مقال

إندونيسيا: اللجنة الدولية تعزز تعاونها مع الدوائر الدينية

عززت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) الإقليمية في إندونيسيا وتيمور – ليشتي من تعاونها الوطيد مع الدوائر الدينية، وذلك من خلال عقد الدورة السنوية الخامسة عن القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية، وهي دورة تمنح شهادة بالحصول عليها؛ بالإضافة إلى تقديم سلسلة من المحاضرات عن الموضوع نفسه في أربع مدن إندونيسية (سورابايا وماكاسار وبالو وجاكرتا). وتُعد هذه الدورة الدراسية من البرامج الراسخة التي وُضعت لمد الباحثين المسلمين والمحاضرين في الجامعات الإِسلامية الحكومية بالمعرفة الأساسية بالقانون الدولي الإنساني وتوافقه مع الشريعة الإسلامية في مجال النزاعات المسلحة.

وهذا العام، نُظِّم البرنامج، ومدته ثلاثة أيام، مشاركةً مع جامعة "سونان أمبيل" الإسلامية الحكومية في "سورابايا"، جاوا الشرقية، وشارك فيه 44 محاضرًا في القانون والشريعة من جامعات إسلامية حكومية من جميع أنحاء إندونيسيا، إضافةً إلى ثلاثة ضيوف من الفلبين، وضيف من ماليزيا. وجاء المشاركون الإندونيسيون بشكل رئيسي من المناطق الشرقية من إندونيسيا مثل "بابوا" و"أمبون" و"ماكاسار" و"باريباري" و"بالو" و"مانادو" و"بونتيانك" و"لومبوك" و"مادورا". كما جاء مشاركون آخرون من مناطق نزاع سابقة مثل "آتشيه".

دعت بعثة اللجنة الدولية الإقليمية في إندونيسيا وتيمور – ليشتي الدكتور أحمد الداودي (مستشار اللجنة الدولية للقانون الدولي الإنساني والفقه الإسلامي) من جنيف كمتحدث رئيسي للبرنامج، دعمًا لخبير اللجنة الدولية المحلي في القانون الدولي الإنساني السيد "كريستيان دوني بوترانتو". وأعرب رئيس بعثة اللجنة الدولية الإقليمية السيد "ألكسندر فيت" أن القصد من هذا البرنامج السنوي هو زيادة المعرفة بالقانون الدولي الإنساني ومراعاته، إلى جانب وضعه في السياق الخاص بالشريعة الإسلامية، وهو موضوع مألوف تمامًا للمحاضرين والباحثين المسلمين.
وقد أوضحت نائبة رئيس جامعة "سونان أمبيل" السيدة "وحيدة زين بر سيريجار" أهمية هذا البرنامج لإندونيسيا، فقالت: "نحن بلد يتكون من خمس جزر رئيسية وما لا يقل عن 17,000 جزيرة صغيرة. ولدينا 33 مقاطعة تمتد من "سابانج" في أقصى الغرب إلى "ميراوكي" في أقصى الشرق. ولدينا ست ديانات رئيسية ومئات من المعتقدات الدينية المحلية؛ ومئات من الجماعات العرقية وما لا يقل عن 300 لغة محلية". وأكدت خلال الملاحظات الافتتاحية للدورة في الثاني من أيلول/سبتمبر إن: "هذه الحقائق وحدها يمكن أن تؤدي ببلدنا لأن يكون معرضًا للنزاع، على الأقل النزاع الداخلي".

وبمنأى عن الدورة التي عُقدت بنجاح، دُعيت اللجنة الدولية أيضًا لإلقاء محاضرة عن التوافق بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالنزاعات المسلحة، أمام مئات الطلاب من كلية الشريعة والقانون في جامعة "سونان أمبيل" الإسلامية الحكومية في "سورابايا"، ومحاضرة أخرى لطلاب العلاقات الدولية في جامعة "بوسوا" في "ماكاسار" جنوبي "سولاويسي". كما قامت اللجنة الدولية في "بالو" بزيارة ودّية للزعيم الروحي لمؤسسة الخيرات السيد حبيب سقاف بن محمد الجُفري، وألقت محاضرة أمام عدة مئات من طلاب جامعة الخيرات في "سولاويسي" الوسطى. كما ألقت اللجنة الدولية في جاكرتا في 10 أيلول/ سبتمبر محاضرة لطلاب العلاقات الدولية بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية، كان الدكتور أحمد الداودي هو المتحدث الرئيسي فيها.
وتُوَّجَت هذه المجموعة من الفعاليات بزيارة ودية لوزير الشؤون الدينية لجمهورية إندونيسيا السيد لقمان حكيم سيف الدين في 11 أيلول/سبتمبر، حيث تحدث رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية السيد "ألكسندر فيت" عن اللجنة الدولية، واستعرض تحديثًا بأنشطتها حول العالم – لاسيما علاقاتها مع الدوائر الدينية – وناقش إمكانية إقامة شراكة مع الوزارة في مجال العمل الإنساني. رحب السيد الوزير بالفكرة وأسند إلى الأستاذ الدكتور "أرسكال سالم"، مدير التعليم العالي الإسلامي، مسؤولية التنسيق من جانب الوزارة لمتابعة المبادرة من أجل مزيد من التعاون بين اللجنة الدولية والدوائر الدينية في أنحاء إندونيسيا.