مقال

إطلاق برنامج التحويلات النقدية في ليبيا

لا تكاد معاناة الليبيين تقف عند حد آثار النزاع المسلح حتى تجد غالبيتهم نفسها في مواجهة أوضاع اقتصادية متدهورة. ويشكل التضخم وأزمة السيولة عاملين رئيسيين ساهما في انهيار القوة الشرائية.

وفي مدينة القواليش في منطقة جبل نفوسة غربي ليبيا، تعاني مئات العائلات ذات الموارد المحدودة بسبب زيادة الأسعار وانقطاع الخدمات الأساسية، كالكهرباء، والرعاية الصحية، والرواتب الشهرية. ولا تزال الظروف المعيشية في القواليش متردية، بل وغير آمنة في بعض الأحوال.

وانطلاقًا من الاحتياجات المتزايدة للسكان، أطلقت اللجنة الدولية، لأول مرة، المرحلة الثانية من برنامجها للتحويلات النقدية، الذي يوفر بطاقات بنكية قيمة كل منها 400 دينار ليبي لـ 550 شخصًا في القواليش من بينهم أرامل، وذوي احتياجات خاصة، وعائدين. وكانت اللجنة الدولية نفذت برنامجًا مماثلًا في منطقة العوينية لصالح 400 عائلة عائدة في كانون الثاني/يناير الماضي.
وستساعد هذه البطاقات المستفيدين في الحصول على احتياجاتهم الأساسية من الغذاء بقدر أكبر من المرونة، فليس على المستفيد سوى الذهاب إلى متجر محدد سلفًا والتسوق به.

ليبيا

 قابلنا في أثناء توزيع البطاقات أحد المستفيدين، ويدعى "مراد"، الذي أفضى إلينا بشواغله بشأن قدرته على إعالة زوجته التي شارفت على الولادة.

"أنتظر مولودًا هذا الشهر. كنت قلقًا ومحبطًا بسبب قلة مالي وعدم قدرتي على تغطية نفقات المستشفى لزوجتي. ولكن حصولي على هذه البطاقة سيساعدني على تأمين الطعام لأبنائي الآخرين لشهرين على الأقل وسيخفف الضغط الواقع عليّ. أنا سعيد فعلًا".

"علي" شخص آخر استفاد من البرنامج.

 "أنا في غاية السعادة الآن، لأن هذه البطاقة ستساعدني في إعالة أسرتي! سيصبح بإمكان أطفالي الذهاب إلى المتجر واختيار الطعام الذي يشتهون، أستطيع أن أتخيل البسمة التي ستعلو وجوههم".

 في أثناء تغطيتنا أول تجربة تسوق في متجر "غريان" للمواد الغذائية، رافقنا "نور" بينما كان يختار تشكيلة متنوعة من المنتجات الغذائية. تبدو السعادة على وجهه بينما كان يُنهي تسوّقه ويعود إلى منزله حاملًا أكياسًا ممتلئة بالمشتريات.

ليبيا