مقال

غزة: ذرة على الكورنيش

عبد الرحمن زقوت/ اللجنة الدولية 2019

الشاب فادي العمري، 26، يُحضر المشروبات الساخنة بناءً على طلب الزبائن في الكافتيريا الخاصة به على كورنيش بحر غزة. يُباع المشروب الواحد مقابل 1 أو 2 شيكل فقط.

عبد الرحمن زقوت/ اللجنة الدولية 2019

يستمتع الشباب في أوقات الفراغ بلعب الورق وشرب المشروبات الساخنة وتدخين الشيشة في الكافتيريا الخاصة بفادي. يجد الشباب في هذا المكان متنفّساً لهم، خاصة أنه يتناسب مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به القطاع نظراً لانخفاض أسعاره.

عبد الرحمن زقوت/ اللجنة الدولية 2019

الشاب فادي العمري، 26 عاماً وصاحب مشروع كافتيريا "فاخر من الآخر"، زيّن مقاعد الكافتيريا المصنوعة من خشب المشاتيح بأحبال إنارة لجذب المزيد من الزبائن وإضفاء طابع حضاري جميل على كورنيش بحر غزة.

Abed Zagout/ ICRC 2019

الشاب فادي العمري يسلق أكواز الذرة، وهي الوجبة الخفيفة الأكثر شعبيةً بين مرتادي الكورنيش.

عبد الرحمن زقوت/ اللجنة الدولية 2019

فادي العمري يرتّب أكواز الذرة المسلوقة ويضعها في الكشك الخاص بذلك في كافتيريا "فاخر من الآخر" التي أقامها على كورنيش بحر غزة، فيحصل الزبائن عليها ساخنةً كما يحبونها تماماً مقابل 1 شيكل للكوز الواحد.

عبد الرحمن زقوت/ اللجنة الدولية 2019

فادي العمري ينصب الشماسي في الكافتيريا الخاصة به على كورنيش بحر غزة.

عبد الرحمن زقوت/ اللجنة الدولية 2019

العائلات والأطفال يقضون أوقاتاً جميلةً بمشاهدة الغروب على كورنيش بحر غزة، ويستمتعون بالأرجوحات المصنوعة من خشب المشاتيح والمُقامة للصغار والكبار على حد سواء.

"الفقر يحفّز الإبداع".

تلك كانت كلمات فادي العمري وهو يتحدث عن الكافيتريا الصغيرة التي أقامها على كورنيش غزة، المتنزه الساحلي للقطاع. ابتكر الشاب البالغ من العمر 26 عاماً الفكرة بينما كان عاطلاً عن العمل وفي حاجة ماسة، مع العلم أنه كان عليه أن يعيل نفسه وعائلته.

حصل فادي على شهادة دبلوم صناعي لكنه لم يعثر على وظيفة ذات صلة بدراساته، تماماً مثل الآلاف من الشباب والشابات الذين يعانون من أزمة البطالة في غزة.

بدأ فادي مشروعه بكشك صغير لبيع الذرة المشوية التي تعتبر من أكثر الوجبات الخفيفة التي تشهد إقبالاً على الشاطئ نظراً لانخفاض سعرها.

يقول فادي: "لقد عملنا أنا وإخواني الثلاثة على تطوير هذا المشروع. أردنا إنشاء كافتيريا متواضعة ولكنها جذابة. أضفنا أضواء لتزيين المقاعد وإعطاء قيمة جمالية مميزة للمكان، وبالتالي جذب المزيد من الزبائن."

صنع فادي وإخوته المقاعد من خشب المشاتيح رخيص الثمن. لقد عملوا بجدٍّ للحصول على المنتج النهائي، ثم أضافوا لمستهم الإبداعية بتزينها بأحبال الإنارة لتعطي شكلاً جذاباً وحضارياً.

أصبحت "المقاعد المضيئة" السمة المميزة لكافتيريا فادي. الكثير من الشباب والأسر يذهبون إلى هناك فقط لالتقاط الصور والاستمتاع بمنظر البحر الجميل.

وفي حديثه عن التحديات التي وقفت في طريقه أثناء العمل على المشروع، قال فادي: "انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة يمثل مشكلة خطيرة. اضطررنا لدفع اشتراك شهري لمولّد عام بقيمة 150 شيكل، ناهيك عن القلق الدائم من إغلاق البلدية الكافيتريا لأنها تعارض مثل هذه المشاريع في منطقة الكورنيش".

يساعد المشروع الصغير على تغطية نفقات أسرة فادي المكونة من ثمانية أفراد، بالإضافة إلى زوجته وطفليه. وفي الآونة الأخيرة، أصبحت أربع عائلات جديدة تعتمد أيضاً على الدخل الناتج عن هذا المشروع، إذ وفّر العمري لهم فرص عمل هناك.

يقول فادي: "نبيع المشروبات الساخنة وأكواز الذرة بأسعار منخفضة، ونحاول جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن من خلال إضافة الزينة إلى الكافتيريا. نفعل كل هذا على أمل عدم إغلاق الكافتيريا، وإلا فإن كل جهودنا ستذهب سدىً."