مقال

غزة: كيف ساعدت اللجنة الدولية المزارعين في العودة إلى ممارسة عملهم

 


القرارة، في المنطقة الحدودية جنوب قطاع غزة، قبل وبعد إعادة تسوية الأرض وقد بدأت المحاصيل تنمو مرة أخرى /ICRC/ D. Von Burgsdorff

 


أسفر النزاع الذي شهدته المنطقة في الصيف الماضي عن تدمير مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية على طول حدود قطاع غزة مع إسرائيل، وكان لهذا الدمار أثر بالغ على الاقتصاد المحلي للقطاع، ونتج عنه فقدان العديد من المزارعين مصادر رزقهم التي يُعيلون منها أُسَرهم.

عملت اللجنة الدولية على مدّ أنابيب المياه لإيصالها إلى الحقول التي دُمّرت فيها أنابيب الري وانقطعت عنها المياه، ووزعت الأسمدة والبذور (القمح، والبازلاء، والبامية) على ما يزيد عن 1350 مُزارعًا، وساعدت في إصلاح الدفيئات المُتضررة. هذا بالإضافة إلى توزيع منحة نقدية بقيمة 1000 دولار أمريكي على 250 أسرة (1500 فرد) تعتاش على الزراعة فقدت منازلها وباتت نظم الري التي يستخدمونها غير صالحة للعمل. يُذكر أن ثمار هذا الجهد المشترك خلال العام أصبحت جليّة وملموسة؛ إذ حصد المزارعون في أشد المناطق تضررًا –في خُزاعة، والقرارة، وعبسان، والمُصدَّر، والشوكة- محاصيلهم لأول مرة منذ الحرب، وشملت تلك المحاصيل البطيخ، والبازلاء، والطماطم، والقمح، والبامية. وإليكم بعضًا من قصصهم

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

بعد إعلان وقف إطلاق النار في السادس والعشرين من شهر آب/ أغسطس، بادرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل على مساعدة هؤلاء المزارعين للوقوف على أقدامهم من جديد. وفي هذا السياق عملت اللجنة الدولية على تطهير الأرض من مخلفات الحرب من المتفجرات، كما لم تدخر جهدًا في إعادة تسوية الأراضي الزارعية المُتضررة كلها تقريبًا، لجعلها صالحة للزراعة قبل حلول موسم الأمطار في تشرين الثاني/ نوفمبر.

Abassan, Gaza, October 2014 / CC BY-NC-ND/ICRC/D.von Burgsdorff

عبسان في تشرين الأول/أكتوبر، بعد أن طهّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأرض من الذخائر المتفجرة التي لم تنفجر، وأثناء إعادة تسوية الأرض. كان هذا بحق سباق مع الزمن بغرض تجهيز الأراضي في الوقت المناسب قبيل موسم الأمطار، باستخدام 24 بلدوزر استمر عملها من مطلع الشمس حتى غروبها يوميًا على مدار شهرين لإتمام المهمة في الوقت المضبوط.
وتشكل الأرض الزراعية في منطقة الحدود ثلث الأراضي الزراعية في قطاع غزة. وهي تعد "سلة خبز" لسكان غزة.

Beit Hanoun, Gaza December 2014 / CC BY-NC-ND/ICRC/D. von Burgsdorff

بدأ المزارعون في إعادة زراعة أراضيهم في بيت حانون بعد تطهيرها وتسويتها. وتمكنوا في شهر حزيران/ يونيو الجاري من جني ثمار ما زرعته أيديهم وكان أول حصاد لهم من القمح والبطيخ والكوسا والبامية، وفي العام الماضي نجحوا أيضًا في زراعة محاصيل أخرى مثل البازلاء والبطاطا.

CC BY-NC-ND/ICRC

 إبراهيم الأسطل، 23 عامًا، يحمل حبات البامية التي جمعها في صباح ذلك اليوم. يعمل إبراهيم في مزرعة يملكها موسى الأسطل في القرارة، شرق خان يونس. تمتد أراضي القرارة لتصل إلى الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. وخلال النزاع الذي دار في الصيف الماضي، تأثرت المنازل والأراضي في هذه المنطقة تأثرًا شديدًا بسبب القتال، فالكثير منها دُمر أو ألحق به الكثير من الضرر.

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

زياد أبو خشان، 45 عامًا، من منطقة القرارة، شرق خان يونس، متزوج ولديه أسرة تتألف من ستة أفراد. طال الضرر منزله وأرضه أثناء النزاع الأخير الذي دار في عام 2014 .

استفاد زياد من "مشروع دعم مزارعي الخضار في المناطق الحدودية " الذي وضعته اللجنة الدولية هذا العام. يقول زياد: "في الماضي، كانت لدي مزارع لأشجار الزيتون لكني توجهت إلى زراعة البامية والفاصولياء بعد أن دمرت الأرض لسرعة نموها ووفرة إنتاجها. ويرى زياد أن حصول المزارع على الأموال النقدية بشكل مباشر دون وساطة من أفضل جوانب هذا المشروع.

يحصد زياد المحصول بمساعدة زوجته وأطفاله. تقول زوجته: "نبيع المحاصيل ونعيش على عائدها. والشيء المهم بالنسبة لنا هو عدم حاجتنا للاستدانة".

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

قال أسامة مخللاتي، مهندس زراعي يعمل مع اللجنة الدولية: "حصل 1400 مزارع على القمح والبازلاء من اللجنة الدولية. وقبل ذلك، نقوم بتسوية الأرض وتوفير الأسمدة. الإنتاج هذا العام أعلى من المتوسط بفضل تحسن موسم الأمطار".

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

عقب انتهاء النزاع مدّت اللجنة الدولية أنابيب المياه الرئيسية من الآبار وقامت بتوصيل بعضها ببعض لتمكين المزارعين من مدّ خطوط أنابيب فرعية حتى يتسنّى لهم ريّ أراضيهم. وتُغذي ثمانية أنابيب مناطق خزاعة والقرارة وعبسان والمصدر والشوكة.
ويبلغ طول خط الأنابيب في هذه الصورة 1800 مترًا، ويعود بالنفع على حوالي 70 مزارعًا يفلحون هذه الأراضي. ويبلغ طول خطوط الأنابيب 6400 مترًا وتوفر المياه لزهاء 300 مزارعًا.

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

وقالت أم سليمان ضاهر، البالغة من العمر 65 عاما، وهي أم لاثنين، وقد انتفعت من مشروع الدفيئات في المناطق الواسعة الذي نفّذته اللجنة الدولية: "عندما أصلحوا أغطية الدفيئات، شعرنا بأن الروح دبّت في أوصالنا من جديد. لقد بث عملكم الأمل فينا. شكرًا لكم"

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

عطوة المعني، 45 عامًا، أب لخمسة أبناء، من شرق دير البلح. يزرع عطوة الطماطم والخيار.

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

ينبغي تغيير الشبكة والأغطية البلاستيكية كل عامين، لكن بسبب محدودية مواردي المالية فإنني أبدّلها كل خمس سنوات، وقد أثّر هذا على إنتاجية المحاصيل وجودتها.

CC BY-NC-ND/ICRC/N. Alwaheidi

 أصيبت الأغطية البلاستيكية والشِباك التي تغطي الدفيئات بالضرر أثناء نزاع 2014. أما الآن فقد تم إصلاحها، ويتطلع عطوة إلى موسم زراعي أفضل وأوفر في إنتاجه. قال المسؤول الميداني المعني بالأمن الاقتصادي لدى اللجنة الدولية، أدهم العكشية: "عاد هذا المشروع بالنفع على حوالي 160 مزارعًا من ست مناطق. وجميعهم تضرروا من جراء النزاع."