مقال

إثيوبيا: إعادة الأمل إلى السكان النازحين بسبب العنف العرقي

"عائشة إبراهيم" أم لعشرة أطفال، تعيش في مقاطعة "داروليبو" الواقعة شرق إثيوبيا، حيث تعيش جماعتا الأورومو والصوماليين العرقيتان جنبًا إلى جنب. وتعتبر أسرة السيدة البالغة 42 عامًا واحدة من بين أكثر من 8433 عائلة نزحت بسبب العنف العرقي الذي اندلع في كانون الأول/ديسمبر 2017. وتتلقى عائشة، التي فقدت زوجها جراء أعمال العنف، المساعدات العاجلة المقدمة من اللجنة الدولية بالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر الإثيوبي في أعقاب حوادث العنف.

قالت عائشة: "فقدنا كل شيء فجأة، احترق منزلنا بما فيه من ممتلكاتنا، وسُرقت رؤوس الماعز ولم يبق لأطفالي ولي أي شيء. لكن الصليب الأحمر أعاد لنا الأمل بتلبيته لاحتياجاتنا العاجلة."

استجابة لهذا الوضع الطارئ، تعاونت اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر الإثيوبي لتوزيع البطانيات وفُرش النوم والخيام المصنوعة من البلاستيك المنسوج، وصفائح المياه وأواني الطهي والصابون على 8433 نازح لمساعدة ما يقدر بحوالي 50 ألفًا من أفراد العائلات في مقاطعتي "هاويجودينا" و"داروليبو"، بحسب "جان بيير سوماه"، أحد المهندسين الزراعيين العاملين لدى اللجنة الدولية.

وقال "عبد الله مولوجيتا"، رئيس الإدارة المحلية لقرية "تاو" إن الصليب الأحمر هو أول منظمة تستجيب لهذا الوضع الطارئ. وأضاف: "لولا الصليب الأحمر، كان سيصعب كثيرًا علينا تخفيف آثار العنف عن النازحين، في ظل قدراتنا المحدودة."

الصليب الأحمر أثيوبيا

قادر (في المنتصف) مع مستفيدين آخرين في أثناء توزيع المساعدات العاجلة في قرية "كوركي" بمنطقة غرب "هررجي". CC BY-NC-ND / اللجنة الدولية / أليمايهو تاكيلا

"قادر أحمد"* أب لثلاثة أطفال وأحد سكان منطقة تسمى "كوركي" بمقاطعة "هاويجودينا"، وهو أيضًا أحد المستفيدين من المساعدات المقدمة للنازحين. قال قادر: "لن نشعر بالبرد بعد الآن، فلدينا الآن سقف بلاستيكي يظلل رؤوسنا وبطانيات لنستخدمها. لن نعاني من العطش بعد الآن، فلدينا صفائح ننقل بها المياه. شكرًا لمن منحونا هذه الأشياء. فلولا هؤلاء (المانحين)، لأصبحت حياتنا أتعس حالاً."
خططت اللجنة الدولية أيضًا، بالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر الإثيوبي، لتوزيع أدوات الزراعة والبذور على العدد نفسه من العائلات التي تضررت من العنف، في حزيران/يونيو من هذا العام (لاستخدامها في موسم الصيف المقبل). وتهدف هذه المساعدات (الأدوات والبذور) الموزعة على أفراد المجتمع المحلي إلى استعادة وسائل كسب الرزق.
وكثيرًا ما نشبت حوادث عنف بين جماعتي الأورومو والصوماليين العرقيتين، اللتين تعيشان بطول الحدود بين المنطقتين في مجتمعات رعوية وزراعية بالأساس، بسبب الصراع على الأراضي الصالحة للرعي والزراعة، ومحاولات السيطرة على مصادر المياه. وبحسب الأرقام الرسمية، فقد أدى العنف إلى مقتل مئات الأشخاص ونزوح حوالي 700 ألف آخرين.

الصليب الأحمر أثيوبيا

نازحون جراء العنف العرقي يتلقون المستلزمات المنزلية الأساسية من اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر الإثيوبي في مقاطعة "هاويجودينا" بمنطقة عرب "هررجي". CC BY-NC-ND / اللجنة الدولية / أندريا مينيتي

توفر اللجنة الدولية، في إطار برنامجها للأمن الاقتصادي في إثيوبيا وبالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر الإثيوبي، المساعدات بشكل أساسي للسكان المتضررين من الاشتباكات القبلية، كما تشارك في حوار مع السلطات المعنية بهدف توعيتها باحتياجات النازحين وجهود حماية المراكز الصحية، وتسهيل حركة سيارات الإسعاف التي تنقل المرضى أو الجرحى.

*تم تغيير الأسماء