مقال

الأردن: اللاجئون السوريون بين المأوى وقلوب تشتاق إلى الوطن

لجأ الكثير من السوريين إلى الأردن هاربين من الموت و المعاناة ولكن مع أنهم خارج سورية، لا تزال قلوب وعقول الكثير منهم في موطنهم.  

تعيش أم خالد البالغة من العمر 46 عامًا في مخيم الزعتري وأكثر ما تتطلع إليه هي مكالمة هاتف، تتحدث فيها مع ابنتين وولدين بقوا في درعا، سورية.  

قالت أم خالد: "سماع صوت البنتين يمتزج فيه المرّ والحلو، فهو يشعرني بأنني على قيد الحياة لكن المسافات التي تفصل بيننا تحطم قلبي".  

أم خالد مع حفيدها محمد في مكتب البحث والتقصي التابع للجنة الدولية ينتظرون دورهم لإجراء المكالمة الهاتفية. Asil Sari/ ICRC

تأتي أم خالد إلى مكتب البحث عن المفقودين التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر لتنتظر دورها في اجراء مكالمة هاتفية وهي استطاعت الحفاظ على تواصلها مع أسرتها في سورية خلال العامين الماضيين عن طريق هذه المكالمات.  

أم خالد تعيش مع 6 من أفراد أسرتها في أحد بيوت الإيواء المتنقلة في المخيم وهذه هي السنة الرابعة للأسرة في الأردن.

أم خالد تجري إتصالا هاتفيا مع ابنتها الموجودة في سورية من داخل مكتب البحث والتقصي التابع للجنة الدولية في مخيم الزعتري. Asil Sari/ ICRC

حال أم خالد كحال الكثيرين من سورية. فبالرغم من صعوبة الأمر، يحاول السوريين الذين لجأوا بكثافة إلى الأردن ودول أخرى مجاورة مواصلة الحياة، ولكن الآن كلاجئين وطالبي اللجوء ومهاجرين.

تقول أم خالد: "لقد رزقت ابنتي بثلاثة أطفال خلال السنوات الأربع الأخيرة وهي ترسل صورًا لهم بصفة دائمة. ولكن الله وحده يعلم ما إذا كنت سوف أحملهم في يوم من الأيام". بالنسبة لأم خالد، التي تعاني من السرطان، "لا شيء يحل محل اللقاء الفعلي".

تمكنت أسرة أم خالد من النجاة من القتال في سورية ولكن بعد أن لحقت أضرار بالغة بمنزلهم نتيجة للقصف، غادرت هي وزوجها وخمسة من أطفالها في كانون الأول/ ديسمبر عام 2012. ولكن المأوى في المخيم ليس كافياً ليمنحهم السكينة. وتعيش الأسرة في صراع يومي بين ماض يطاردهم ومستقبل مجهول.

 "لقد تغيرت حياتنا إلى الأبد. أشعر أحيانًا بأنني سوف أنفجر".

إعادة التواصل بين أفراد الأسرة

تفتقر أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين المقيمين في مخيم الزعتري، وهو أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن، إلى الوسائل التي تمكنهم من التواصل مع أقاربهم في سورية أو في الخارج. تتيح اللجنة الدولية الفرصة للاجئين التواصل مع أقاربهم من خلال توفير خدمة إجراء مكالمات هاتفية مجانية، وذلك داخل مكتبها للبحث عن المفقودين وبدعم من متطوعي الهلال الأحمر الأردني. وتقدم اللجنة الدولية أيضًا خدمة البحث عن المفقودين من أفراد الأسرة الذين انفصلوا عن بعضهم البعض وتساعد في لم شملهم كلما كان ذلك ممكنًا. تمكن نحو 13,000  لاجئ  في مخيم الزعتري من مهاتفة أقاربهم في سورية أو في الخارج وذلك منذ بداية العام.