مقال

رئيس اللجنة الدولية: لا بد أن نعيد النظر في "تسلسل المسؤوليات" في النزاعات

قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كلمته أمام جمع من الحضور بجامعة لندن إن العاملين في المجال الإنساني يواجهون قدرًا متزايدًا من التعقيد في ساحات الحروب في ظل التزايد الكبير في عدد الحركات والمنظمات التي تخوض غمارها.

وحذر بيتر ماورير في كلمته التي ألقاها خلال الفعالية التي عقدت الليلة الماضية بعنوان "المعونة والتنمية في عصر البريكست (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)" من تضاعف أعداد أطراف النزاعات في الوقت الراهن مقترنًا بعدم وجود توافق في الآراء بين القوى العالمية الكبرى.

وجاءت كلمة ماورير أمام الحضور في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية "سواس" مع كلمة البارونة فاليري آموس مديرة الكلية والسير مايكل آرونسون الرئيس التنفيذي السابق لمنظّمة إنقاذ الطفولة بالمملكة المتحدة وستيفن هوبجود أستاذ العلاقات الدولية بالكلية.

وقال ماورير: "لم يعد يتصدر جبهة القتال في النزاع طرفًا واحدًا أو اثنين. إذ بات هناك تكاثر في الحركات والمنظمات حاملة السلاح والتي تسعى إلى تحقيق مصالحها في النزاعات التي تخوض غمارها. وباتت منخرطة في معظم النزاعات الكبرى اليوم عشرة أطراف أو ما يزيد.

"وما يضاف إلى تعقيد المشهد أن هذه المجموعات لم تعد تعمل بشكل مستقل. فالتسلسل القيادي يكون بيد جهة ما.

وأضاف: "خلق تفتيت النظام الدولي وعدم وجود توافق بين القوى الكبرى والمنافسة على السلطة على المستوى الإقليمي مناخًا يصعب السيطرة عليه."

ومع ذلك، تظل اتفاقيات جنيف الإطار المقبول المتعلق بالمشاركة في نزاعٍ في كل بلدٍ بالعالم. وقال ماورير: "لا أحد يرفض وجودنا حين نسعى للتدخل معللًا ذلك بأن ثمة مشكلة تنطوي على طريقة احترامنا للقانون الإنساني."

"ففي سياقات كثيرة، يطلب المدنيون من الأطراف المتحاربة احترام القانون الدولي الإنساني. فهو أداة قوية بيد المجتمعات."

بدورها، قالت البارونة آموس للحضور: "هناك قدر هائل من التسييس للمساعدات الإنسانية. وبات النزاع الآن يستمر في المتوسط لمدة عشر سنوات، بيد أن بعض الأزمات الطويلة الأمد استمرت أكثر من ذلك بكثير.

وأضافت: "ما نراه هو أن العمل الإنساني يحل تقريبًا محل الأعمال الإنمائية الطويلة الأجل التي نحتاجها.

وتابعت: "هذا الأمر ينطوي على مشكلات بالغة. نحن نترك الناس يعيشون تحت وطأة أكثر الظروف بشاعة. إن تنامي الاتجاه نحو القومية وتراجع شعورنا بالمسؤولية تجاه الآخرين وانعدام تحمل الدول التي وقعت على اتفاقيات جنيف مسؤولية العمل بها حتى الآن، يأتي بمثابة داعٍ كبيرٍ للقلق."

من جانبه، قال السير مايكل آرونسون الرئيس التنفيذي السابق لمنظّمة إنقاذ الطفولة بالمملكة المتحدة والذي يرأس الآن المجموعة الاستشارية الاستراتيجية في صندوق أبحاث التحديات العالمية إنه يجب الاستفادة من إمكانات الدوائر الأكاديمية في حل المشكلات العالمية.

وأضاف آرونسون: "نحن مهتمون بالكيفية التي يستطيع الأكاديميون من خلالها العمل على نحو أفضل مع واضعي السياسات والجهات الفاعلة –مثل المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة وكذلك الحكومات -ونحن مهتمون برؤية شراكات قوية تتشكل حقًا بين دوائر البحث في هذا البلد ودوائر البحث في الجنوب العالمي،" وتابع قائلًا: "إنها فرصة للشباب الذين يهتمون حقًا بالتحديات العالمية ويريدون العمل في البحث لتحقيق هذا الشغف والاهتمام."

وفي السياق ذاته، دعا ماورير أطراف النزاع كذلك إلى "إعادة النظر في تسلسل المسؤوليات"، قائلاً: "الحرب بالشراكة والتنصل من المسؤولية ونقل المسؤولية إلى ساحة المعركة وإلى الشركاء الذين يدعمون هذه المنظمات وتسليح القوات المسلحة التابعة للدول أو الجماعات المسلحة غير التابعة للدول ... من المهم أن نستأنف الحوار بشأن تلك الأدوار والمسؤوليات."