مقال

ليبيا: رحلة دينا إلى النجاح

يقول المثل الإنجليزي: "الحائكون لا يستسلمون"، وهو قول ينطبق بالتأكيد على قصة دينا وتحديها لظروفها الصعبة.

تبرعم شغفُها بالحياكة عندما كانت ما تزال في سن المراهقة والتحصيل المدرسي. ورغم الصعوبات المالية التي واجهتها عائلتُها والطريق الذي امتد أمامها مليئا بالعقبات والعوائق الكبيرة، لم تتخلّ دينا عن حلمها قَط. بدأت رحلتها مباشرة بعد انضمامها إلى مركز التدريب الليبي الكوري على أعمال الحياكة في طرابلس. وبدعمٍ ماليّ من اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في ليبيا أنشأت دينا مشروعها التجاري الخاص من المنزل.

بمجرد أن تقع عيناك على ما حاكته يد دينا ستدرك مدى تفانيها وموهبتها. يتضح ذلك عندما تراها تنسج مجموعة بديعة من المشغولات للرجال والنساء والأطفال. تنسجها بدقة متناهية وشغف، وعلى وجهها ترتسم ابتسامة عريضة لا يخبو وهجها.

منذ أن بدأت دينا بيع منتجاتها صارت تعتمد على نفسها وأحيانًا ما تساهم في إعالة أسرتها. رغم ذلك، لا تزال تواجه دينا مجموعة من الصعوبات، من بينها قلة الطلب على منتجاتها في الصيف لأنها مصنوعة لاتقاء برد الشتاء، وارتفاع تكلفة مواد الحياكة، والتضاؤل الملحوظ في القوة الشرائية لدى الشعب الليبي.

 تواصل دينا حياكة منتجاتها من المنزل، لكنها تفكر جديًّا في فتح متجر خاص بها حتى يزدهر مشروعها وتنجح بمرور الأيام. كما تحلم بمساعدة النساء الأخريات من خلال تعليمهن مهارات الحياكة وأسرارها. وهي ترى أن هذا سيساعدهن على تأمين مصدر دخل ثابت والاعتماد على الذات من الناحية المالية، لا سيما النساء اللائي فقدن عائلهن بسبب النزاع.