مقال

لبنان: المفقودون وعائلاتهم

ذهب الآلاف من الأشخاص في عداد المفقودين في لبنان خلال النزاع 1975-1990، وكان غالبيتهم من الشباب الذكور في العشرينيات من العمر ومن جنسيات مختلفة ( لبنانية وسورية وفلسطينية ومن جنسيات أخرى)، ومن ديانات مختلفة ( مسلمين ودروزًا ومسيحيين) وكذلك من انتماءات سياسية مختلفة. وكانت الغالبية العظمى من المفقودين مدنيين .

وبدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال الحرب الأهلية تلقي ومعالجة طلبات للبحث عن المفقودين تقدمت بها عائلات اختفى أقاربها. وبرغم التوصل إلى حل لبعض الحالات، ما زال مصير الآلاف مجهولا منذ أن وضعت الحرب أوزارها وحتى يومنا هذا.

وعلى عكس بلدان أخرى عاشت الحرب، يفتقر لبنان إلى وجود آلية وطنية لمعالجة قضية المفقودين وإلى تشريعات وطنية تشملهم بشكل كافٍ. وثمة عقبة أخرى يتعين مواجهتها لإجلاء مصير الأشخاص المفقودين ألا وهي عدم وجود قائمة رسمية شاملة تحمل أسماء هؤلاء المفقودين في لبنان .

وتستمر على مر السنين معاناة أسر المفقودين، وهي معاناة تعجز عن وصفها الكلمات. ويبتغي الكثير منها الدعم والمساعدة. وإضافة إلى ذلك، يشيخ آباء وأمهات هؤلاء الذين ذهبوا في عداد المفقودين مع مرور العقود وربما يودع البعض منهم الحياة دون معرفة مآل الأحبة. فعامل الوقت له أهمية قصوى.