مقال

غزة: ذكرياتٌ تحت الأنقاض

ثلاثة أيامٍ من التصعيد خلال شهر آب/ أغسطس 2022 كانت كفيلة بتدمير حياة العديد من سكان قطاع غزة، إذ نزح جراء ذلك أكثر من 500 شخص وتضررت حوالي 2,000 وحدة سكنية وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

يقول خليل كانون، وهو أحد سكان غزة المتضررين من التصعيد الأخير: كانت ظهيرة يوم جمعة عادية. فجأة، سمعنا دويّ انفجارات وبدأت الأرض تهتز تحت أقدامنا. اضطررنا إلى إخلاء المبنى بسرعة بحثاً عن مأوى. ويضيف: تبلغ والدتي من العمر أكثر من 70 عاماً وكان عليها أن تنزل 12 طابقاً من السلالم للخروج من المبنى. 

منزلنا الآن غير متصل بالكهرباء أو إمدادات المياه، ولا يمكننا دخوله نظراً لخطورة الوضع، ولا نعرف متى سنتمكن من العودة إليه.

يواجه المدنيون عواقب وخيمة بعد كل جولة تصعيد. لقد أخمدت الجولة السابقة في أيار/ مايو 2021 شعلة أمل أخرى في قطاع غزة، وفي ظل التصعيد الأخير في آب/ أغسطس 2022، سيكون من شبه المستحيل على العديد من العائلات المضي قدماً في حياتها.
هشام مهنا للجنة الدولية

نادية شملّخ، 73 عاماً، تجلس قرب أنقاض منزلها الذي دُمر جراء الأعمال العدائية المسلحة في آب / أغسطس 2022.

تقول نادية شملّخ، وهي سيدة تبلغ من العمر 73 عاماً خسرت منزلها جراء التصعيد خلال شهر آب/ أغسطس 2022: عشتُ في هذا المنزل لعقودٍ من الزمن، كلّ الذكريات الجميلة أصبحت مدفونة تحت الأنقاض. لديّ ابنتان تعانيان من إعاقة ذهنية وهما الآن تواجهان تحديّاً آخر بعد فقدان منزلهما وخصوصيتهما. ما خسرناه هو أكثر بكثير من مجرد منزل.

 

نحو مسار آمن للتعافي في غزة

مع انتشار أنباء وقف إطلاق النار في 7 آب / غسطس 2022، بدأت العملية المعقدة لإعادة بناء الحياة في القطاع. كانت الخطوة الرئيسية الأولى على درب التعافي ومنع المزيد من الإصابات هي معالجة الخطر المباشر للذخائر غير المنفجرة – أي القنابل والذخائر الأخرى التي لم تنفجر ولا تزال تشكل خطراً مميتاً في حال انفجارها.

بدأ موظفو ومتطوعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بزيارة المجتمعات المتضررة لتحديد المخاطر وتوعية الأفراد بمخاطر الذخائر غير المنفجرة وما يمكنهم فعله لتجنبها.

 

هشام مهنا للجنة الدولية

جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر تعملان بشكل مشترك على رفع الوعي بمخاطر الذخائر غير المنفجرة في مدينة غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار. 14 آب/ أغسطس 2022.</h2>

تقول نور أبو العوف، وهي متطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: لقد شهدنا جولات متعددة من التصعيد على مدى العقد الماضي. ومع نهاية كل تصعيد، تظلّ الحاجة إلى رفع الوعي قائمة. لقد ساعدنا الآلاف من الأطفال والآباء على التعرف على مخاطر الذخائر غير المنفجرة، وهذا يجعلني فخورةً بفريقي.

 

إعادة بناء الحياة

 بعد إجراء تقييم مشترك للاحتياجات الإنسانية أجراه موظفو ومتطوعو اللجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني، بدأ توزيع المنح النقدية والمواد المنزلية الأساسية على 118 عائلة نازحة.

 

هشام مهنا للجنة الدولية

توزيع مواد ولوازم لدعم المنازل المدمّرة في مستودع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة. 14آب/ أغسطس 2022.

هشام مهنا للجنة الدولية

جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية يقدمان الدعم العيني لإحدى العائلات النازحة في مستودع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة غزة. 14 آب/أغسطس 2022.</h2>

ويقول أشرف السعدوني، وهو رئيس فريق الأمن الاقتصادي باللجنة الدولية في غزة: لقد أخذنا في الاعتبار تفضيل الناس لتلقي المساعدات النقدية مقارنة بغيرها من المساعدات. فبالإضافة إلى المستلزمات المنزلية الأساسية، حصلت كل أسرة على2,250 شيكل، أي ما يعادل 700 دولار أمريكي، مما سيساعدها على تلبية احتياجاتها الفورية والأساسية في الأشهر الثلاثة المقبلة.

هشام مهنا للجنة الدولية

جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واللجنة الدولية يوزعان منحة نقدية على إحدى العائلات المتضررة.14 آب/ أغسطس 2022.

تقول رهام فتحي، وهي متطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: عندما تحدثنا مع العائلات المتضررة هذه المرة، لاحظنا أن الشعور بالإحباط والعجز مرتفع. يمكننا أن نستشعر الاضطراب في حياة الناس مع نهاية كلّ تصعيد.