بيان عام للسيد "بيتر ماورير" رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية):
تقوّض الهجمات الدامية في أفغانستان معنويات الشعب الأفغاني بما توقعه من أعداد كبيرة من الضحايا. فعلى مدى ثماني سنوات متتالية، ارتفع عدد الضحايا في صفوف المدنيين في هذا البلد، وقد أودى العنف بحياة 1,692 من المدنييين الأبرياء خلال الأشهر الستة الأولى فقط من عام 2018، وهو ما يعد رقمًا قياسيًا.
ظلت أفغانستان طوال عقود تُكوى بنار نزاع لا تكاد تخمد، ولكننا رأينا على مدار العامين الماضيين تغيرًا يثير القلق؛ وهو العمليات العسكرية التي تُشنّ على مقربة من المناطق المأهولة بالسكان. وقد أسفر تزايد الهجمات التي تستهدف المرافق الصحية والعاملين فيها- بلغ عددها 54 هجمة في النصف الأول من 2018، وستتجاوز أعداد الهجمات التي وقعت العام الماضي إذا ما استمرت بهذه الوتيرة- عن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الإسهال وشلل الأطفال والحصبة وسوء التغذية. وتشتد وطأة الجوع؛ إذ يُقدّر أن أكثر من 3,4 ملايين شخص في حاجة شديدة إلى الغذاء.
هذا ما تخلفه عقود من النزاع: معاناة تخيم على أجيال متعاقبة، وتتوقف عجلة العمل والتعليم. أفراد عائلات يُصابون أو يمرضون، ولكنهم لا يستطيعون الحصول على الرعاية الطبية، ذلك أن العيادات القريبة أُغلقت، ويتطلب الوصول إلى غيرها قطع مسافات طويلة أو المرور بطرق محفوفة بالمخاطر، أو تكبّد تكلفة مرتفعة. ويتزايد الشعور بعدم اليقين يومًا بعد يوم.
وفي سبيل تحقيق هدفها المتمثل في الحد من معاناة السكان المدنيين، تلتمس اللجنة الدولية الدعم لعملها الإنساني المحايد وغير المتحيز من جميع أطراف النزاع. التقيت يوم الثلاثاء فخامة الرئيس أشرف غني، لنتباحث بشأن المبادرات الإنسانية التي يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على شعب أفغانستان.
وإذا كنا نتوق إلى سلام وازدهار يخطوان أولى خطواتهما من قاعة مؤتمر جنيف لنعلنها مُدَوّيةً: «نريد حياة حقيقة في أفغانستان»، فلا بد من أن يكون هناك التزام حقيقي من جميع الأطراف بعدم استهداف المدنيين، بمن فيهم العاملون في مجال الرعاية الصحية. وسنظل نتمسك بحبائل الأمل أن يقترب اليوم الذي تختفي فيه تمامًا أشكال المعاناة في أفغانستان، وإن ظل هذا اليوم حلمًا بعيد المنال.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
السيدة Sanela Bajrambasic، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: +41 79 642 7594