مقال

الإدارة الكريمة لجثث الموتى: عمال الإغاثة يستخلصون الدروس من زلزال إندونيسيا

لقد مر خمسة أشهر منذ أن تسبب الزلزال وما تبعه من تسونامي وانجراف التربة في دمار شامل في أجزاء عديدة من مقاطعة سولاوسي الوسطى في إندونيسيا. لكن المشاهد المريعة للموت والدمار التي تبعته ما زالت حاضرة في ذاكرة عمال الإغاثة الذين كانوا أول الحاضرين في المشهد.

في 26 شباط/فبراير، التقى 16 شخص من مختلف المنظمات في مدينة بالو في المنطقة المنكوبة، وكانوا قد أتوا إلى المنطقة خلال الأيام الأولى بعد وقوع الزلزال. تبادلوا خبراتهم في مناقشة طاولة مستديرة نظمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) وركزت على موضوع إدارة الجثث.

كما حضر ممثلون عن القوات المسلحة الإندونيسية والشرطة الوطنية الإندونيسية وجمعية الصليب الأحمر الإندونيسي ومنظمة دومبيت دوافا الإسلامية الخيرية والحكومة المحلية وبعض المنظمات الأخرى.

وقد تحدث المشاركون عن التحديات التي يواجهونها في المنطقة، وأجمعوا على أن نقص التدريب والمعدات المناسبة قد أعاق جهود المتطوعين في البحث عن جثث الموتى وجمعها. كما أفادوا أيضًا أن المتطوعين لا يملكون معدات حماية شخصية.

واستجابة لذلك، قال محمد هدايت لاماكارات، سكرتير إدارة سولاوسي الوسطى، إن تجربة بالو يمكن أن تكون درسًا للتعامل مع الكوارث المستقبلية.

وفقًا لأحدث البيانات، كان هناك ما لا يقل عن 1,016  جثة لم يمكن التعرف عليها. ولولا عدم إلمام المتطوعين بكيفية التعامل مع جثث الموتى بشكل صحيح لكان لدينا رقمًا أقل.

إن الإدارة السليمة والكريمة لجثث الموتى يمكن أن تساعد في تقليل معاناة العائلات التي تفقد أحبائها، عن طريق المساعدة في تقديم الإجابات ووضع حد للجهل بمصير المفقودين.

وعقب الزلزال، شاركت اللجنة الدولية في عمليات الإغاثة التي نظمتها الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مع التركيز على إعادة الروابط العائلية، على سبيل المثال، مساعدة العائلات في معرفة أماكن وجود أقاربهم المفقودين. كما قدمت اللجنة الدولية الدعم إلى إدارة تحديد هويات ضحايا الكوارث في الشرطة الوطنية الإندونيسية من أجل ضمان الاحترام عند إدارة جثث الموتى.

متحدثاً عن الدروس المستخلصة التي طُرحت خلال المناقشة، قال رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية في إندونيسيا وتيمور - ليشتي ألكساندر فيت: " نسعى في اللجنة الدولية إلى زيادة التعاون مع الوكالات والمؤسسات المعنية بالأمر حتى نتمكن من تطوير المبادئ التوجيهية لإدارة جثث الموتى أثناء الكوارث الكبرى أو إعادة صياغتها إذا لزم الأمر. وترغب اللجنة الدولية كونها منظمة إنسانية في ضمان أن يتلقى أولئك الذين يلقون حتفهم أثناء الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان، وكذلك أثناء الهجرة، معاملة تتسم بالاحترام وصون الكرامة."