قبل اللجنة الدولية.
كما تلقى أكثر من 570,000 مريض العلاج في 27 وحدة صحية متنقلة وعيادة شاملة تدعمها اللجنة الدولية ونُقل نحو 11,300 مريض في جميع أنحاء سورية من خلال خدمة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي تدعمها اللجنة الدولية.
كذلك قدم المستشفى الميداني التابع للجنة الدولية/الهلال الأحمر العربي السوري في مخيم الهول في الحسكة خدمات طبية وجراحية لأكثر من 60,000 شخص، وأجرى أكثر من 6,000 استشارة طبية. كما قدمت مراكز إعادة التأهيل البدني في حلب ودمشق للمرضى الأطراف الاصطناعية وأجهزة التقويم، بالإضافة إلى خدمات العلاج الطبيعي والأدوات المساعِدة على المشي والأطراف الاصطناعية أو إصلاح الأجهزة التقويمية.
المياه والإسكان
لا يزال السوريون يكافحون في جميع أنحاء البلاد بسبب شح المياه مع توقف العديد من محطات وشبكات معالجة المياه عن العمل أو تعرضها للتلف. ركزت اللجنة الدولية بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري على تعزيز سبل الحصول على المياه النظيفة يوميًا لأكثر من 10 ملايين سوري من خلال دعم مؤسسات المياه وإعادة تأهيل محطات المياه ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات الضخ وحفر الآبار وخطوط الأنابيب.
وهذا يشمل برنامجًا كبيرًا لتعقيم المياه، لضمان حصول المتضررين في مختلف أنحاء البلاد على مياه الشرب المأمونة بشكل مستدام. كما قامت اللجنة الدولية بإيصال مياه الشرب من خلال صهارج المياه إلى نقاط التوزيع والمرافق الأساسية. وتوفر اللجنة الدولية، بالتنسيق مع وزارة الكهرباء، إمدادات الكهرباء وخاصة في المناطق الاكثر احتياجا.