جنيف / بانغي– تعرب اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) عن قلقها البالغ إزاء تكثيف المعارك وأعمال العنف بين المجتمعات المحلية التي تنخرط فيها عناصر مختلفة من حاملي السلاح في جمهورية أفريقيا الوسطى. وتدعو اللجنة الدولية جميع أطراف النزاع، وجميع المسؤولين عن الجماعات المسلحة، وجميع حاملي السلاح إلى احترام الحياة والكرامة الإنسانية، وحقن دماء المدنيين، وتيسير القيام بعمل إنساني محايد ومستقل وغير متحيز.
وقد أوضحت "باتريسيا دانزي"، المديرة الإقليمية لأفريقيا باللجنة الدولية أن "عشرات الأشخاص قتلوا ومئات غيرهم جرحوا في بانغي منذ نهاية أيلول/سبتمبر. ولم يتمكن عدة مئات من الأطفال المرضى والنساء الحوامل من الذهاب إلى عيادة أو إلى قسم من أقسام التوليد. وباتت آلاف العائلات بلا مأوى، بعد أن أُحرقت منازلها ودُمرت سبل أرزاقها. وصار الخوف يلازمها صباح مساء".
تمس المواجهات بين الجماعات المسلحة، وأعمال العنف بين المجتمعات المحلية، ومضاعفة الأعمال الإجرامية جميع قطاعات السكان في أفريقيا الوسطى، وتتدهور الأوضاع الإنسانية فيها دون هوادة. وقد أعربت السيدة "باتريسيا دانزي" عن أسفها لذلك قائلة: "بينما كان من الضروري القيام بأعمال إغاثة عاجلة وفعالة، فإن موظفي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لا يتمكنون دائما من مد يد العون للجرحى والمنكوبين".
والقانون الدولي الإنساني يحظر كل هجوم ضد المدنيين أو الأعيان المدنية كالمدارس، أو الهياكل الطبية، أو أماكن العبادة. ويجب بموجبه معاملة المرضى أو الجرحى أو المحتجزين معاملة إنسانية. ويجب توفير الحماية للعاملين في القطاع الصحي، ويجب في جميع الأحوال تيسير العمل الذي يضطلع به العاملون في المجال الإنساني.
وقالت السيدة "باتريسيا دانزي" في الختام: "عندما يغيب احترام القانون الإنساني والمبادئ الإنسانية، وعندما توجد حواجز أمام الوصول إلى المصابين والمرضى، وعندما يتعذر على العائلات دفن موتاها وفقا للطقوس الجنائزية الخاصة بدينها أو تقاليدها، وعندما يؤدي انعدام الأمن إلى تعليق أنشطة إنسانية معينة بالرغم من ضرورتها، فإن مفهوم الإنسانية نفسه هو الذي ينتهك".
لمزيد من المعلومات:
السيد Germain Mwehu، بعثة اللجنة الدولية في بانغي، الهاتف: +236 75 64 30 07؛
السيدة Claire Kaplun، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: +41 22 730 31 49، أو +41 79 244 64 05
CC BY-NC-ND/ICRC/Ronald Kradjeyo
