مقال

أنشطة اللجنة الدولية لمساعدة عائلات المفقودين في لبنان

تعزيز الحق في معرفة الحقيقة

تشجع اللجنة الدولية منذ نهاية الحرب الأهلية في عام 1990 السلطات اللبنانية على جميع المستويات من أجل اتخاذ تدابير ملموسة لإجلاء مصير الأشخاص المفقودين والإجابة على استفسارات عائلاتهم. فقد قدمت اللجنة الدولية الدعم لصياغة قانون بشأن المفقودين، ينظر فيه حاليًا مجلس النواب اللبناني. ويقضي القانون بإنشاء لجنة وطنية وحفر المقابر الجماعية واستخراج الرفات البشرية وتحديد هوية أصحابها.

تقييم احتياجات عائلات المفقودين

بدأت الللجنة الدولية في عام 2011 إجراء تقييم شمل ما يزيد على 300 عائلة لأشخاص مفقودين في جميع أنحاء البلاد بهدف تحديد احتياجاتهم الخاصة وإنشاء آليات استجابة. وعرضت النتائج والتوصيات في تقرير تألف من 20 صفحة رُفع للسلطات اللبنانية والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني.

جمع بيانات ما بعد الاختفاء

بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عام 2012 جمع المعلومات، حيثما أتيحت عن الأشخاص الذين ذهبوا في عداد المفقودين قبل اختفائهم. وتحقيقًا لهذه الغاية، أجرتاللجنة الدولية مقابلات شاملة مع عائلات لأشخاص مفقودين عبر أرجاء البلاد. وأجرى ممثلو اللجنة الدولية كل شهر 40 مقابلة من هذا النوع. وحتى الآن، أتمت اللجنة الدولية 2000 مقابلة. وينبغي أن تيسّر البيانات التي جُمعت، والتي ستسلم إلى اللجنة الوطنية المقرر إنشاؤها في المستقبل، بصورة كبيرة عمل هذه اللجنة لإجلاء مصير الأشخاص المفقودين وتقديم إجابات لعائلاتهم.

جمع بيانات مرجعية بيولوجية وتقديم دعم في مجال الطب الشرعي

قدمت اللجنة الدولية في 2015 طلبًا للحكومة اللبنانية لجمع بيانات مرجعية بيولوجية من أقارب الأشخاص المفقودين. ومن شأن هذا أن يمكّن اللجنة الدولية من مضاهاة عينات الحامض النووي مع العينات التي جُمعت من الرفات البشرية المستخرجة من القبور. وينبغي أن تيسر هذه المعلومات بصورة كبيرة، إلى جانب بيانات ما بعد الاختفاء، عملية تحديد هوية أصحاب الرفات. وسوف يضمن خبراء الطب الشرعي من اللجنة الدولية تطبيق المعايير الدولية في عملية جمع البيانات. وسوف يقدمون كذلك الدعم في بناء القدرة المحلية في مجال الطب الشرعي من خلال تبادل أفضل الممارسات الدولية، مع تقديم المشورة والتدريب للمؤسسات المختلفة المعنية بما في ذلك قوى الأمن الداخلي والمشارح الحكومية والمديرية العامة للآثار ومجتمع الطب الشرعي، وتعزيز الحاجة لتنسيق فعال بين هذه المؤسسات. وما يزال هذا الطلب في انتظار موافقة رئاسة مجلس الوزراء.

توحيد قائمة الأشخاص المفقودين

بدأت اللجنة الدولية في 2011 وضع قائمة موحدة للأشخاص المفقودين وذلك من خلال لقاء السلطات الحكومية والبلدية والاتحادات والجمعيات المعنية وجمع كل المعلومات ذات الصلة منها من أجل تحديد أماكن عائلات المفقودين عبر أرجاء لبنان. وتتواصل المنظمة على أساس شبه يومي، منذ عام 2012 مع العمد والشخصيات البارزة الأخرى.

وقد مكّن هذا الأسلوب اللجنة الدولية من البقاء على اتصال بألف عائلة تقريبًا من عائلات المفقودين. ومازال هذا العمل مستمرًا.

مرافقة عائلات المفقودين

كشف التقرير حول احتياجات عائلات الأشخاص المفقودين، الذي نشرته اللجنة الدولية في 2013، عن أن كثيرًا من هذه العائلات يحتاج إلى دعم طبيونفسي واجتماعي وكذلك إلى مساعدة قانونية ومالية. وفي محاولة لتلبية هذه الاحتياجات دشنت اللجنة الدولية في كانون الأول/د يسمبر برنامجًا بعنوان "مرافقة عائلات الأشخاص المفقودين"، وأحد أهداف البرنامج هو إحالة عائلات الأشخاص المفقودين إلى المنظمات غير الحكومية التي تقدم المساعدة في مثل هذه الحالات. ويضم هذا البرنامج أيضًا جلسات جماعية للدعم النفسي والاجتماعية يشرف عليها متخصصو الصحة النفسية لدى اللجنة الدولية. وما زال البرنامج مستمرًا في الوقت الحالي في منطقة صيدا جنوب لبنان، وسوف تمتد أنشطته لتصل إلى مناطق أخرى من البلاد.