بيان صحافي

قبل وقوع الكارثة: لا بد أن نتحرك الآن لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى

بيان مشترك من رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبوليارتش
ورئيس جمعية الصليب الأحمر الياباني، أتسوشي سايكي، قبيل انعقاد قمة مجموعة السبع الكبار في هيروشيما

ترحب اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) وجمعية الصليب الأحمر الياباني باختيار مدينة هيروشيما لاستضافة قمة مجموعة السبع الكبار، وهو اختيار يجذب أنظار العالم إلى العواقب المفجعة لاستخدام الأسلحة النووية.

وبينما يجتمع قادة مجموعة السبع الكبار في هيروشيما، لا بد أن يتذكر العالم الفظائع التي خلَّفها تفجير القنبلتين في عام 1954. ولا سبيل لإنقاذ البشرية إلا بإخلاء العالم من الأسلحة التي تنذر بوقوع عواقب إنسانية كارثية وأضرار يتعذر إصلاحها. يستدعي ذلك أن يتخذ المجتمع الدولي بأسره خطوات عاجلة وحاسمة في هذا الصدد.

مخاطر استخدام الأسلحة النووية في الوقت الراهن أشد مما كان الوضع عليه في الحرب الباردة، حتى في أحلك لحظاتها، حيث تتأزم التوترات السياسية وتخطو ترسانات الأسلحة من جديد نحو التوسع. وحتى استخدام ما يسمى بـ الأسلحة النووية "التكتيكية" أو منخفضة القوة قد يوقع عواقب إنسانية مدمرة ويكسر تحريمًا أخلاقيًا فُرض على استخدام الأسلحة النووية طيلة الأعوام الثمانين الماضية. فقنبلة هيروشيما بقوتها التي بلغت 50 كيلو طن، وتوصف اليوم بأنها سلاح نووي صغير، قتلت 140,000 إنسان.

كان توفير المساعدات الطبية الفعالة في أعقاب انفجار واحد بحجم انفجار هيروشيما في 1945 أشبه بالمستحيل. والوضع الراهن أسوأ، فتفجير من هذا النوع قد يفتح الباب أمام مأساة لن تنتهي وينشر الفظائع والمعاناة ويفاقم مخاطر التصعيد النووي. وفي ظل وجود ما يقرب من 13,000 سلاح نووي في ترسانات الدول النووية، الكثير منها ذو قوة تدميرية أشد من قنبلة هيروشيما وجاهز للإطلاق في غضون دقائق، يدفعنا هذا الطريق المظلم نحو آثار كارثية على صحة الإنسان والبيئة والمناخ والإنتاج الغذائي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيد العالمي. وليس بوسع أي حكومة أو منظمة دولية مواجهة هذا الوضع.

وقد رأت اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر الياباني رأي العين المعاناة والدمار اللذين يفوقان كل تصور من جرّاء إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي، حيث بذلت الطواقم الطبية والإنسانية جهودها في ظروف يكاد يكون العمل فيها مستحيلًا، من أجل تقديم العون والمساعدة للمحتضرين والمصابين. واليوم، زادت معرفتنا بشأن الآثار السامة للأسلحة النووية على المدى الطويل. ودأبت مستشفيات الصليب الأحمر الياباني كل عام على علاج آلاف الناجين الذين عانوا بسبب الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض الناجمة عن التعرض للإشعاع النووي أو ماتوا بسببها. وليس بوسعنا أن نسمح بتكرار هذا الجزء المظلم من ماضينا. وما ندين به للناجين – الهيباكوشا – هو أن نضمن عدم تكرار الأهوال التي مروا بها مطلقًا.

وما لا يمكننا التأهب له، وما لا يمكننا الاستجابة له كذلك، علينا أن نمنع حدوثه.

والسبيل الوحيد لضمان عدم اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى هو القضاء عليها، ويشكل حظرها خطوة أساسية صوب تحقيق هذا الهدف. ويدرك عدد متزايد من الدول حول العالم التهديد الوجودي الذي تشكله الأسلحة النووية على الإنسانية، ما دفع 68 دولة إلى التصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية وتوقيع 27 دولة أخرى عليها.

 وتدرك الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر برمتها أن إمكانية استخدام الأسلحة النووية وفقًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعده أمر محل شك كبير. علاوةً على ذلك، يتنافى أي استخدام للأسلحة النووية مع مبادئ الإنسانية وما يمليه الضمير العام. وبنفس القدر، سيكون أي تهديد باستخدام الأسلحة النووية أمرًا مقيتًا، لأنه يعني إمكانية استخدامها فعليًا.

لطالما كان منع استخدام الأسلحة النووية ثانيةً أمرًا حيويًا، لكن يتحتم كبح جماح التهديد باستخدامها في الوقت الحالي. وتؤدي التهديدات باستخدام الأسلحة النووية والخطاب الحاد المحرض على استخدامها إلى تفاقم الوضع الخطير بالفعل. وإننا نرحب بالتصريحات الأخيرة لزعماء العالم بشأن عدم جواز استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها.

 ونريد أن نرى هذه البيانات تُترجم إلى أفعال. ومن ثم، تدعو اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر الياباني جميع الدول إلى:

  • التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية والتصديق عليها.
  • إدانة أي تهديد صريح أو ضمني باستخدام الأسلحة النووية مهما كانت الظروف.
  • الامتناع عن اللجوء إلى الخطاب الذي يطرح تصورات أو تكهنات بشأن استخدام الأسلحة النووية، أو يتجاهل العواقب الإنسانية لاستخدامها أو يقلل من شأنها، أو يكسر الحاجز الأخلاقي الذي يحرم استخدامها.
  • اتخاذ خطوات فورية وملموسة ترمي إلى الحد من خطر استخدام الأسلحة النووية من خلال إنهاء حالة التأهب القصوى للأسلحة النووية، والالتزام بعدم المبادأة باستخدام الأسلحة النووية، وعدم إعطاء الأولوية للأسلحة النووية في العقيدة العسكرية والسياسات الأمنية.
  • تنفيذ معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تنفيذًا كاملًا والتعهدات المبذولة في مؤتمراتها الاستعراضية، ومن بينها تحقيق القضاء التام على الأسلحة النووية، عملًا بالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
  • اتخاذ تدابير قوية لمساعدة المتضررين من استخدام الأسلحة النووية أو من تجريبها، وإزالة التلوث من البيئات الطبيعية المتضررة.

لمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع:

السيدة Crystal Wells، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 0041779637574، البريد الإلكتروني: cwells@icrc.org

السيدة Louise Taylor، اللجنة الدولية، بانكوك، الهاتف: 0066659562064، البريد الإلكتروني: ltaylor@icrc.org

السيدة Hitomi Makabe، اللجنة الدولية، طوكيو، الهاتف:  008108041429723، البريد الإلكتروني: hmakabe@icrc.org