مقال

خريطة طريق لحماية تقديم خدمات الرعاية الصحية

 

تقول عناوين الأخبار الواردة من مناطق النزاع: المستشفيات تتعرض للقصف والأطباء يتعرضون للاعتداءات ومرافق الرعاية الصحية تتعرض للهجوم من المقاتلين الذين يلاحقون الجرحى أو المرضى من أعضاء فصائل المعارضة. ويمكن لهذا العنف ضد خدمات الرعاية الصحية أن يقوض المبدأ المؤسس لاتفاقيات جنيف ومفاده أنه ينبغي أن يكون هناك بعض الإنسانية في الحرب. وفي هذه الظروف، فإن القرار 4 الخاص بحماية تقديم خدمات الرعاية الصحية والذي اعتمد في المؤتمر الدولي الثاني والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر يلقى ترحيباً بالغاً. فهو خطوة إلى الأمام، وذلك لسببين:

(1) علينا أن نعمل وألا نكتفي بالإعراب عن القلق

لا يستطيع أحد أن ينكر أن هذه الاعتداءات مثيرة للقلق، ولم تكن نداءات المطالبة بحماية الخدمات الطبية قليلة. غير أن أكثر ما نحتاجه هو القيام بعمل ملموس. والقرار 4 يعترف بهذه الحاجة، إذ يسلط الضوء على عواقب هذا العنف المدمرة على المدى القصير والمدى البعيد ويحدد، على الأخص، خريطة طريق واضحة لحماية تقديم خدمات الرعاية الصحية. وتبعا للتوصيات المنبثقة عن عملية التشاور العالمية التي جرت في إطار مبادرة الرعاية الصحية في خطر، يدعو القرار 4 إلى مجموعة من التدابير. وتشمل هذه التدابير: اعتماد التشريعات المحلية وتعديلها، ومراعاة حماية تقديم خدمات الرعاية الصحية عند القيام بالعمليات العسكرية وعمليات الشرطة، والارتقاء بمستوى فهم العنف الذي يؤثر على تقديم خدمات الرعاية الصحية، وضمان أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يفهمون التزاماتهم القانونية والأخلاقية، وجعل مرافق الرعاية الصحية أكثر أمنا، وتحسين إدارة المخاطر والأمن الشامل لخدمات الرعاية الصحية المتعلقة بالإسعاف والطوارئ - بما في ذلك خدمات الجمعيات الوطنية. وعلاوة على ذلك، يدعو القرار الدول إلى إجراء تحقيق كامل وسريع في الاعتداءات على طواقم الرعاية الصحية ومرافقها للحيلولة دون تعرضها للعنف مستقبلا وضمان المساءلة والتصدي لمظالم الضحايا.

الضفة الغربية، رام الله. أحد متطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني يقدم إسعافات أولية لفلسطيني مصاب CC BY-NC-ND/ICRC/A.Atta

(2) أهمية التعاون

يؤكد القرار 4 أيضا أهمية التعاون من أجل معالجة دوافع هذه الهجمات ومنع حدوثها. ويدعو الدول والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وأوساط الرعاية الصحية وغيرها إلى العمل معا لتنفيذ تدابير عملية مكيفة مع الوضع المحلي ومصممة من أجل منع العنف ضد المرضى وطواقم الرعاية الصحية ومرافقها ومركباتها والتصدي له. ويدعو القرار الحركة، بالتحديد، إلى مواصلة دعم وتعزيز قدرات مقدمي الرعاية الصحية على المستوى المحلي، واضعة في اعتبارها أنهم غالبا ما يكونون من الأكثر تضررا من العنف، ولذلك يتعين إيلاؤهم اهتماما خاصا.

اتباع خريطة الطريق

للعمل والتعاون دور رئيسي في النهج المتبع في مبادرة الرعاية الصحية في خطر التي أطلقتها الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. وتبذل جهود، في إطار هذه المبادرة، بغية استحداث فضاءات ("أوساط فاعلة") يمكن أن يجتمع فيها مقدمو الرعاية الصحية والجمعيات المهنية والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني والقيادات الدينية والمجتمعية لتبادل الممارسات الجيدة والنهُج والدروس المستفادة، وكذلك لمناقشة العمل المتضافر والتخطيط له. وقد أحرز تقدم بالفعل، على سبيل المثال، مع الأوساط التي تتشكل حول الهدف المتمثل في جعل مرافق الرعاية الصحية أكثر أمنا، وفي مجال وضع بروتوكولات داخلية لإدارة المخاطر وتحسين الأمن الشامل لخدمات الإسعاف وخدمات ما قبل دخول المستشفى التي تقدمها الجمعيات الوطنية.

يشير القرار 4 "الرعاية الصحية في خطر: مواصلة حماية تقديم الرعاية الصحية معا"، على وجه التحديد، إلى التوصيات الناتجة عن عملية التشاور العالمية حول الرعاية الصحية في خطر. وقد جرت هذه المشاورات بين عامي 2012 و2014 وجمعت كلا من خبراء الرعاية الصحية والمنظمات. وقد تناول المشاركون المسائل التالية: التشريعات المحلية؛ وإجراءات وممارسات القوات المسلحة وقوات الأمن التابعة للدول؛ وإجراءات وممارسات الجماعات المسلحة؛ والمسؤوليات القانونية والأخلاقية للعاملين في مجال الرعاية الصحية؛ والسلامة والأمن في مرافق الرعاية الصحية؛ وإدارة المخاطر والأمن الشامل لخدمات الرعاية الصحية الخاصة بالإسعاف والطوارئ؛ ودور الجمعيات الوطنية؛ ودور الزعماء الدينيين وقادة المجتمع المدني.

لمعرفة المزيد عن الرعاية الصحية في خطر، تفضلوا بزيارة موقعنا

تنزيل
ملف PDF
303.56 KB