مقال

ميانمار: خين ميات كياو تقترب من بلوغ حلم حياتها

لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لخين ميات ميات كياو البالغة من العمر 24 عامًا. لقد أرادت دومًا كسب مال كافٍ حتى يتمكن والداها من عيش حياة أسهل، لكن بدت رغبتها تلك مستحيلة حتى وقت قريب. أما الآن، فقد اقترب بها الكرسي المتحرك الذي قدمته لها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) من تحقيق طموحاتها.

تعاني "خين ميات ميات كياو" من السِّنْسِنَةُ المَشْقُوقَة، وهو عيب خلقي يؤثر على تكوين العمود الفقري والحبل الشوكي، ما جعل ممارستها المشي والتحرك تحديًّا تواجهه. عندما كانت "خين" ما تزال في بطن أمها، أكدت الممرضات في قريتها أن الحمل طبيعي.

ومع ذلك، تذكر والدتها، السيدة "داو سين نيونت"، أن ابنتها "خرجت مثل كرة، قدماها مكورتان". لكن لم يكن في القرية طبيب توليد أو طبيب نسائي يمكن استشارته. تقول "داو" إنها تعرضت هي وزوجها لضغوط للتخلي عن ابنتهما بسبب إعاقتها الجسدية، "لكننا لم نستطع، ولم نتخلى عنها قط، وما زلنا نعتني بها".

تقول خين ميات كياو: "لا أذكر نفسي إلا وأنا بهذه الإعاقة". وتضيف قائلة: "والدي يقود دراجة ثلاثية ويجدّ في عمله ليوفر الرعاية لي ولعائلتنا. أعرف أنني غير قادرة لكنني أرغب بمساعدته. يصعب علي للغاية أن أراه متعبًا ... أريده أن يستريح".

ومع أن الحياة لم تكن سلسة، إلا أنها لم تر إعاقتها نقطة ضعف. لم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة مثل الأطفال الآخرين، لكنها علّمت نفسها بعض العمليات الحسابية البسيطة وكيفية كتابة اسمها. لعلها لا تتمكن من الخروج والعمل لدعم أسرتها، لكنها تساعد والدتها في الطهي بالمنزل.

يتيح لها الكرسي المتحرك الذي حصلت عليه من فريق اللجنة الدولية في ولاية راخين القيام بأنشطة أكبر. تقول "خين": "أريد أن أبذل المزيد من الجهد لأجل والديّ. وأريد أن أتعلم كيف أقوم بالحياكة والتطريز حتى أتمكن من كسب بعض المال لمساعدتهما". وتضيف قائلة: "لا أريد أبدًا الاعتماد على الآخرين. أريد أن أكون مستقلة وأن أعتني بنفسي وأعيش بسلام".