تقول حنان السيلاوي، 55 عاماً، وهي أم لسبع بنات وثلاثة أولاد: "محمد هو ابني البكر، وهو يعمل في صيد الأسماك لإعالة الأسرة. اعتُقل محمد أثناء قيامه بالصيد في البحر في بداية العام ولم أتمكن من رؤيته إلّا موخّراً. تلقّيت مكالمة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعثت في نفسي الأمل من جديد في أن أرى محمد، قيل لي أنني سأتمكن وابنه من زيارته في 02 أغسطس. أمضيتُ الليل بطوله في تحضير الملابس والبحث عن صور عائلية حديثة".
يفتقد نهاد البالغ من العمر عامين أباه محمد كثيراً. يُعانق صورة والده ويحتفظ بها بين يديه الصغيرتين طوال الوقت، حتى عندما يكون نائماً.
تقول حنان: "مع بزوغ الفجر، كنتُ في مكتب اللجنة الدولية بانتظار ركوب الحافلة للانضمام إلى الزيارة العائلية. وقبل الوصول إلى المعبر الحدودي، أُبلغنا أنه مغلق وأنه لا يمكن إتمام الزيارة. تعجز الكلمات عن وصف خيبة الأمل التي شعرت بها في تلك اللحظة. كنتُ على بُعد ساعتين فقط من زيارته في السجن لأول مرة".
وتُضيف: "بعد مرور أربعة أيام، بدأ التصعيد وكنت قلقة وخائفة للغاية من المرور بنفس مأساة شهر مايو 2021، عندما دُمّر نصف منزلي بسبب غارة جوية مجاورة. اضطررنا حينها إلى الانتقال إلى منزل مُستأجَر من قبل الحكومة والعيش فيه لمدة سبعة أشهر.
خلال ذلك الوقت، ساعدتنا اللجنة الدولية بتوفير مستلزمات منزلية أساسية. قبل اعتقاله، كان محمد يرغب بإعادة بناء ما جرى تدميره، وقد تمّ ترميم جميع الغرف ما عدا غرفة نومه. لا تزال غرفته تنتظر عودته".
تقول حنان: "استعدنا الأمل عندما سمعنا نبأ وقف إطلاق النار. علمنا أن الزيارة القادمة ستكون بتاريخ 23 أغسطس. صلّيت ليل نهار لكي يبقى المعبر مفتوحاً. في يوم الزيارة، غلبني الحماس والشوق لدرجة أنني لم أتمكن من التعرف على محمد من النظرة الأولى. ظل يلوح ويقفز عندما رآني ونهاد. من المتوقع أن تزوره زوجته في تشرين الأول. أعدّ الأيام بفارغ الصبر حتى أراه مجدّداً".
تزور اللجنة الدولية المعتقلين في السجون الإسرائيلية وتعمل على الحفاظ على الروابط العائلية بين المعتقلين وأحبائهم من خلال برنامج الزيارات العائلية.