مقال

بوروندي: عنف مثير للقلق في الفترة السابقة على الانتخابات

تعرب اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف في الفترة التي تسبق الانتخابات في بوروندي وتناشد من أجل الالتـزام بالهدوء وتدعو إلى السماح لموظفي الصليب الأحمر ومتطوعيه بمباشرة عملهم في أمان والوصول إلى من هم بحاجة للمساعدة. ويتحدث رئيس بعثة اللجنة الدولية في بوروندي السيد "جورجيوس جيورغانتاس" في الحوار التالي عن الأحداث الجارية في البلاد.

كيف تصفون في كلمات موجزة الأبعاد الإنسانية للوضع الحالي؟

نحن قلقون جدًا من تداعيات العنف الذي تشهده بوروندي، ولا سيما العاصمة بوجمبورا، منذ 26 نيسان/ أبريل، إذ سقط 12 قتيلًا وأصيب ما يزيد على 200 شخص خلال أسبوعين من المظاهرات بالإضافة إلى إلقاء القبض على عدد من الأشخاص.

بيد أنه لحسن الطالع، لم تلحق بالمرافق الأساسية في البلاد، بما في ذلك إمدادات المياه والمستشفيات أية أضرار، وثمة حالة من الهدوء النسبي تكتنف باقي البلاد. إلا أننا قلقون بشدة بشأن أثر ذلك على البلاد على المدى الطويل لا سيما على المستوى الاقتصادي نظرًا إلى ضعف الخدمات العامة واستمرار غلق المتاجر واحتمالات عجز بعض العاملين الطبيين عن الوصول إلى أماكن عملهم.

ما الذي تقدمه اللجنة الدولية لمساعدة سكان بوروندي؟

نحن نعمل مع الصليب الأحمر البوروندي الذي أقام ثلاثة مراكز للإسعافات الأولية في أحياء مختلفة من العاصمة. وفي سعيها لمساعدة العاملين في مجال الإسعافات الأولية على أداء واجبهم، وفرت اللجنة الدولية 100 من مجموعات أدوات الطوارئ و 50 من أكياس الجثث فضلاً عن الدعم اللوجستي وفي مجال الاتصالات (الراديو والمركبات والوقود) .

لقد أدى الوضع في البلاد إلى فرار الآلاف من سكان بوروندي إلى رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. ونحن نعمل بالتعاون مع الزملاء في الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر في هذين البلدين من أجل مساعدة أفراد العائلات المشتتة على إعادة التواصل فيما بينهم من خلال تيسير تبادل الرسائل المكتوبة أو إجراء المكالمات الهاتفية كما أننا نسجل أسماء القاصرين الذين انفصلوا عن والديهم.

هل اتخذت اللجنة الدولية أيضًا أية تدابير احترازية؟

نعم. قبل هذه الفترة من أعمال العنف التي اندلعت قبل الانتخابات، كنا نعقد بانتظام دورات تدريبية حول القانون الدولي الإنساني للجنود في الجيش البوروندي الذين وجهت إليهم الدعوة لمساعدة الشرطة على مكافحة الشغب. ودرب زملاؤنا أيضًا المديرين الإقليميين والمتطوعين في الصليب الأحمر البوروندي في مجالات منها إعادة الروابط العائلية والتعامل مع الرفات البشرية وتقديم الإسعافات الأولية.

وفي حال تفاقم الأوضاع، ما الذي ستفعله اللجنة الدولية؟

نرى أنه من المهم في المرحلة الحالية أن نتمكن من دعم الصليب الأحمر البوروندي وزيارة المحتجزين لضمان احتجازهم في ظروف تتفق والمعايير الدولية. وفي حال تفاقم الأوضاع، نحن مستعدون لتعزيز مواردنا بمساعدة زملائنا العاملين في البعثات في البلدان المجاورة بغية مساعدة السكان في بوروندي.