مقال

بلغاريا: "هيفرو" و"أسرا"

"هيفرو" وزوجته "أسرا" (وهو اسم مستعار) لاجئون من سورية. أمضى كلٌّ منهما شهرًا كاملاً في أماكن إيواء مختلفة في بلغاريا دون أن يعلم أحدهما ما حدث للآخر.

كان "هيفرو" قد غادر سورية برفقة زوجته التي كانت في أشهر حملها الأخيرة ووالدتها وشقيقتها وابنتها البالغة من العمر عامين. وتشتت شمل الأسرة في تركيا التي غادرها الجميع دون "هيفرو" الذي نجح بعد أسبوع في عبور الحدود البلغارية. وكانت الأسرة في ذلك الحين قد وجدت ملاذًا لها في بلغاريا.

وعندما كانت "أسرا" تعبر الحدود برفقة أفراد أسرتها، نقلت إلى أحد مركز العبور التابعة لحرس الحدود في "إلهوفو" لتسجيل أسمائهم. ييد أنه جاءها المخاض ونُقلت على الفور إلى مستشفى في "يامبول" وهي أقرب بلدة، حيث أنجبت صبيًا صحيح البدن. إلا أن انقطاع أخبار زوجها عنها أطفأ فرحتها. وبقيت والدتها المسنة وشقيقتها وطفلتها في مركز إيواء لوكالة للاجئين تابعة للدولة في "كوفاشفيتز" حيث كانت تحصل أسرتها الكبيرة على الرعاية اللازمة. وما لبثت أن لحقت بها بصحبة وليدها بعد أسبوع واحد. وكان "هيفرو" في تلك الأثناء يعبر الحدود التركية - البلغارية. وبالنظر إلى أنه كان بمفرده، جرى إيواؤه في مركز آخر في مدينة "هارمانلي" على بعد 300 كم.

خاطبت "أسرا" فريقًا تابعًا للصليب الأحمر البلغاري أثناء إحدى زياراته المنتظمة التي يجريها إلى مركز الإيواء في "كوفاشفيتز" ، للاستفسار عن مآل زوجها. تولى "سفلتسوفا روساي" من الصليب الأحمر البلغاري تسجيل طلب البحث وبدأت بالفعل عملية البحث. ولحسن الطالع، كان اسم "هيفرو" مدرجًا في قائمة المستفيدين من المساعدات المقدمة من الصليب الأحمر البلغاري في فرعه في "هاشكوف". وتقدم الصليب الأحمر البلغاري بطلب للسلطات لجمع شمل الأسرة وبعد انفصال دام شهرًا نقل "هيفرو" إلى "كوفاشفيتز"، وحينها فقط بُشر "هيفرو" بمجيء طفله.
(القصة مجاملة للصليب الأحمر البلغاري)

يمكنكم الاتصال بمركز المعلومات الإقليمي لإعادة الروابط العائلية عبر البريد الإلكتروني: rflric_bel@icrc.org